تعز/ خاص
في 30 اغسطس من كل عام يحيي العالم اليوم العالمي للاختفاء القسري، وبهذه المناسبة اصدرت مجلة حقوقنا في عددها (1) تقرير عن المخفيين قسرا في محافظة تعز جنوبي اليمن.
وتناولت المجلة التي تصدر عن مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان «جهة غير حكومية» تقريراً حقوقياً أعدته لجنة المخفيين قسراً في مدينة تعز والتي تقع تحت سيطرة القوات الحكومية،
وقالت المجلة بأنه منذ اندلاع الحرب عام 2015 م، شهدت مدينة تعز جنوب غرب اليمن، أعدادًا متزايدة من حالات الاختطاف والاخفاء القسري، وشكل العامين 2015م – 2017م الاكثر في حالات الاخفاء، في ظل صمت مطبق وعدم قيام الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بواجبها الأخلاقي والإنساني اتجاه قضايا المخفييين.
وفي الوقت التي ظلت السلطات الحكومية المعترف بها دوليا تتنكر، وتتهرب عن معالجة ملف المخفييين في نطاق المناطق الواقعة تحت سلطتها، الأمر الذي قاد نشطاء حقوقيين وعدد من أسر المخفين إلى تشكيل “لجنة متابعة المخفيين قسراً بتعز” والتي اقتصر نشاطها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وبحسب المسؤولين عن اللجنه فإنها تسعى لرصد جرائم الاخفاء القسري التي ارتكبها الحوثيين.
ارقام مفزعه
وبحسب تقرير لجنة المخفيين في تقريرها الصادر في 2019 م، والمقدم إلى السلطة المحلية بمحافظة تعز فإن اجمالي عدد الاختفاء القسري الذي تم ترصده من قبل لجنة المخفيين بلغ عددهم ( 70 )، مخفي ، حيث تم الكشف عن مصير ( 25) شخص ، و تم اطلاق سراح (12) منهم بينما لايزال مصير (45 ) شخص مجهول ترفض السلطات بتعز الكشف عن مصيرهم .
تحركات لجنة المخفيين
وأعتمدت لجنة المخفيين قسراً في نشاطها خلال الفترة الماضية في التخاطب مع صناع القرار داخل السلطة الشرعية، وأيضاً توجيه خطاب للجهات الحقوقية المحلية والدولية، بالإضافة إلى تنفيذ الوقفات الاحتجاجية للضغط على السلطات المعنية، عندما يتطلب الأمر.
وسبق أن وجهت خطابات وبلاغات الى محافظي تعز السابقين، ومدير شرطة تعز، ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، كما وجهت بلاغاً لوزارة حقوق الإنسان التى أحالت الموضوع إلى النائب العام، والنائب العام وجه مذكرة رقم.2019.13 بتاريخ 9 يناير 2019 إلى نيابة استئناف تعز، وقد أفاد رئيس نيابة تعز بأن هذه السجون لا تتبعه وليس له سلطة عليها، وان هناك سجنا واحدا فقط يحمل صفة قانونية هو السجن المركزي ”الإصلاحية المركزية”.
بدوره قام رئيس نيابة تعز بإبلاغ السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والاستخبارات والقيادة العسكرية ذات الصلة والمعنيين بالسجون بخصوص مذكرة النائب العام، وأثناء تعيين المحافظ الحالي نبيل شمسان تفاعل المحافظ مع ملف المخفيين وعقد لقاءً بتاريخ 5 يونيو 2019 مع لجنة المخفيين قسراً وبحضور السلطة القضائية والأجهزة الأمنية والاستخبارات العسكرية وخرج الاجتماع، بأهمية الكشف عن مصير المخفيين خلال مدة زمنية مدتها شهر، من قبل الأجهزة الأمنية، والغاء تعدد السجون وإيجاد سجن واحد فقط يخضع للسلطة المحلية والسلطة القضائية، الا انه ومنذ ذلك الحين لم يترجم نتائج الاجتماع.
واوضحت لجنة المخفيين قسراً أن مغادرة المحافظ مدينة تعز بعد الاجتماع بأيام معدودة وغيابه لعدة شهور تقاعست الجهات الأمنية والاستخباراتية المعنية بالعمل على نتائج الاجتماع وجمدت التوصيات التي خرج بها الاجتماع.
