نجيب غلاب
المواطن – خاص
في الذكرى ال ٤٠ للحزب الاشتراكي قدم الحزب الكثير وحقق إنجازات واخفق في البعض لكنه يظل اهم قوى التحديث في اليمن على مستوى المشروع والفاعلية اليومية على مستوى الواقع وحسب الممكنات والقوة التي يمتلكها.
ويمثل الكتلة الوطنية الاكثر تأثيرا بفعل بنيته المنتشرة في الساحة السياسية رغم ضعف البنية التنظيمية الجامعة للطاقات التي تخرجت من مدرسة الحزب.
قد يبد الحزب في بنيته التنظيمية اليوم يعاني من الضعف بفعل الازمات المتلاحقة الا ان مازال متماسكا وقويًّا من حيث التأثير والنفوذ ومخرجات الحزب في الساحة اليمنية تمثل قوة حيوية في دفاعها عن مشروع الدولة الحديثة تمتاز كوادره بقدرة فذة في التنظير للتحديث وفريدة في تحليل الواقع وفهمه ومواجهة معوقات الفرقة والشتات بالرهان على مشروع الحركة الوطنية اليمنية.
يتمتع الحزب بقدرات سياسية ذكية بلا غرور ويمارس السياسية بالخبرة المراكمة بلا انفعالات غوغائية.
الضربات المتلاحقة لم تهمش دوره وان كانت أضعفت قوته في تفعيل الخبرات التي يمتلكها للدفاع عن مشروعه ويتحرك في مجال التوافق شرط ان يجد في التوافق ما يؤسس للحرية كمدخل أساسي لإثبات وجوده وعرض بضاعته في العدالة والتنمية ومشاريع النحضر.
يعاني الحزب من الحصار بعضه ذاتي وبعضه تنتجه تحولات الواقع في المراحل المختلفة والتي استهدفته ونتيجة شغله في بيئة تقليدية تعيق منظوره الثقافي والاجتماعي.
يمتاز الحزب برؤى متميزة سياسيا ومشاريع تقدمية اختار ان يؤجلها وعادة ما دخل في صراعات كلما حاول ان يتحرك بفاعلية تعكس طبيعته.
والتجارب التي عشتها اليمن خلال العشرين السنة الماضية اثبتت ان الرؤى التي كان يطرحها الحزب عادة ما كانت واقعية وتم مواجهتها باعتبارها تعكس أحقاده وبعد ان تتكشف الوقائع عن نفسها وجدنا ان الحزب كان متقدما لا حاقدا.
وفي هذه الذكرى الوطنية المجيدة لحزب حمل على كاهله مشروع الوحدة والحريّة والعدالة تذكرت هذه المقالة التي نشرتها قبل عشر سنوات عن اليسار الليبرالي وتحليل واقع الصراع ووضع الحزب ومحاولة لاستقصاء دوره المستقبلي والتي من وجهة نظري لو حدث ذلك لما وصلنا الى هذه الخسائر.
طاقات الحزب الهائلة بكافة تركيبتها التي تعيش حالة من الشتات والفرقة بحاجة الى اعادة الانتظام عبر كتلة وطنية جديدة يكون الحزب مركزها ونواتها الصلبة.
#الذكرى40_لتأسيس_الحزب_الاشتراكي_اليمني