المواطن / كتابات _ رضا السروري
إن الفشل الذريع الذي لحق بقوات التحالف العربي في اليمن، لم يكن بنقص الإمكانيات ولا بتفوق الطرف الآخر، وإنما المصيبة تكمن في كيفية التعمل مع الوضع الراهن وطبيعة المرحلة .
كان الأخوة والأشقاء في التحالف العربي ، يعرفوا طبيعة الحقل والبيدر، ويتعاملون مع اليمنيين بإعتبارهم درع الحماية لهم ولبلدانهم، وأن المعركة معركتهم كما هي معركة اليمنيين بل أشدّ من ذلك بكثير ، حيث وإن الظروف الطبيعية وتجارب اليمنيين ، و أيضاً مرحالة اللادولة التي مروا بها طوال الفترة السابقة ، تجعلهم أكثر مرونه في تعاملهم مع الحروب، على عكس الأشقاء في دوول الجوار فمعركة صغيرة على أرضهم تعد كارثية بمتياز ، والكل يعرف ذلك.
لكن للأسف الشديد عمدت القوات على خلق الكثير من المشاكل المتنوعة، التي هي في الأساس تضرهم وتضر بمصالحهم، كما هي موجعة جداً لليمنيين و حكومة الشرعية ، كصناعة الكثير من التميز بين أفرد الجيش والمقاومة، و زرع الكثير من الفصائل والمسميات المتعددة الخارجة عن سيطرة الحكومة الشرعية، والمرتبطة إرتباط مباشر بالخارج ، كل هذا ناتج عن تفكير عقيم وقاتل لا يخدم مطامعهم، بل على العكس يعمل على توتر العلاقات ويصيب مشارعهم في مقتل ، فالشارع اليمني يدرك مايحدث بشكل جيد جداً وإن كانت قراءتهم وتفسيرهم للوضع يختلف، لكن الجميع يعرف ادق التفاصيل تقريباً، حتى من إرتهنوا لتنفيذ أجندة ومشاريع الآخرين يدركون جيداً ما الذي يصنعوه ، لكن لهم حسباتهم وتفكيرهم الخاص والغير مبرره طبعا.
على الحكومة الشرعية أن تتعامل بحسم وجدية مع الخارج، وبكل قوة تكسر قيد الإرتهان بالطرق التي تراها مناسبة لها ، وذلك سيعمل على فتح الطريق للسلطلة الشرعية في التعامل مع كل المكونات في الداخل على حد سواء ، وتسيطر ((فعلياً)) على كل شبر من الأراضي المحررة وهذا سيعطي دفعة كبيرة في عملية التحرير، اما التخوف من نتائج ذلك لن يكون العن وأسوا من ما يحدث وسيحدث بكثير، في حال استمر الوضع بهذه الطريقة ( طريقة الإبتزاز والإرتهان) .
وعلى الأخوة والأشقاء أن يتركوا التعامل بطريقة لي الذراع وكسر العظم والمراهقة السياسية، كما يجب أن يعرفوا جيداً أن مطامعهم المختلفة لن تتحقق بهذه الطريقة، التي يصنعونها ولن يتحقق لها القليل ولا الكثير إلا بتعاملها مع اليمنيين بإعتبارهم خط الدفاع الأول بالنسبة لهم، وأن يدركوا جيداً أن مطامعهم السياسية غير ممكنة فالأوضاع السياسية تدور وتلتوي بشكل غير متوقع، والطموحات الإقتصادية والإستثمارية لن تكون إلا في يمن حر مستقل ومستقر، ووفق الأعراف والقوانين الدولية .
اما عدا ذلك من تخبط ولف ودوران التحالف او إرتهان الشرعية وتخوفها مما قد يحصل من عواقب الطريق الصحيح، هو بمثابة صب الزيت على النار وصناعة المزيد من المستنقعات وبرك الوحل وكرع ماء الوجه .