المواطن/ خاص
نعت الأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني فقيد اليمن الكبير المناضل الصلب علي صالح عباد نائب رئيس مجلس النواب السابق الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الأسبق ، الذي وافته المنية في الساعات الأولى من فجر اليوم في العاصمة صنعاء بعد صراع مرير مع المرض.
وقال بيان نعي صادر عن الأمانة العامة للحزب أن الرفيق مقبل “قضى عمراً خافلا بالمآثر الوطنية ، سيظل التاريخ يسجلها في أنصع صفحاته ويرويها للأجيال جيلا بعد جيل تحكي مسيرة كفاحية اتسمت بالإقدام والجرأة والنبل وعظمة الهمة منذ نعومة اظفاره ؛ حيث كان الرفيق مقبل منخرطا في معركة وطنية مجيدة ضد الاستعمار البريطاني السلاطيني وركائزه ؛من أجل الاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم”.
وتطرق البيان إلى مناقب و مآثر الفقيد على الساحة الوطنية منذ دخوله في المعترك السياسي والى اليوم.
“نص البيان”
*بسم الله الرحن الرحيم*
الجمهورية اليمنية
الحزب الاشتراكي اليمني
الأمانة العامة
يا جماهير شعبنا اليمني العظيم
تنعي إليكم الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني ومكتبها السياسي ولجنتها المركزية رحيل القائد الاشتراكي الاستثنائي; الشخصية الوطنية الفذة; المناضل الحكيم في جسارته الجسور في حكمته; الأمين العام السابق للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الأستاذ علي صالح عباد مقبل; الإسم الذي لا يذكر إلا في سياق المهابة الوطنية والاجتماعية الصلبة ويحدق التاريخ فيه كأنه يتلو البطولة من سطور كتاب; الإسم الذي يضيء دائما ويلهم ويملأ النفوس شعورا بالجلال والعزيمة.
يا جماهير شعبنا اليمني.
لا ندري أي نعي يمكن أن يقال في وداع رجل غادر جسده اليومَ ليظل اسماً علماً على كل المعاني النبيلة والمواقف السامية في تاريخ الوطن. فبرحيل علي صالح عباد مقبل يفقد تاريخ النضال الوطني قمة من قممه الشاهقة وعلما من أعلامه الخفاقة; رجلا يتوهج فيه معنى الرجولة; رجلا جسد معنى القائد الوطني نزاهة شجاعة وثباتا ورؤية ونأيا بالنفس عن المكاسب الشخصية.
لقد انحاز علي صالح عباد مقبل طوال تاريخه الى اليمن- كل اليمن- ومن أجل اليمن واستهل حياته باكرا مقاتلا ضد الاحتلال البريطاني وقائدا ميدانيا للكفاح المسلح ومفكرا لامعا.
وحين انتزع استقلال الوطن كان مقبل في طليعة الرجال الذين شاركوا في تصفية الاحتلال ومخلفاته وبناء الدولة الوطنية المستقلة. وفي كل المنعطفات التي مر بها الوطن ظل المناضل مقبل شامخا جسورا ومثالا للحكمة والإباء والاستعداد للتضحية من أجل الوطن, متساميا فوق الجراح, مترفعا عن الصغائر ليدخل سجل التاريخ رمزا للوطنية الحقة والتجرد والزهد مقدما بسلوكه أبهى وأروع نموذج للنضال والمناضل, ولم تستطع ملابسات السياسة وتقلباتها أن تنال من وعيه العميق وجوهره الفذ ومعدنه الصلب, كما لم تستطع المكايدات ولصراعات أن تضعف خياراته الوطنية الصائبة أو أن تنال من كبريائه.
وأثناء الحرب التي اثخنت الوطن صيف 1994 وكادت أن تودي به إلى التشظي جسد علي صالح عباد مقبل الخيارات الموضوعية والتاريخية للحزب الاشتراكي اليمني موقفا وإرادة. ففي تلك اللحظات الفارقة في تاريخ الوطن وتاريخ الحزب الاشتراكي اليمني وقف مقبل كالجبل الأشم حين تزعزعت المواقف وتذبذبت القرارات واهتزت الخيارات وانهارت بعض النفوس, وقف مقبل واضحا صريحا باعتداد المناضل ورباطة جأش القائد واتخذ أصوب القرارات وأشجعها في مواجهة الهجمة الغاشمة على الحزب الاشتراكي اليمني, وانتفض كطائر العنقاء من تحت رماد الحرب ليدين الحرب ومشعليها ويؤكد بقاء الحزب الاشتراكي اليمني وشعاره التاريخي الخالد “يمن ديمقراطي موحد” في الوقت الذي كان فيه مشعلو الحرب يعتقدون أنهم قد أعلنوا موت هذا الحزب العتيد ويتهيؤن لدفنه.
وبقوة شخصيته وثبات مواقفه استطاع علي صالح عباد. مقبل أن يجمح غرور المغرورين وأن يعيد الأمل لمعنى الوطن. وقد تم انتخابه أمينا عاما للحزب الاشتراكي اليمني في المؤتمر العام الرابع للحزب. وبعيدا عن المزايدات والمكايدات وبريق الأضواء ظل مقبل يعمل على تعزيز الإرادة الوطنية الديمقراطية والحفاظ على مكانة الحزب الاشتراكي اليمني ودوره في الحياة السياسية مواجها ارهاب السلطة وغطرسة الاستبداد.
واننا اذ ننعي اليوم رحيل المناضل علي صالح عباد مقبل فإننا نؤكد عظم الخسارة وضخامتها وجلال الحدث وجلاله, وليس لنا في هذا من عزاء سوى أن القيم التي ظل مقبل رمزها وايقونتها وتجسيدها الحي ستظل باقية تلهم الاجيال وتضع اسم مقبل لافتة تضيء طريق اليمنيين الى وطن الحرية ودولة المواطنة.
المجد والخلود للقائد الراحل علي صالح عباد مقبل.
الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني
صنعاء 1 مارس 2019.