المواطن/ كتابات – يونس عبدالسلام
من وُلد جائعا وتربّى جائعا، ولم يعرف من الحياة سوى اسم صالح وحاشيته وصورهم، لن يخشى مصيرا مجهولا ينتظره؛ وسيراها واجبا..
من لم يشرب يوما ماء نظيفا، ولم تلامس عينه ضوء كهرباء أو تلفاز حتى دخل مدينة ما؛ سيراها واجبا..
من تأمل حال عائلته فوجد المريضة والعاجزة والأمية والعاملة في مطبخ لا شيء فيه غير سحب من حطب ودخان؛ سيراها واجبا..
من ارتدى حذاء مقطعا من صناعة أم حافية، ومشى ثلاث ساعات كل يوم بين الحر والبرد ليصل إلى مدرسة متهالكة بدون معلمين ولا فصول دراسية، سيراها واجبا..
من حلم بمنحة دراسية فتحول الحلم إلى حالة نفسية، فقط لكونه ابن فلاح فقير لا يعرف مسؤولا ولا نافذا؛ سيراها واجبا..
من نشد دولة مؤسسات محترمة بينما جمهورا من السفلة حول صالح يتحدثون عن “تصفير العداد”، أو عن توريث الولد المدلل مقاليد الحكم؛ سيراها واجبا..
من افترش أرصفة مدن بائسة، وغطته رائحة المجاري، وداست على أحلامه إطارات سيارات غانيات حدّة -جمهورية صالح التي لا تمت لباقي البلاد بصلة- سيراها واجبا..
من عاش بوجبة واحدة لليوم الواحد، وتساوت في نظره الحياة والموت؛ سيراها واجبا..
من تأمل وجوه الناس حوله، وقلّب ملامحها باحثا عن تأريخ آخر ابتسامة؛ سيراها واجبا..
من أدرك كمية الحقد التي واجه بها صالحا ونظامه حلم الشعب بحياة كريمة، ليقرر “هدم المعبد علي وعلى أعدائي”؛ سيراها واجبا..
من آمن بذاته مثله مثل أي كائن حي في زاوية جميلة من هذا العالم، لن يندم على صراخه ضد نظام سلبه كافة حقوقه، وسيرى في التمسك بفبراير -ومع نتائجه السيئة على المدى القريب- طريقا نحو خلاص منشود لكل يمني..
لن نترك للأجيال من بعدنا شيئا سوى فكرة فبراير، ككل شيء جميل فعلناه
#المجد_لفبراير
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك