فهمي محمد
قبل 44 عام وتحديداً في عام 1979م كانت اليمن تعيش حالة من التشطير السياسي والجغرافي بين نظام صنعاء وعدن، بل كانت تعيش حالة من الاحتراب والاقتتال المسلح بين شمال اليمن وجنوبه ، إلا أن المفارقة التي تستدعي التوقف دائما على دلالاتها السياسية والوطنية « سيما وهي تعبر عن حدث تاريخي نعتز به حين نقلب صفحة التاريخ السياسي في اليمن » هي أن العقل السياسي الحزبي مارس في لحظة الانكسار الوطني بين الشمال والجنوب دور القائد في صناعة التاريخ نحو المستقبل الذي يجب أن يكون في اليمن، ما يعني أن العقل السياسي الحزبي لم يعمل على رفض حالة الانقسام السياسي والاحتراب المسلح بين اليمنيين ، بل صنع في لحظة تاريخية تنظيم سياسي حزبي ، أقل ما يقال فيه أنه تعاطى بمسؤولية وطنية في مسألة تكوينه السياسي والتنظيمي خصوصا مع منطق الأحكام الثابتة للجغرافية والتاريخ وحتى لهوية المكون الإنساني في اليمن ، الأمر الذي جعل اليمن في حسابات الاشتراكي لا تقبل القسمة السياسية على اثنين .
ما اقصده أن العقل السياسي الحزبي حين نجح في مثل هذا اليوم ={ 1979/10/9م} في تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني على مستوى الشمال والجنوب ، خصوصاً في زمن التشطير السياسي والجغرافي ، بل وفي زمن الاقتتال المسلح بين الشطرين ، لم يكن يعمل على تجاوز الإختلالات التي أصابت ما يجب أن يكون ثابت في اليمن ، بل كان يحول ثابت الهوية والانتماء مع تاريخ الحركات والفصائل الوطنية إلى مسمى الحزب الاشراكي اليمني الذي عهد إليه، بأن يخوض معركة الإنتصار للهوية الوطنية الجامعة وللوحدة اليمنية ، وحتى معركة الإنتصار لفكرة الدولة والديمقراطية والتعددية السياسية في اليمن ، وهو ما تحقق على إثر كفاح الحزب الاشتراكي اليمني في عام 1990م .