وافادت إلى أن المحافظ نبيل شمسان بعد عودته إلى تعز ، كلف وكيل المحافظة محمد عبدالعزيز ومدير حقوق الإنسان للجلوس مع لجنة المخفيين وأخذ قاعدة بيانات عن المخفيين ومتابعة الملف مع الجهات المعنية.
وأشارت إلى أنها التقت التحالف السياسي للاحزاب السياسيه بتشكيل لجنة خاص به لمتابعة قضية المخفيين والبحث على مصيرهم إلا إن هذه اللجنة الى الان لم تظهر للنور .
تقرير أممي
اشار التقرير السنوي لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان الصادر في اكتوبر 2020م بانه هناك 50 مخفي في مدينة تعز حسب معلومات مؤكدة من لجنة المخفيين. ، واكد الفريق بانه حقق في 8 حالات اختفاء قسري لرجال على يد عناصر ينتمون إلى محور تعز التابع للحكومة اليمنية و”فاعلين في حزب الإصلاح”.
وأكد بأن حالات الاختفاء تراوحت من عدة أشهر إلى أكثر من أربع سنوات، أي منذ بداية النزاع ، لافتا الى انه وثق الفريق حدوث حالات من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة بما في ذلك العنف الجنسي.
وقال التقرير بان حالات اختفاء علمت فيها العائلات بمصير ومكان وجود أحبائها فقط بعد عدة أشهر من وفاتهم.
كما أكد التقرير وجود مرافق احتجاز غير الرسمية في تعز بما في ذلك تلك الموجودة في المباني العامة استخدمت لاحتجاز الأشخاص عندما كانوا مختفون.
وتشمل مرافق الاحتجاز بحسب التقرير ” مدرسة النهضة ومكتب الأموال العامة ومكتب الرقابة والمحاسبة والمعهد الوطني ” ، وهي مقار خاضعة لقوات خاضعة لسيطرة الإصلاح.
ولفت التقرير الى وجود احتجاجات محلية في تعز بانتظام ضد الاختفاء القسري ، مشيرا الى اشهر حالة اختفاء قسري في تعز وهما “أيوب الصالحي وأكرم حميد” المخفيين قسرا لمدة تزيد عن أربع سنوات.
وقال التقرير بان أيوب الذي كان يعمل مدرسا اختطف بتاريخ 12 حزيران/يونيو 2016 أثناء قيادته لسيارته في شارع جمال ، وشوهدت سيارته بعد ذلك يقودها أشخاص آخرون ي ذلك دخولها في مدرسة النهضة ، بحسب التقرير.
واضاف : كان يُشتبه بأنه كان محتجزا في المدرسة التي كانت تستخدم كمركز احتجاز غير رسمي حتى أواخر عام 2017 عندما استأنفت عملها الأصلي”.
ولفت الى أن أكرم الجندي في اللواء 22، كان ناشط على وسائل التواصل الاجتماعي يسلط الضوء على عمليات النهب التي قام بها أفراد الجيش وشوهد آخر مرة في3 حزيران/يونيو 2016 م.
وأشار التقرير بانه بانه العائلات في تعز تخشى متابعة القضايا ولاتزال العدالة الجنائية لمزاعم الاختفاء القسري محدودة. .
الكشف عن المخفيين
في 2021/9/2م وجه محافظ محافظة تعز مذكرة لمحور تعز رقم (1057) بموجب مذكرة تقدمت بها منظمة الحزب الاشتراكي اليمني تطالبت فيه السلطة المحلية ومحور تعز بالكشف عن مصير المخفيين أيوب شاهر الصالحي واكرم حميد و 50 اخرين.
واشار المحافظ في مذكرته لمحور تعز الكشف عن مصير المخفيين على ضوء تقرير فريق الخبراء وموافتنا بما تم اتخاذه ، ظلت منظمة الحزب الاشتراكي تتابع رد مذكرة المحور لمذكرة المحافظ ، كذلك رد المحور لمذكرة الحزب الاشتراكي. التي ارسلت للمحور بشكل مباشر، لكن المحور تجاهل الرد عن المذكرتين ، ورفض التعاطي مع مذكرة رئيس اللجنة الامنية ممثلة بمحافظ. المحافظة .