سميرة عبداللطيف
في الوقت الذي تفشى فيه فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، ولم يتمكن الاطباء من إيجاد شي يكافح المرض استطاع الفيروس أن يثير ذعر الملايين من الناس والجهات الحكومية في الدول المختلفة حول العالم، فاتخذت الحكومات الكثير من التدابير والإجراءات، التي كان بعضها بسبب ظهور المرض داخل البلاد، وكان بعضها الآخر لأسباب احترازية منعًا لدخول الفيروس إلى البلاد ومن ضمن ذلك أنها منعت بعض الدول آنذاك دخول المنح الدراسية بشتى أشكالها إلى البلاد، و أعادت الطلاب الأجانب إلى بلادهم خوفا عليهم وعلى حملهم للمرض إلى بلادهم.
تقول سميرة قاسم ذات ٢٧ عاماً من ابناء محافظة الحديده ” في الوقت الذي تقدمت فيه على منحة لسفر تحطمت كل احلامي “
سميرة كغيرها من الشباب المتعلم الذي يحلم بمواصلة تعليمه في الخارج فقد سعت جاهده بعد حصوله على البكالريوس عن البحث لمنحة مناسبه ولكن الاحداث المتسارعة بكوفيد ١٩ حالت ملايين الشباب من السفر من اجل التعلم.
بشكل عام فقد أثر انتشار كورونا الكبير والمتزايد على الحركة الدراسيه العالمية فقد عطلت الكثير من البلدان برامج المنح ودخول الوافدين الدراسيين إليها ، وعطلت الكثير من الدول الاخرى الدراسة داخلها ومنها اليمن .
فالخوف من أن تصبح الدراسة هي البيئة التي تنشر المرض بشكل أكبر داخل البلاد كان العامل الاول لتوقف العملية التعليمية في كل الدول في حين تضاعفت هموم الطلبة اليمنين في الخارج .
مخاوف اخرى
تسللت الإشاعات والمعلومات الخطأ إلى المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض مراكز المعلومات التي تداولت الشائعات كأخبار دون أن تعالجها من خلال ذوي الاختصاص في الجهاز الصحي، فانعكس التداول سلباً على الرأي العام
تحاول سميرة من خلال عملها دعم نفسها في مواصلة الماجستير في إحدى المناطق اليمنية مؤكدة انها باتت ترفض حالياً فكرة السفر الى الخارج واكمال تعلميه بسبب تخوفه من لقاح كوفيد ١٩ وما عانه الطلبة اليمين في الخارج وهو الامر الذي يشكل هاجس رعب بنسب لها.
يقول عبدالله عباس رئيس رابطة الطلاب اليمنيين مبتعثي الجامعات والجهات الحكوميةفي بيان سابق صدر عن رابطة مراقبي الجامعات اليمنية في الخارج ” إنَّ الإهمال الذي تعرض له الطلاب في الخارج أمراً لا يمكن تبريره من الجهات المعنية آنذاك وخصوصاً في ظل تفشي جائحة كورونا في جميع دول الإيفاد وبعد ثبوت إصابتهم بكورونا في روسيا وطالب البيان بسرعة تدارك المشكلات والالتفات إلى احتياجات الطلبه ومعاناتهم المتمثل بالرعاية والمستحقات الماليه “
وعبرت سميرة بعدم رغبتها في استكمال دراستي في الخارج .
وإعادت سميرة اسباب تخوفها هي ما تداولته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حول كوفيد ١٩ ولقاحه المميت او ما ما يسموها ” إبرة الرحمة ” وهي المعلومات التي انتشرت في اليمن اثناء تفشي المرض الامر الذي شكل وعي خاطى لدى الاغلبية حول لقاح كوفيد ١٩ .
من جانبه يؤكد احد العاملين في القطاع الصحي انو هناك شائعات واخبار مضللة تزامنت مع جائحة كوفيد١٩ في اليمن والتي بعضها ارتبط بزيادة عدد الوفيات في المستشفيات آنذاك وهو الامر الذي شكل مخاوف لدى الاغلب .
موضحاً بقوله ” احنا ككادر صحي وتوعوي كنا نقول (عند شعورك باعراض الكوفيد عليك التوجه لاقرب مركز عزل للفحص وغيره لكن للاسف ما كان يحدث هو ان يوصل المريض بعد مرور فترة على شعورة بالمرض فيصل إلى المركز او المشفى في مرحلة متأخرة ويتولى حينها وهو الامر الذي تداوله البعض بان مستشفيات هي من تقتل المرضى “
واضاف ” هناك الكثير من الصعوبات التي وجهنها في البداية خاص في مجتمع ترتفع فيه نسبه الامية والجهل “
مضيفاً ” برغم من ذلك كان هناك إقبال كبير على حملات القاح التوجه للمركز الصحية خاصة في الفترة الأخيرة “
واشار ” إن التعامل من خلال مكتب صحة يتم عبر الرصد والمسوحات الميدانية فيما يلعب الإعلام الدور الاكبر في التصدي لشائعات ومكافحتها “
وضعت جائحة كورونا التي فاقمت أزمات اقتصادية وسياسية وتعليمية وصحية وإنسانية على صعيد كوني الإعلام اليمني بمختلف وسائله على المحك مقدمة تساؤلات مشروعة بشأن أدوار الإعلام في أثناء تلك الأزمات هل ينحاز لإنقاذ البشر وتوقف عند معاناتهم وأمنهم الاجتماعي وحياتهم ومصائر استقرارهم ام ينقاد خلف سياسيات اخرى .
ظهرت في الآونة الأخيرة بعض المنصات التي تكافح فوضى المعلومات والشائعات في اليمن منها منصة السراج اليمنية و التي عملت على رصد المعلومات المضللة والشائعات في العديد من الجوانب منها الجانب الصحي
وسعت سراج من خلال عمليات الرصد لمعلومات المضللة والشائعات على التصدي لها ورفع مستوى الوعي بها .
تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.