المواطن/ كتب: فهمي محمد
في صباح يوم امس الموافق ال31/ من ديسمبر / 2018 / م، احتفل اعضاء التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في محافظة تعز بالذكرى ال53 لتأسيس تنظيمهم السياسي في اليمن ولهم الحق والفخر الكبير بذلك .
كنت احد المدعيين في هذه الاحتفالية لكني كنت اكثر من اعضاء التنظيم الناصري فخرا بهذا الحضور وإحياء لهذه الفعالية ، وإن شئت فقل عني كنت ملكياً اكثر من الملك رغم إني لا اطيق هذا المصطلح .
ليس في ذلك شيء من التملق او المديح الذي لم اتعود عليه ، لكنها تجربة شعورية صادقة شعرت يومها ان حضوري لهذه المناسبة لا يعني سوا الوقوف السياسي والتأملي على مشرفة من التاريخ المشرق للفكرة القومية التى يتجاوز الانتماء لها حدود واقعنا السياسي والقطري الذي يوزعنا اليوم هنا او هناك أشتاتاً وأنظمة متصارعة ومتقاتلة تعبث بمقدرات الامة وثرواتها ، ولقد ناضل الناصريون من اجل إزالتها بنفس الحجم النضالي الذي قدمته الناصرية عموماً في سبيل العروبة والثورات العربية من المحيط الى الخليج .
يقف اليوم اعضاء التنظيم الناصري وقيادتهم السياسية مع شركائهم من الاحزاب السياسية ، في معركة الدفاع عن الجمهورية والثورة السبتمبرية التي قاتلت في الماضي ، ومنذو فجر شبابها ثمان سنوات دفاعاً عن مشروعها السياسي والثوري في اليمن بسلاح الناصرية ، وبدعم من مصر عبدالناصر آخر العمالقة في العصر الحديث ، ومازالت تقاتل اليوم ( اقصد الثورة السبتمبرية ) في وجه الانقلاب عليها بحضور اعضاء التنظيم الناصر ومشروعهم السياسي وتضحياتهم الى جانب القوى الوطنية .
لا يجب أن يفهم من كلامي التقليل من نضال القوى الأخرى وهي كبيرة بلاشك لكن المقالة والمناسبة لها سياقها المفروض في الحديث هنا ، ومع ذلك فإن ما يميز هؤلاء الناصريون الذين يحلو للبعض ان يصفهم بقليلي العدد ، انهم يجرون ورائهم تاريخ عظيم ومشرق مثقل بالنضال والتضحيات الجسام ليس في اليمن وحسب بل يمتد بإمتداد الهوية والتاريخ والقومية العربية من المحيط الهادر الى الخليج الثائر ، فالمشروعات والتوجهات لا تقاس بكثرة الاعداد المنتميين لها ، بل بحجم المنجزات وبالمواقف التاريخية من القضايا النضالية المنحازة الى صفوف الجماهير .
منذو 1952/ وحتى 1970/ م خاضت الناصرية معركة الدفاع عن الهوية والقومية العربية ، وخاضت معاركها المشروعة بشجاعة نفتقدها اليوم جميعاً ضد الإمبرالية والصهيونية وفي سبيل التقدم والحداثة ، وتولت بسخاء دعم ثورات التحرر العربي منذو سبتمبر واكتوبر في اليمن وحتى ثورة الجزائر في المغرب العربي ،
فالناصرية تاريخ من النضال العروبي ونضال في التاريخ العربي ، او قل ذاكرت العروبة وروح القومية العربية في تاريخنا الحديث والمعاصر .
إن مشاركتنا لأعضاء التنظيم الناصري مثل هذه الغعالية لاتعني قط مشاركتنا أفراحهم الكبيرة بقدر ما نجدها فرصة مناسبة لقراءة تاريخ من النضال الطويل المرسوم على وجوه هؤلاء المناضلون العروبيون الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام .