تقرير/ صفاء البريهي
يعاني معظم أطفال اليمن من سوء التغذية نتيجة تردي الأوضاع المعيشية الصعبة جراء الحرب التي تعيشها البلاد منذ مايقارب تسعة اعوام، في ظل تراجع واضح للخدمات الصحية والدخل لأرباب الأسر.
وتقول والدة الطفلة صفية لـ “المواطن” أن حالتهم المعيشية ساءت مع استمرار الحرب، ولم تكن على علم أن طفلتها تعاني من سوء التغذية الحاد، بعد أن بلغت سن الرابعة وحجمها صغير ووزنها خفيف جداً، حينها شعرت بالخطر وذهبت بطفلتها الى إحدى المراكز الصحية وتم اعطائها بالبداية المغذيات الجاهزة للاستخدام.
لم تتحسن حالة صفية مما اضطر الأطباء تعين لها رقود في المركز واعطائها التغذية العلاجية وهو (عبارة عن حليب خاص بسوء التغذية المزمن )اللازمة وبعد مدة قصيرة بدأت ابنتها تستعيد صحتها ووزنها الطبيعي.
أما أحمد أبو الغيث، وهو من أبناء محافظة الحديدة لديه أربعة أبناء يعانون من سوء التغذية وفق منظمة اطباء بلا حدود فإنه أحضرهم إلى أقرب مركز لعلاج سوء التغذية في منطقته.
وتفتقر معظم العائلات في اليمن إلى القدرة على شراء كميات كافية من الطعام أو المنتجات المغذية، حتى عند توفّرها، نظرًا للارتفاع الحاد في الأسعار، وهو ما أدت إليه الأزمة الاقتصادية الآخذة في التفاقم، في ظل تراجع كبير للريال اليمني ما يحول دون حصول السكان على كميات كافية من الطعام الجيد.
أنظمة غذائية حسب العمر
مع انهيار قطاع الرعاية الصحية في اليمن نتيجة محدودية الموارد المالية للسلطات الصحية ونقص الإمدادات والتجهيزات لاتزال بعض المراكز الصحية تعمل بقدرات بسيطة لتقديم الخدمات وفي هذا الشأن يقول مشرف التغذية العلاجية في مركز 22 مايو للطفولة في محافظة تعز، الدكتور مازن عزيز أنه يتم استقبال الاطفال المصابين بسوء التغذية وقياس أوزانهم مراقبة النمو لديهم بعد تقديم الدعم اللازم لهم.
وأشار عزيز لـ “المواطن” إلى أن معظم الاطفال الذين يأتون إلى المركز هم دون سن الخامسة حيث يتم اخضاعهم للفحص وفق أنظمة غذائية خاصة بالاطفال على حسب عمره ووزنة وبعدها يحصل الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد على الاغذية العلاجية اللازمة ويكون ممنوع من إعطاء الطفل أي نوع من الأطعمة وتكون مراحل العلاج على ثلاثة أجيال.
وبحسب الدكتور مازن فإن المراحل العلاجية الثلاث تتمثل في، الجيل الأول حيث يتم إستحدام 75-Fوتستمر لمدة 1 إلى 7 أيام، فيما في الجيل الثاني يتم إعطاء اللبن العلاجي 100-F وتستمر المدة من 1-3أيام داخل المركز، وفي الجيل الثالث يهدف إلى تعزيز أكتساب الوزن بسرعة واستدراك النمو بتناول الأطفال الاغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام .
وأشار إلى أن هناك عدة نتائج يسببها عدم استخدام التغذية العلاجية للأطفال قد يؤدي الى عدة امراض من بينها التوحد والكزاز والتقزم التي يكون سببها نقص المغذيات ممايسبب عدم اكتمال الدماغ عند الأطفال وقد يحصل عنده مشاكل في النطق وقد يتاخر في دخول المدرسة في سن مبكر يرجع الى أن هناك بعض الامهات اللواتي يطعمن أطفالهن من الوجبات السريعة والمعلبة لذلك لا يحصل الطفل على كافة المغذيات الدقيقة المهمة جدا في مرحلة البناء والنمو الحالي لطفل.
ولفت إلى أن هناك عدة اسباب لعدم استخدام التغذية العلاجية للأطفال خلال سنوات الحرب من بينها بعد المسافة بسبب وضع البلاد في الحرب و إغلاق الطرقات وعدم الوعي بماهي التغذية العلاجية وسبب نقص وعي بعض الامهات بأهمية التغذية العلاجية لاطفالهن وعدم القدرة على شراء الغذاء الازم لتغذية أطفالهن.
ويرى الدكتور عزيز أن توعية الامهات بأهمية التغذية العلاجية للأطفال ضرورة قصوى وتعريفهن بالعناصر الغذائية المتوازنة التي يجب أن يحصل عليها الطفل وتحديد الاغذية المناسبة والصحية وماهي الاغذية التي يجب تجنب الاطفاله تناولها مثل السكريات والحلويات.
حياة الاطفال مهددة بالموت
ووفق تقرير منظمة اليونيسف للطفولة ان ما يقارب 22 مليون طفل دون سن الخامسة يعاني من سوء التغذية الحاد ومن بين هؤلاء يعاني اكثر من نصف مليون طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم ويصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة وفي هذا الخصوص يعد سوء التغذية من أبرز الأسباب الرئيسية لوفيات الاطفال في اليمن .
وذكرت منظمة الصحة العالمية في تقرير أن حوالي 46%من أطفال اليمنيين يعانون دون سن الخامسة من التقزم المزمن ما سيعيق نموهم العقلي والبدني مع زيادة التعرض للأمراض المزمنة في سن البلوغ .
وتعمل منظمة اليونيسف على توسيع نطاق الكشف المبكر عن سوء التغذية لدى الاطفال وعلاجة خلال توفير الاغذية العلاجية المناسبة وانها تقدم الدعم اللازم للكادر الطبي المتخصص.
مراحل تغذية الأطفال
وتوصي اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية بتقديم الرضاعه الطبيعة حصرية لمدة ستة أشهر وأن يواصلوا الحصول على الرضاعه الطبيعة حتى سن الثانية او ما يتجاوزها .
وعند بلوغ الاطفال سن 6 أشهر يتعين أن يبدؤوا بتناول أغذيتهم الأولى ويجب أن يحصل الأطفال الصغار على الغذاء بصفة متواترة وبكميات كافية على امتداد اليوم ويجب أن تكون وجباتهم غنية بالمغذيات وأن تتألف من مجموعة متنوعة.
وغالبا ما تتألف الأنماط الغذائية للأطفال الصغار من الحبوب والفواكة والخضروات والبيض ومشتقات الحليب والأسماك واللحوم.
في عام 2017 تقلى أكثر من 4430طفل ما دون سن الخامسة العلاج في مراكز التغذية المدعومة من منظمة الصحة العالمية.
ودعمت منظمة الصحة العالمية 47 مراكز أخرى في العام 2018 للتعامل مع الاحتياجات المتزايدة لخدمات العلاج وخالات سوء التغذية.