المواطن/ كتابات – صلاح الواسعي
يستعمل الشارع العربي ببذخ شديد مصطلح الثورات المضادة للتعبير عن حالة الصراع المضاد لمشروع ثورات الربيع العربي ضد الديكتاتوريات العربية، والتي تقوده ذات الأنظمة الدكتاتورية بواسطة البنى السياسية والعسكرية التابعة لها.
مصطلح” الثورات المضادة” على قدر ما يوحي بإستهجان الفعل العكسي في مواجهة حلم الشعوب وإرادتهم، على القدر ذاته يضفي غطاءا شرعيا يبرر فعل الثورات المضادة ويمنحه إستحقاق من نوع خاص؛ إذ كيف للفعل المضاد للثورة وإرادة الشعب أن يوصف بالثورة؟!
لا أستبعد فكرة أن مصطلح “الثورة المضادة”هو منتج صنعته مطابخ قوى” ضد الثورة” ذاتها، وروجت له بوسائلها الإعلامية حتى أنغرس في اللاوعي الثوري وبرز في الخطاب السياسي..أو لربما يرجع ذلك لحالة تردي الفكر الثوري وقله الوعي وهو ما ينعكس بدوره على حساسيته المفرطة للمصطلحات التي يتلقفها دون وعي حقيقي وكنتاج طبيعي للكسل الذهني للعقل العربي بشكل عام.!
لذلك من الخطاء القول” الثورات المضادة” وإنما ” “ضد الثورات”..
صلاح الواسعي.