المواطن/ كتابات – رشدي المعمري
تعتبر وسائل النقل الخارجية ، بما فيها وسائل الخطوط المدنية ( الطيران) من أهم وسائل الخدمات بين الدول في الوقت الحاضر، لذلك تعمل كل دولة ما، بصورة مستمرة ، إلى تحديث خدماتها سواءاً على مستوى مناطقها الداخلية أكانت القريبة أم البعيدة منها،
ناهيك عن خدمات خطوطها الخارجية ، مع دول العالم. الآخر بقدر ما تسعى كل منها بين الفينة والأخرى، على تطوير تلك الخدمات (الوسائل) وبشكل دائم ، بما يتناسب و أحتياجات مواطنيها .
وكذا إتساع مدنها الجديدة ، وأزدياد عدد سكانها ، فضلاً عن توفير خدمات وسائلها المختلفة العامة بدرجة أساسية وكذا الخاصة إلى حد يرقى إلى المستوى ( المطلوب) الذي ينسف متطلبات ومتغيرات العصر كما ينبغي ، علاوة إلى القيام بالحفاظ على تلك الوسائل والعمل على صيانتها بصورة. دورية،
إن لم تكن يومية كما هو موجود في الدول المتطورة .. التي تحترم نفسها ، وغيرها في دول العالم الثالث ( النامي) ودون التفاعل عنها ،
من قبل إداراتها المشرفة عليها ولو لحظة معينة ، إلى جانب موظفيها وعمالها. الآخرون الذين توكل إليهم تلك المهام ومن ذلك مهام خدمات أسطولها الخارجي ،
أو ما يطلق عليه بخطوط الطيران المدني بينما نحن للأسف ، نقبع في سبات عميق . من هذه المسألة ، وكأننا نعيش في عالم آخر بعيداً عن هذا العالم المتحضر، الذي بلغ بعلومه في شتى المجالات العلمية بما فيها مجال علوم الطيران الحديث، بين قارات العالم.
ولا يخفى في هذا . إن أمراً كهذا اوما وصلنا إليه من تردي كبير في حياتنا كافة. يعود لتخلفنا وعدم مقدرتنا على مواكبة ،وسائل النقل الحديثة. بما في ذلك وسائل الطيران المدني ، كما هو موجود في بلادنا حالياً ، حيث لايتم إيلاء هذه المسألة أية أهمية تذكر. ويعود ذلك..
لاؤلئك المرتزقة الذين يتم تعيينهم كمسؤولين لهذه المؤسسات اوبما تسمى الخطوط الجوية اليمنية ، بينما هؤلاء القطيع من البشر لايدركون أهمية هذه الوسائل وأن ادركوها، منهم لا يعيرونها أي إهتمام ، لما تقدمه من خدمات جليلة للناس.
وكذا لما تعود على( الوطن من فوائد وأرباح كبيرة بصورة يومية)
ولذلك نرى بأن خدمات هذه الوسيلة أضحت في مهب الريح نتيجة. كما قلنا آنفاً بأن الأمر يعود لأولئك القطيع الأنتهازي من البشر الذين لا يضطلعون بمسؤولياتهم بالشكل المطلوب والذي كان يستوجب عليهم القيام بواجبهم كما يلزم تجاه. هذا الوطن المثخن بجراحه حتى اللحظة ،
جراء هذه الحرب العبثية القذرة، بقدر تفرض عليهم مسئوولياتهم في هذه المواقع الهامة . لكن للأسف فهؤلاء لا يدركون سوى اللعب على الدولة ، واللهث وراء المكاسب المادية..
وهدر إمكانيات المؤسسة العامة للطيران المدني، دون مساءلة لأولئك الأشخاص ، الذي اصبحوا يشكلون بؤر فساد ليس لها مثيل في أي مرحلة تاريخية إلا في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا في أصعب ظروفها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية. وغيرها.
وبالتالي هو ما يتطلب حقاً من القيادة السياسية . ممثلة برئيس الجمهورية ، من الضرب بيد من حديد ، على هؤلاء الفاسدين حتى يكونوا عبرة للأخرين،
وبالتالي نحن نتساءل هنا . أين هو أسطول اليمنية ؟
وإذا كان لنا من الإجابة على ذلك ، فنقول بأن أسطول اليمنية ليس له أي أثر في الوقت الراهن ، بقدر أن اليمن أضحت تمتلك طائرتين فقط، من مجموع أسطولها الذي كان بعد قيام دولة الوحدة ، عدده حوالي ١٥ طائرة . فيما أن هذا العدد لا يساوي شيئاً أمام الدول الأخرى .
ومنها الدول التي تكاد مثلنا من حيث الإمكانيات . سواءاً في آسيا أم أفريقيا ولكن مع هذا فنجد بأن أوضاع تلك الدول أفضل حالاً منا، رغم ما نمتلكه من إمكانيات وكنوز في باطن الأرض علاوة إلى الثروة السمكية ، والحيوانية . والزراعية فضلاً عن الآثار والمواقع التاريخية . والسياحية ، وإلخ..
ولكن نعود لذلك المثل القائل ( جوهرة بيد فحام) وفعلاً نحن لا ندرك أهمية هذا الوطن وثرواته الموجودة في باطنه ،وإلا لكنا أستطعنا أن نضاهي تلك الدول التي سبقتنا في هذا المضمار،
ولكن للأسف المخرج يريد أن نظل على هذا الحال التعيس ، دون أن نخطو خطوة واحدة إلى الأمام .. وبالتالي نقول على القيادة السياسية في هذا البلد، أن تُعيد النظر في كل ما يحدث من أختلالات كبيرة وقاتلة داخل هذا الوطن، ومن ذلك المؤسسة العامة للخطوط الجوية (اليمنية) وغيرها.
