المواطن/ كتابات – رضا السروري
الـحـبُّ هو أرقى وانبل القيم الإنسانية على الاطلاق، حيث أن بقية القيم (الوفاء، الصدق، العدالة، الرحمة، …) هي فروع وتكون اصدق واقوى مع الحب
وهو غذاء الروح المنعكسة أيضاً على الجسد ب ادق التفاصيل وسر السعادة البشرية، فا الحب حالة شمول واسعة تتدخل حتي في التشكيل الخارجي للجسم
وهو تلك الحالة التي ترفع الشخص وتسمو به نحو السماء؛ أعلى فكريًا وأخلاقيًا وإنسانيًا ومهنيًا ، هذا هو الحبّ. فهو حالة حميمية بامتياز تتراوح بين الانسجام العاطفي والفكري، والعاطفي هنا هو وليد الفكري وليس العكس، فيخطىء من يعتقد أن الحبّ عبارة عن مشاعر مجردة من عامل العقل..
وحالة الحبّ هي حالة عقلية شمولية، وحالة وعي كاملة، وجاهزية عالية، ومعرفة تامة للشخص المناسب وفي الوقت المناسب. وهي بالتالي تبادلية حتمية مع الآخر في المشاركة والاحترام والتقدير و *الفخر* والتسامح والعطاء والقبول والاحتواء والتحمّل في السرّاء والضرّاء، وأهمهم الرحمة المتبادلة، ويعترف الشريكان كلاهما من خلال حالة الحبّ الحقيقي الموصوفة هنا أنهما صنعا أعظم انتصار في معركة الكون الحقيقة ..
فالحبّ ليس عملية جمع وطرح ولكنه بالتأكيد معادلة صحيحة، فهو يشبه الحياة، المعرفة العقلية والسموّ الأخلاقي تزيد من المتعة به، و تبطل هنا مقولة الحبّ أعمى لأنها تبعد كلّ البعد عن التوصيف الحقيقي للحب..
يجب أن لا نخلط بين الوقوع في الحبّ والحبّ فالوقوع بالحبّ أشبه بالنار التي نشعلها من الأغصان النضرة الطريه التي تخمد بسرعة، أما الحبّ الحقيقي فهو نار الموقدة التي تؤججها قطع الحطب الكبيره، فمن غير الممكن أن تُخمد أو تنطفىء بسهولة…
*تساعد الخلافات في حالة الحبّ الحقيقي على الخروج من حالة الانصهار إلى اللانصهار بشكل تماتكي و مؤقت،* وهذا أمر مهم لإدراك الفروقات بين الشريكين وتقبّلها كما هي على أنها مصدر السعاده و البهجة وتجاذب لا تنافر، والتكيف مع وجودها دون أدنى جهد للتغيير فالحب يبرز في هذه الحالة من خلال القدرة على تخطّي الأزمات وفنّ إدارة المشاكل والخلافات، ويتجدد من خلالها ثم يتطور ويستمر، لأنه ينمو كشجرة عملاقة كنتيجة حتمية للجهود المبذولة من قبل الشريكين معًا لإيجاد الحلول المتضافرة للضغوط والخلافات والأزمات. فهو بلا شكّ علاقة تبادلية متكافئة، ليس ساحة معركة ، أو صراع بقاء بين قوي وضعيف، وإنما هو علاقة مبنية على *التقبّل غير المشروط، والتنازل دون قيود*بالإضافة إلى التفاهم والاحترام والاهتمام..* وهذه الجملة السابقة تعد شبه التخلص لمعنى الحب.
الحب هو الشعور العميق والكبير لفكرة العيش مع شخص حيّ بكافة تفاصيله والشعور به بكل معنى الكلمة وفي ادق تفاصيل حياته، وأقصد هنا بالحيّ أي من الحياة فتكون اللحظات والسنين بينهما مليئة بالحياة والمشاركة والسعادة والذكريات الجميلة، لا بطول المدة فقط. ويكون الوفاء والإخلاص هنا هو الوسيلة الفضلى لتعبير عن إلهية الحب وقوته، وقياس إمكانية الارتباط الأبدي المرتكز على العهد والوعد والميثاق الأخلاقي الخاص وهذا التكمل يخلق إنسجاما إنساناً راقاً بشكل متناهي ..
فمن غير المعقول أن الحبّ يحدث فجأة دون سابق إنذار ولا يخضع لقانون الأخلاق والقيم فالمقدمات العقلية للحبّ دائمًا حاضرة وبشكل أساسي، وتسبق دومًا تيار العواطف الجارف إما في الوعي أو اللاشعور..
فإذا لم يسمو بك الحبّ الحقيقي الى السماء، وأشعرك بالسعادة، وزاد إقبالك على الحياة، وطوّرك للأفضل، ومنعك من السقوط الأخلاقي على الأقل، وحسّن علاقاتك،
صحيحٌ أنه في الحبّ قد يكون هناك شيئًا من الجنون، ولكن من الضروري أيضًا أن يتولّد من جنون هذا الحبّ شيئًا من الحكمة والحلم والعقل والرزانة الفكر..