منصور الانسي
بعد أن تناول دواء السكر المعتاد وقف الطبيب نبيل هزاع ضبعان الى جوار عدد من زملائه أمام مركز لقاح كوفيد-19 في مستشفى الكويت بالعاصمة صنعاء بانتظار دوره في الحصول على الجرعة الأولى من اللقاح.
ورغم الشائعات التي انتشرت حينها عن تأثير اللقاح على المصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وأمراض القلب إلا أن اخصائي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور ضبعان الذي يعاني من مرض السكري ظل حريصا على حساب المدة الزمنية بين الجرعتين وحصل على الجرعة الثانية في موعدها.
يقول الدكتور ضبعان لـ”المواطن” إنه وعددا من زملائه تلقوا لقاح كوفيد-19 ولم يحدث له أي تأثيرات جانبية أو اضطرابات أو مضاعفات يمكن ذكرها، مشيرا إلى أن زملاءه كانوا أيضا حريصين على التلقيح خاصة وطبيعة عملهم تفرض عليهم التعامل مع المرضى والذي قد يكون من بينهم مصابون بالفيروس.
وعندما شاهد العشريني إبراهيم محمد مراد الضبيبي الأطباء في مستشفى الكويت يبادرون بأخذ اللقاحات قال لـ”المواطن” إنه زال الخوف الذي كان قد سكنه بعد انتشار الشائعات حول مخاطر لقاح كوفيد-19 خاصة على من يعانون من الأمراض المزمنة وقرر الحصول على اللقاح.
ورغم أن الضبيبي مصاب بمرض القلب إلا أنه حصل على الجرعتين من اللقاح ويحمل شهادة تطعيم ضد كوفيد-19 وأكد الضبيبي أنه لم يصب بأي أعراض أو مضاعفات وأنه خلال سفره إلى خارج اليمن أخذ جرعة ثالثة من اللقاح دون أي قلق أو خوف.
شائعات واهية يدحضها العلم
انتشار شائعات مختلفة في اليمن حول مخاطر لقاح كوفيد-19 وضعت المواطن في حالة حيرة بين الخوف من الإصابة بالجائحة والقلق من تلقي اللقاح ومن ثم التعرض للمخاطر التي روجت لها الشائعات، والتي من بينها مخاطر تصيب الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري والربو، بالإضافة إلى شائعات تحدثت عن تأثير اللقاحات على خصوبة الرجل واحتوائها على مكونات حيوانية.
لكن بالمقابل أفاد الكثير من الأطباء بعدم صحة الشائعات التي تناولت لقاحات كوفيد-19، وفيما يتعلق بالشائعات التي تناولت تأثير اللقاح على مرضى القلب، يؤكد أخصائي القلب الدكتور محمد على المتوكل أن لقاحات كوفيد19 “آمنة ولا صحة للشائعات التي تروج عن خطورة اللقاحات وعدم مأمونيتها”
وأضاف المتوكل في حديثه لـ”المواطن” أنه خلال فترة عمله في القاهرة لم ترد عليه أي حالات مرضية كانت ناتجة عن أخذ لقاحات كوفيد-19، موضحا أنه نفسه أخذ كامل اللقاحات في القاهرة قبل عودته لليمن.
وفي هذا السياق أصدرت منظمتا الصحة العالمية واليونيسف وعدد من المنظمات الدولية تطمينات حول سلامة ومأمونية اللقاح.
وبحسب اليونيسف ووزارة الصحة اليمنية، تلقى أكثر من مليون مواطن يمني للقاح كوفيد-19 ولم يتعرض أي منهم لأي أعراض تذكر من تلك التي روجت لها الشائعات، مؤكدة على مأمونية وفاعلية اللقاح.
أكثر من مليون مواطن تلقوا لقاح كوفيد-19
ومع تفشي جائحة كورونا في اليمن بادرت منظمة الصحة العالمية وعدد من المنظمات الدولية بالاستجابة العاجلة وإرسال الدفعات الأولى من اللقاحات والتي تم تخصيصها للأشخاص الاكثر عرضة للإصابة وخاصة الطواقم الطبية والعاملين في المنافذ البرية والجوية للجمهورية اليمنية، حيث تم الإعلان من قبل منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” عن وصول أول دفعة من لقاح استرازينيكا والتي تحتوي على 360 ألف جرعة عبر آلية “كوفاكس”.
ومع ارتفاع عدد الحالات المسجلة توالت شحنات اللقاحات حتى وصلت إلى 1.826.584 لقاحا بأنواعه الثلاثة (استرازينيكا – جونسون اندجنسون – سينوفاك)، وفي نوفمبر 2022م أفاد بيان صادر عن لجنة الطوارئ العليا بمدينة عدن _وهو أحدث بيان لها_ عن حصول أكثر من مليون مواطن على اللقاح، أي ما نسبته 2.6% من إجمالي عدد السكان وهي أقل نسبة تلقيح بين الدول العربية بحسب منظمة الصحة العالمية.
ولازالت المراكز الطبية في المحافظات مفتوحة وتستقبل المواطنين لإعطائهم اللقاحات سواء المسافرين إلى خارج اليمن أو المقيمين في الداخل.
لقاح كوفيد-19 يحمي من الموت
لم يتم التصريح للقاحات كورونا بالتوزيع والاستخدام إلا بعد إجراء العديد من التجارب العملية والسريرية على هذه اللقاحات من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف التي أكدت في أكثر من مناسبة على مأمونية اللقاحات وفاعليتها في الحماية من المرض الشديد والوفاة.
وأفادت منظمة الصحة العالمية أن خطر الوفاة جراء الإصابة بكوفيد-19 يزيد بعشرة أضعاف بين الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاحات كون فكرة إنتاج اللقاحات اعتمدت على سلوك العوامل المعدية وعلى تعليم نظام المناعة على الاستجابة بسرعة وفاعلية ضد العوامل المعدية وهو ما شكل ضمانا أكيدا بعدم حدوث مضاعفات أو أعراض عند تلقي اللقاحات حتى لذوي الأمراض المزمنة كمرضى القلب أو السرطان أو السكري بالإضافة إلى الحوامل والأطفال.
انتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز Internews ضمن مشروع Rooted In Trust في اليمن