عيبان محمد السامعي
تحل اليوم ذكرى حدثين مهمين في مسار ثورة 11 فبراير:
الذكرى الـ 10 لمجزرة الكرامة.
والذكرى الـ8 لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني.
مثلت مجزرة الكرامة في 18 مارس 2011م التي ارتكبتها قوات المخلوع ضد المعتصمين السلميين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء جريمة العصر وأبانت بجلاء حقيقة الطبيعة الفاشية للنظام.. فظهر عارياً من أوراق التوت التي كان يتستر بها طوال حكمه ورسم حدود المواجهة مع الشعب وقوى الثورة بالدم والنار.
لايزال النظام وحلفاؤه يرتكب أفظع الجرائم بحق المجتمع.. ولكن الأهم هو أن معركة الكرامة لا تزال مستمرة ضد الاستبداد والقهر والإفقار والإدقاع وفي سبيل العيش الكريم والحرية والاقتدار الوطني.
ولعلنا بحاجة إلى التأكيد على أن تحقيق التطلعات الشعبية المشروعة لا يتم بالأماني بل باجتراح المستحيل وتقديم الأكلاف اللازمة.
**
جاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل ليستعيد زمام المبادرة الثورية وصياغة عقد اجتماعي يستوعب تطلعات الشعب ومطالب الثورة.
وقد مثّل مؤتمر الحوار الوطني حاجة سياسية واجتماعية ووطنية, فقد انبثق عن مسار نضالي خاضه الشعب اليمني منذ يوليو 2007 باندلاع انتفاضة الحراك السلمي الجنوبي وصولاً إلى ثورة 11 فبراير 2011م.
وقد أسس مؤتمر الحوار الوطني لحالة سياسية مغايرة, فقد قدم قوى اجتماعية جديدة إلى المشهد الوطني كالحراك الجنوبي والمرأة والشباب والمجتمع المدني.
وترجم التطلعات بتحقيق أهداف الثورة وحل القضايا الوطنية , ووضع البلاد على طريق التغيير الفعلي بالانتقال إلى شكل الدولة الاتحادية؛ إلا أن قوى الثورة المضادة ممثلة بتحالف (الحوثي والمخلوع صالح) استنفرت قواها وسعت لتقويض هذا المسار الوطني اللامع ففجرت حرباً شعواء لا يزال شعبنا يكتوي بنارها.
وفي المجمل نستطيع القول: إن وثيقة مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور قد وضعت في أيدي اليمنيين السلاح الأمضى لخوض معركة المستقبل.
وهنا تكمن المهمة التاريخية لقوى الثورة والتغيير..