فهمي محمد
المواطن- كتابات
لاشيء يبعث الأمل في هذا البلد المنهك كل شيء فيه يخبرك عن مأساة هذا الانسان المتعثر دوماً في رحلة عمره الى المستقبل الذي يجب ان يكون عليه الحال في القرن الواحد والعشرون .
كل شيء حولك تشاهده بكل سماجته يخاصم المستقبل ويحاكم رموزه في وضح النهار مهما بدأ لك غير ذلك ، بل ويمتلك القدرة على اعادة انتاج ذاته وماضيه بشكل عجيب غير آبه بفاتورة الثمن المدفوعة من عرق ودماء هذا الشعب في سبيل فكرة التغيير !!!
يبد انه لا مجال هنا لصناعة المستقبل على المدى المنظور او حتى القريب ، فجل الرافعات المعول عليها معطلة ، أو انها غير مؤهلة من الاساس لحمل هذا الهم الوطني الكبير .
عندما يفرز الواقع مكونات ونخب غير مؤهلة لخوض معركة المستقبل على غرار ماهو قائم ، فإنه لا مناص من أن تستمر الجغرافيا في عنادها وتأبى أن تتحول الى اوطان للعيش المشترك والذي يتوفر فيه شروط الحياة الكريمة ،
كما ان تعاقب حركة الزمن في مجتمع متجمد كهذا يستحيل عليها ان تتحول الى صيرورة تاريخة تصنع التقدم .
فالتاريخ كصيرورة نحو التقدم هو من صنع الانسان حين يقرر هذا الاخير مغادرة ماضيه بشكل واعي ، اما حركة الزمن كتعاقب اوقات فهي من صنع الجغرافيا ولا علاقة لها بفكرة التقدم وليست معنية في صناعة المستقبل .
الأوطان ومستقبل الشعوب لا تبنى في غيبة العقل ، بل يصنعهما فعل التغيير الواعي والهادف حين ينجح هذا الفعل في تحويل فكرة التغيير الى حقيقة ملموسة تنظم واقع المجتمعات الانسانية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً ، اما حين يتم رمي فكرة التغيير على قارعة الطريق في بداية المعركة وعلى يد دعاة التغيير انفسهم كما هو حال حكومة الشرعية ، فإن الاهداف الكبرى تتعثر ويصعب تحقيقها مهما يكن حجم التضيحيات المقدمة في مسار الفعل الثوري، لأن ما سوف يجري في الواقع الملموس هو تغيير للوجوه وليس تغييرً للتوجه ، وذلك هو حالنا مع فكرة التغيير في اليمن !!! .
2018/9/25