علي عبدالفتاح
يتوضح الكثير الآن في بلداننا المتأخرة السبل الملحاحة من أجل العدالة الاجتماعية وأبرزها الطريق الديمقراطي الانتخابي من أجل تحقيقها والضرورات القصوى المركبة من أجل الضمانات النهائية لانتصار قضية الحزب كالضرورة الأكيدة الدافعة في اتجاه إعادة بنائه على أساس الأوضح فالأوضح فالأوضح فالواضح فالأقل وضوحاً… إلخ وذلك في المستويات الإدارية والقيادية له الخاضعة داخل المستويات الإدارية مع البرامج الدقيقة والأنشطة العملية النافذة المؤمنة لتطوره الحثيث في اتجاه الحزب المتكامل الفعلي في ظروف عالمية متبدلة كليةً هي ظروف الانتصار الناجز والثابت المحقق للانفراج العالمي واستنفاذ حركة إعادة البناء بعد أن حقق عملياً وفكرياً كافة مهماته في اتجاه الإقلاع القائم لمسيرة البشرية التقدمية المستأنفة نحو التعمم والانتصار.
ويبقى في هذا المجرى المؤدي إلى ملكوت الحرية كما تنبأ بذلك كلاسيكيو الماركسية إنما هو الترجمة العضوية لحركة تسلسل الثورات العلمية التكنيكية داخل طوايا وثنايا كلٌ من الانتاج والثقافة حيث تتعزز بذلك الحريات المتنامية المتصاعدة بحسيّة ملموسة في الاتحاد الروسي المستأنف لمسيرته الكبرى في أجواء صحية مستوية وما يتبعه ويلازمه من تطورات سريعة ملموسة محسوسة في النجاحات وانكشاف الأفضليات وتباريها فالتأثير العالمي النموذجي للأفضليات الأنجح المترابطة مع بعض الأقطار الجادة المستأنفة داخل الاشتراكية العالمية التصحيحية الغراء, في ظروف دخول الأطلسي أوضاع معاكسة مهترئة يوماً فيوم ما لم يواكب ويجسد عملياً متطلبات الثورات العلمية الديناميكية ونتائجها وثمراتها ويعممها في كل المستويات الانتاجية والثقافية وذلك تحت إلحاحات وضغوطات شعوبها البروليتارية اللجبة على أنقاض ــ (النيوليبرالية الشائخة) ــ لا ــ (الفتية).
على أن بعض التعقيدات قد ترافقنا في البلدان المتأخرة لاسيما في قضايا الوحدة والديمقراطية أو العكس حيث الديمقراطية والوحدة إلا أن الخبرة المتعممة حتى الآن لدينا وكنتيجة لانتشار خبرات ممتدة للتاريخ البشري الطويل وتحديداً الحديثة والمعاصرة ولاسيما خبرات القرن العشرين وخبرات حركة إعادة البناء ونجاح مسيرته الصيرورية التي أصبحت الآن تستفيد من أولى ثمارها اللجبة فالمتوسعة فالمتعاظمة في ظل الهزائم المتتالية المتعاقبة لسياسات الهروب من الواقع وآفاقه الرحبة الشاخصة أبداً إلى الحروب لدى الأطراف المختلفة لاسيما لدينا في السلطات والمعارضات في ظل انكشاف وافتضاح كل شيء وأثر ذلك في تنامي خبرات شعبنا تحت تأثير تلك النتائج وتأثير استنارة القيادات تحديداً لقضايا السلم الأكيدة والحروب المدمرة المتراجعة المفلسة ستفضي إلى تجاوز موثوق ووجوبي للتلكؤات المرافقة التي لا تخلو من عصبيات مهترئة ورواسب دفينة مفضوحة بدورها لدى الأطراف المتناحرة جميعها.
على أن العديد من شبابنا واقعون تحت تأثير جدليات وتبادلات الكآبة الآسنة الحزينة والسعادة المتفائلة للحظات إثر تعرضهم للخربطات الاعلامية المتبادلة والحروب النفسية المشتطة للمتناحرين على طريق تهريبهم وتهربهم من المنهجية الفكرية السياسية الصائبة النافذة التي كان من شأنها ولا تزال توطيد ثباتهم المعنوي المرتبط مع منسوب وضوحهم السياسي الفكري وابتعادهم عن مجاري الخربطات الاعلامية النفسية حيث تنجح تلك الوسائط الاعلامية الداخلية والخارجية التضليلية الفاتنة المتأزمة كثيراً في ملاحقة أذهان ونفسيات الشباب الفتية وقصفها اليومي بل في كل لحظة لصالح مراكمات الايحاءات السلبية والأهداف المريضة المتأزمة الأمر الذي يتطلب من الشباب الواعد استئناف ترابطاتهم وعلاقاتهم مع المنهجية الفكرية السياسية وأثر ذلك في استعاداتهم لثبات قناعاتهم العلمية الإيجابية وتطويرها فتعافيهم المعنوية والعملية السوية ثم حركة متابعة اكتساب الوضوح السياسي الفكري وانقاذ حزبهم وكوادرهم وشعبهم من سائر الخربطات المتأزمة والحملات النفسية المؤزمة عن قصد متعمد أو عن تلقائية عفوية سيّارة جارية انعكاساً للمصالح والمشاريع الصغيرة المشبوهة القاصرة التي من شأنها الاصطياد في المياه الراكدة المراوحة وهو ما يفرض دوراً إيجابياً مثمراً معاكساً للشباب والسلام…