وعلى هذا .. أود أقول.. وأن أكرر السؤال.. أين الطائرات اليمنية..؟ هل تحطمت أثناء حرب صيف ١٩٩٤م أم بعدها.. أم أثناء الحرب الحالية .. أم أختفت عن الأنظار . ولا أحد يعرف عنها .. حتى الأن .. أين مصيرها ؟
مع علمنا بأن عدداً من هذه الطائرات ، بعضها موجودة في إحدى دول الخليج . وبعضها في القرن الأفريقي . وأخرى منها في دولة عربية .. فضلاً عن ماتم بيعه من محركات الطائرات لهذه الدول..؟
وبالتالي علينا هنا. أن نحدد .. أين طائرات اليمنية . ممثلة بالجمهورية العربية اليمنية سابقاً ؟ كما نعرف بأن . هذه الشركة .
كانت بين اليمن، والسعودية . قبل الوحدة .منها ٥١٪١٠٠ للسعودية و٤٩٪١٠٠ لليمن. إذاً أين ذهبت طائرات هذه الشركة ؟
وأين ذهبت إمكانياتها.؟ في (جيوب الهبارين)
وكذلك الحال. بالنسبة لطيران اليمدا.. قبل الوحدة.. كما نعلم بأنها كانت قطاع عام يتبع الدولة .. ممثلة بجمهورية اليمن الديمقراطي الشعبية سابقاً ، فأين تلك الطائرات .. وأين ذهبت إمكاانياتها..
مع (النصابين)
بالرغم إننا اشرنا لعدد الطائرات فيما سبق من ناحية تقريبية.. ولكن الواحد منا يستغرب . إنه بعد قيام دولة الوحدة أين ذهب اسطول الدولتين في دولة واحد ؟ وأين ذهبت إمكانيات كل منهما ؟
ولماذا تم دمج اسطول اليمدا مع اليمنية ؟ أما كان يُحبّذ أن يظل كل أسطول لحاله أو لنفسه . أم ماذا ؟ مهما يقول قائل ..
نعم خلاص وحدة .. وانا اشاطركم هذا الكلام نعم وحدة ! إنما كان يفترض أن يظل كل أسطول لحاله .. لماذا ؟
لأن اليمنية لم تكن آنذاك مستقلة لذاتها ، بقدر ماكانت مشتركة مع السعودية.. وإذاً هنا الإشكال الكبير. بالوقت الذي كان ينبغي أن تنتهي الشراكة السعودية.
ومن ثم يتم دمج اليمنية مع اليمدا .. أو أقل ما يمكن أن يظل كل قطاع طيران لحاله . حتى يكون هناك تنافس بين أسطول اليمنية واليمدا..
لكن للأسف .لم يتم ذلك.. إنما إنظروا إلى أين وصل حالنا اليوم.. لدينا طائراتان فقط وهما في حالة يرثى لهما . حيث واحدة خربان ، كل يوم وهي تتعطل بالجو، وواحدة تتحرك بالدهفة . وبحاجة إلى إصلاح كامل لأجهزتها ..
إذاًمن المسئوول عن هذا كله ..؟ أليس الأدارة المعنية بذلك .. أم ماذا ؟ طبعاً إدارتها هي المعنية تماماً . دون سواها ..
إذاً طائرتان وحيدتان أنتهت صلاحياتها . ولم تعُد صالحة للعمل .. للبته ، – بسبب:. ؟
عدم توفر قطاع غيار -.. – صيانة لا توجد .. عدم وجود إشراف .. غياب الخدمات تحول مطار عدن إلى حالة من الفوضى ،
ناهيك عن التعامل السيء للركاب وخاصة الذين يأتون من الشمال ..وبالذات تعز ..
ورشة خاصة بالصيانة ؟
كمان نعرف بأن هنالك كانت توجد ورشة خاصة بالصيانة لطيران اليمدا سابقاً إنما للأسف تم تدميرها نهائياً من قبل قراصنة الفيد ..
إستقدام طائرات حديثة ؟
وبالإشارة إلى ذلك اقول . إذا كان وضع اليمنية . قد وصل إلى هذه الحالة المتردية .. فعلى من يعينهم الأمر أن يستشعروا دورهم . ويعملوا من أجل إنقاذ هذه الشركة وذلك بالتنسيق مع ما تسمى بالحكومة الشرعية ومن خلالها مع دول ما يسمى التحالف وذلك بإستقدام طائرات حديثة ،
أسوى بالدول الأخرى . بقدر ما هنالك مردود كبير من عائدات هاتين الطائرتين . بما يقرب عشرات الملايين شهرياً . ولكن
مسلسل الفساد والدمار .. لم ينته بعد ..؟
أسعار التذاكر..؟
لم يكن يتصور الواحد منا ، بأن تبلغ سعر التذكرة للشخص على طائرة اليمنية بنحو ٤٠٠ – ٤٥٠ ألف ريال أو أكثر من ذلك . أي إنهم خلقوا .بورصة مضاربة .. فمن يضبط مكاتب اليمنية ووكلائها . في الداخل والخارج .
نظرة للدول الأخرى ؟
فلو نظرنا في الوقت الراهن لبعض الدول العربية منا في الجهة الغربية لليمن.سنجد مثلاً بأن أثيوبيا تمتلك حالياً نحو ١١٥ طائرة مدنية .
وكذا جيبوتي هي الأخرى لديها العديد من الطائرات وهكذا تسير الأمور .. في هذا العالم .. بينما نحن نأتي في المرتبة الأخيرة.. ولا نذكر بين دول العالم .
والله من وراء القصد .
رشدي المعمري