المواطن/ أفق – أحمدطه المعبقي
مشكلة اليمن بإن أطراف النزاع يحنوا للعودة إلى الماضي.
فجماعة أنصار الله تريد استرجاع الإمامة بينما حزب الإصلاح يريد استرجاع الإحتلال العثماني . فكل طرف منهم يريد الوصول إلى هدفه الذي انشئ من آجله وهو قيام الدولة الإسلامية كما يدعون .،
فجماعة إنصارالله ترى بإن الدولة الإسلامية لن تقوم إلا باستخلاف عترة النبي محمد .
باعتبار عترة النبي محمد في نظرهم تمثل المرجع الثاني بعد كتاب الله .
مستندين لحديث الثقلين ( تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا (كتاب الله وعترتي أهل بيتي )
حديث الثقلين هذا ورد تارة ( بكتاب الله وعترتي) وتارة أخرى (ورد بكتاب الله وسنتي .)
جماعة إنصار الله اتخذت من هذا الحديث بإن الله اصطفاهم في الحكم عن بقية البشر.
لذا يرون بإن الدولة الإسلامية المحمدية لن تستقيم إلا بكتاب الله وخلفاء في الارض من عترت النبي محمد. صلئ الله عليه وسلم!
بينما حزب الإصلاح ( جماعة الأخوان المسلمين في اليمن) تحن إلى إعادة دولة سلاطين بني عثمان ؛ باعتبار سلاطين بني عثمان هم من يمثلون النموذج الأمثل للدولة الإسلامية التي ينشدونها.
- ياتي تشكيل جماعة الأخوان بعد أربع سنوات من سقوط الامبراطوية العثمانية 1924 م ؛ كرد فعل لإستعادة الخلافة العثمانية التي سقطت على يد جماعة الاتحاد والترقي بقيادة مصطفى اتاتورك ..
على أثر قيام الدولة القومية التركية العلمانية!
حيث ظهرت جماعة مناهضة لها بتمويل من بقايا سلاطين وأمراء بني عثمان الذين كانوا يمتلكون ثروة هائلة اكتنزوها اثناء حكمهم من ثروات العرب المنهوبة واطلقوا على هذه الجماعة بجماعة الأخوان المسلمين ، واتخذوا من القاهرة كمنطلق لدعوتهم . ومن أهم الأهداف الإستراتيجية لهذه الجماعة .. استعادة خلافة بني عثمان باعتبارهم خلفاء للمسلمين!
كذلك من أهم أهداف الجماعة مواجهة حركة المد القومي الذي بدأ ينشأ في الوطن العربي والذي كان يحمل ويجاهر بالعداء للدولة العثمانية التي ينظر لها بإنها دولة استعمارية لاتقل خطورة عن الاستعمار الاوروبي .
وهكذا ظلت جماعة الأخوان كتنظيم عالمي تمثل أمتداد لمشروع سلاطين بني عثمان ، وظلت تعمل جاهدة على إلحاق المنطقةالعربية كولايات تتبع اسطنبول باعتبار اسطنبول مركزا للخلافة الإسلامية ، وماعلى العرب إلا أن يخضعون لهولاء الخلفاء الذين اصطفهاهم الله عن خلقه ليكونوا خلافاء لعباده ع الارض .
لذا نعود مرة آخرى ونؤكد بإن منذ تأسيس جماعة الأخوان 1928 م وحتى اليوم وهم يروجون، لإكاذيبهم بإن استعادة الاسلام والخلافة الإسلامية لا يتم إلا باستجلاب الاحتلال العثماني إلى الوطن العربي .
باختصار شديد نستطيع القول بإن الخلافة الاسلامية الذي يريدها الأخوان في اليمن لاتختلف عن مشروع الرجل المريض الذي أحتل المنطقة العربية أربع قرون من الزمن ومارس فيها سياسة التجهيل والنهب والجباية والرهائن والقمع والارهاب والتنكيل…
ومايمارسه الأخوان اليوم في تعز ماهو إلا نموذجا لتلك الخلافة المنشودة !!
وفي الأخير : نستطيع القول : بإن جماعة الحوثي ، وجماعة الأخوان يتساوئ في حصر الحكم على جماعة من البشر واصطفائهم عن بقية الخلق. .