المواطن/ كتابات
مديحة عبدالله
محاولة النظام لاستخدام مرتزقة أجانب لضرب الانتفاضة لعبة خطرة يحاول أن يلعبها بقصد تصعيد العنف وفتح المجال لتدخلات أجنبية حتى لا يدفع ثمن جرائمه ضد الوطن والمواطنين ،مما يكشف عن سذاجة بالغة ورعب من ما يحدث فى الشارع السوداني، ويظهر الخوف جليا فى استخدام العنف المفضي للموت ، والتهديد باستخدام ما يسمى بكتائب الظل وقطع الرقاب وغير ذلك من لغة لن تجدى نفعا فى وقف الانتفاضة ، فشعاراتها باتت فى كل البيوت وتجرى على لسان الاطفال .
كما يحاول النظام أن يشكك فى قيادة الانتفاضة ، ويحاول أن ينشر الرعب حول ما يمكن أن تؤول اليه الأوضاع إذا سقط النظام بالتلويح بخطر نموذج سوريا تكرره فى الوطن، كل تلك المحاولات باءت بالفشل ، فالسودان ليس سوريا، وشعبه بتماسكه وتضامنه ووعيه لن يسمح بأى محاولة لتمزيق الوطن، أو استشراء العنف، وتأتى تلك المحاولات لأنهم لا يعرفون شعب السودان ومدى قدرته التى تظهر وقت المحن ، وهاهو يقدم كل يوم درساً جديدا مبدعا فى مقاومة القهر ، والنموذج الذى يجرى امام اعيننا اليوم يحمل بذرة التغيير الجذرى، ليس على الصعيد السياسى فقط وانما الاجتماعى والثقافى .
أنها انتفاضة صناعة سودانية خالصة ،ولدت من تراكم مقاومة دؤوبة فى كل انحاء السودان ، تعددت وسائلها من حمل السلاح وحتى الوقفات الاحتجاجية على تدهور الخدمات، وكل جديد تكسب الانتفاضة انضمام قوى اجتماعية جديدة ، بينما يفقد النظام طرف من اطرافه انها ليست (انقلاب ) انها عملية صبورة بنفس طويل، تبدع فى تمارينها اليومية وتخلق اشكالها ووسائلها ، والاكثر ابداعا انها محمية ليس بقوة السلاح ، بل بإرادة الشعب نفسه برغبته القوية فى التغيير ، ببيوته ، وشوارعه وازقته، ماله وطعامه ووقته، وابداعه الفنى ..
لن تفلح قوة داخلية او خارجية فى الوقوف فى وجه شعب السودان وتطلعاته فى التغيير، خاصة وان الذاكرة الجماعية باتت واعية توثق كل شاردة وواردة ، والقوى الحيّة فى كل العالم تقف وتتضامن مع شعب السودان، تحسبو لعب ؟