المواطن نت/ كتابات – فهمي محمد
عندما اختلف وفد سلطة الشمال الزائر للجنوب بقيادة الرئيس صالح مع ممثلين دولة الجنوب بقيادة السيد على سالم البيض حول طبيعة الوحدة اليمنية وخطواتها العملية، يومها بدأ وفد الشمال عازم على حزم حقائبه بعد أن اقترح أحدهم أن يتم تناول القات في تعز، ومع أن السيد على سالم البيض كان يدرك مخاطر الفشل السياسي في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ اليمن، لهذا كان هو الأقدر على أخرج الوحدة اليمنية إلى حيز الوجود من داخل نفق جلدمور، حيث كانت زيارة هذا النفق من قبل العليان من ضمن ما اتفق عليه برتكولياً حتى لا تأخذ الزيارة طابع الفشل في أسواء الأحوال، وفي لحظة تأمل سياسي وتاريخي من داخل النفق للأستاذ المناضل على سالم البيض قال كلمته التاريخية للرئيس صالح، أن هذه الجماهير التي ترتص على امتداد النفق لم تحضر كي تحيني أو تحيك بل حضرت تُحي الوحدة اليمنية فهل لنا أن نخرج الوحدة من هذا النفق ؟
وأمام طرح هذا السؤال أجاب الرئيس صالح بالقول كلانا قد طرح مالديه يقصد الوفدين، ثم عقب البيض بالقول اقترح أن تتم الوحدة اليمنية على أساس مسوده دستور الوحدة لعام 1981 الذي تم الإتفاق عليه بينك وبين الرئيس على ناصر محمد، وعلى الفور وافق صالح على مقترح السيد على سالم البيض وتم استدعاء راشد محمد ثابت والعرشي لصياغة دستور الوحدة وسط ذهول وفد الشمال والجنوب !
كان إتخاذ مثل هذا القرار الانفرادي أمراً غير مرحب فيه لدى قيادة الحزب الجماعية خصوصا وأنها قد وضعت تصورها للوحدة وهي التي فاوضا على أساسها وفد الجنوب، لهذا عقدت اللجنة المركزية ومكتبها السياسي جلسه في اليوم الثاني لمحاسبة الأمين العام على سالم البيض، وقد حضر هذا الأخير في الإجتماع وبكل شجاعه وثبات ودافع عن قرارة بالقول إذا لم يتوحد اليمنيون في هذا الظرف فلن يتوحدوا على الإطلاق،
فالوحدة اليمنية أصبحت بحاجة ماسة إلى من يخرجها من نطاق الشعارات والمزايدات السياسية إلى الواقع الذي يلبي تطلعات الجماهير، ومن جهة ثانية فإن أمريكا منشغلة الآن في ترتيب الوضع في أوروبا الشرقية وإذا ما تفرغت بعد ذلك سوف تعيق أي مشروع وحدوي في اليمن لاسيما وأن دول الخليج بدت على استعداد أن تدفع للجنوب ما تريده مقابل إعاقة مشروع الوحدة، ولم يزيد على ذلك حتى رفع كل عضو من أعضاء اللجنة المركزية بطاقته الحزبية وزكى قرار السيد على سالم البيض باستثناء الرفيق ناصر السيلي الذي تحفظ على القرار حتى يتم تعديل في الوثائق السياسية للحزب يتناسب مع قرار الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني السيد على سالم البيض .
سوف يثبت التاريخ أن السيد على سالم البيض هو رجل ال22 من مايو 1990/ ناهيك عن كونه اصدق سياسي في تاريخ اليمن على الإطلاق .
التاريخ وحده ذاكرت الشعوب مهما حاولت الصورة أن تزور الحقائق