المواطن/ كتابات – فهمي محمد
على مستوى الشطر الجنوب كان الرعيل الأول للحزب الاشتراكي وعن طريق إطارهم السياسي الأول = ( حركة القوميين العرب فرع الجنوب) إضافة إلى حشدهم للقوى في معركة الدفاع عن ثورة 26/من سبتمبر 1962/ التي انخرط في الدفاع عنها كثيراً من أبناء الشطر الجنوبي من اليمن / أعضاء في الحركة / ومواطنين يعشقون الحرية / دفعت بهم الحركة عن طريق نشاطها وإعلامها في الجنوب إلى شمال اليمن وفي مقدمتهم الشيخ راجح بن غالب لبوزة ، الشهيد الاول في أكتوبر ، والذي يظل إنتماءه الى صفوف حركة القوميين العرب في الجنوب محل بحث ، لكن انتماءه للجبهة القومية شيء في حكم المؤكد.
إضافة إلى هذا الدور الوطني في الشمال كانت الحركة في الجنوب تتولى صنع تاريخ من المجد والكفاح الوطني والسيادي الاستقلالي ، عن طريق تفجير ثورة مسلحة ضد الاستعمار البريطاني ( الامبراطوريه التي لا تغرب عنها الشمس ) تلك الثورة التي أندلعت بقيادة الإطار السياسي الثاني في سُلم التكوين التاريخي للحزب الاشتراكي ودوره الوطني في الجنوب اليمني = ( الجبهة القومية ) بدعم من مصر عبدالناصر ،
بدأ التخطيط للعمل الثوري باستدعاء المناضل قحطان الشعبي المقيم في القاهرة ، والذي أصبح عضواً في حركة القوميين العرب ، على يد اللبناني النشيط هشام العبدالله مسؤول الحركة في القاهره بعد أن قدم ( قحطان ) استقالته من رابطة أبناء الجنوب على إثر مشاركة الرابطة في الانتخابات التي أجرتها سلطة الاستعمار في عدن ، وقاطعتها الكثير من القوى السياسية الوطنية لكون هذه الانتخابات لم تسمح لأبناء الشمال المتواجدين يومها في عدن من المشاركه = ( ترسيخ واقع الدولتين في اليمن سياسيا وثقافيا ) .
تم استدعاء قحطان الشعبي الذي كان أهم مميزاته كبر سنه مقارنة باعضاء الحركة وخبرته السياسية التي اكتسبها نتيجة إنتماءه السياسي السابق ، وقد كان الاستدعاء بالتفاهم مع القاهر الداعمه بشكل رئيسي لثورة سبتمبر 1962/م، والرئيس السلال ، وبموجب هذا التفاهم تم تعيين قحطان الشعبي مستشار الرئيس السلال لشؤون الجنوب ، وتم فتح مكتب له في صنعاء ، وقد أزعج ذلك قوى سياسية في الجنوب ، لاسيما الرابطة بقيادة ( الجفري) وحزب الشعب الاشتراكي بقيادة ( الاصنج + باسندوه ) الحزب الذي مثل يومها وآجهة سياسية لحزب البعث منذو أن عاد في الماضي محسن العيني الى عدن من دولة لبنان بعد إكمال الدراسة ، ولم يعد يومها إلى صنعاء خوفاً من بطش الامام ، لكن الملاحظ أن هذا الانزعاج مع اسباب أخرى تحول إلى موقف سياسي اتخذه الحزبين = ( الرابطة + الشعب الاشتراكي ) من مسألة الكفاح المسلح كخيار ضد المستعمر .
بعد تعيين قحطان تم توجيه الدعوة من قبل الحركة إلى كل أبناء الجنوب لاسيما المتواجدين في شمال اليمن بهدف الدفاع عن سبتمبر ، وذلك لحضور إجتماع موسع في صنعاء يتعلق بمناقشة الوضع في الجنوب وتشكيل جبهة تتولى زمام الفعل الثوري ضد المستعمر البريطاني في عدن ، وقد كان ذلك بعد التشاور مع عبد الناصر عن طريق القيادة العامة لحركة القوميين العرب = ( الأم في بيروت ) والتي رأت يومها في ثورة يونيو 1952/م ، في مصر واجهة سياسية لحركتها التي تأسست 1948/م ، على يد مجموعة من الشبان العرب أمثال قسطنطين زريق ، هاني الهندي ، محسن ابراهيم ، جورج حبش ، نائف حواتمه وآخرين تأثروا بنكية 1948/ م = ( احتلال فلسطين ) وعزموا على تأسيس حركة قومية عربية تتولى معركة التحرير .
على إثر هذه الدعوة اجتمع الكثير من أبناء الجنوب وحضر في الاجتماع ممثلين عن سبع فصائل سياسية جنوبية جلها تحت سيطرت الحركة ، وتم الاتفاق على تشكيل جبهة مسلحة اعد نظامها وميثاقها المناضل الاشتراكي سلطان احمد عمر ، لكن الاتفاق على مسمى الجبهة القومية لم يحسم أمره إلا في الاجتماع الثاني المنعقد في تعز منطقة الاعبوس والذي حضره المناضل الأممي ومؤسس الحزب الاشتراكي عبدالفتاح اسماعيل ، لكن الملاحظ أن تشكيل الجبهة القومية قام في الواقع على أساس الاندماج النهائي لتلك الفصائل السبع وذوبانها في إطار الجبهة المسلحة، بمعنى أخر لم يعد بعد 1963 في الجنوب اليمني شيء اسمه حركة القوميين العرب بل شيء اسمه الجبهة القومية ، التى فجرت الثورة في أكتوبر 1963/ وشكلت في نفس الوقت الإطار السياسي الثاني للحزب الاشتراكي اليمني في جنوب اليمن .