كتاب المواطن / سلامة كيلة
الفصل الثالث:
كيف تنتصر الثورات؟
اليأس من الربيع العربي
حالة إحباط تطال النخب من نتائج “الربيع العربي”، هذا هو الوضع الان، حيث يبدو أن هناك من كان يعتقد أنه يمكن أن نزيل نظمًا حكمت لعقود، وتمكنت، وأسست قوى أمنية هائلة القوة، بـ”ضربة قاضية”، ومن الجولة الأولى، وخصوصًا دون أحزاب تعرف ماذا يجب أن يتحقق؟ وكيف يجب أن تسير الأمور؟ ودون فعل النخب تلك ذاتها، التي ظلت على الهامش تنتظر من يحقق الحرية والديمقراطية، ولا تفعل هي سوى “الكلام”، وتمثل دور المراقب والحكم في لعبة هي خارجها.
الآن تنهال علينا بكم هائل من اليأس والإحباط، وتسطّر المقالات “الحزينة”، أو “المدينة”، فقد خسرت الجولة الأولى بجدارة قل نظيرها، وعاشت حالة رعب من “غول” استحوذ على السلطة بعد الثورات، رعب جعلها تفقد كل قدراتها لتعلن عن الاستسلام لأول دكتاتور يظهر في الميدان، فقد تفاجأت بأن نتيجة الانتخابات التي تلت الثورات قد أتت بالإسلاميين إلى السلطة – وهي التي مجدتهم طويلًا – كونهم باتوا “حداثيين” و”ديمقراطيين” و”معادين للإمبريالية” و”سيحررون فلسطين”، ليبدو أن كل هذا التمجيد هو الأوهام التي أنشأتها هي لكي تتكيف مع “قوة صاعدة”، شعرت أنها ازالتها بعد انهيار الحلم القومي واليساري، ومن ثم شعرت بعد أن وصلت هذه القوى إلى السلطة أنها ستبلعها، لتعيد حالة الرعب التي نشأت عن اجتثاثها التي حدثت بعد سنوات الثمانينات، دون أن تعلم لماذا حدث ذلك.
هذا الأمر جعلها تقلب كل مواقفها، ولتحوّل حالة “الفرح” التي اجتاحتها مع أول خطوة في إسقاط النظم بعد هروب بن علي إلى حالة كآبة جعلتها ترى في ما جرى “مؤامرة”، وبالتالي أن تعود للحنين إلى الاستقرار والأمن والهدوء والسكينة في وضعها السابق، الذي كانت تبدو أنها ترفضه وتريد التخلص منه نحو تأسيس نظم ديمقراطية تتيح لها “الكلام” دون سجن، هنا بالضبط باتت تفضل الماضي على المستقبل، وتقبل إعادة إنتاج النظام القديم الذي كانت تعتقد أنها تقاتل من أجل تغييره، وفرحت حين فرضت ثورة الشعب ترحيل الرؤساء، وبالتالي باتت تريد الاستقرار حتى وإن تحقق ذلك في ظل دكتاتور، كما أصبحت ترى في حراك الاحتجاج “مطالب فئوية” يجب أن تتوقف، وترى في حراك الشعب، الذي مجدته سابقًا، فوضى وتدخلات “خارجية”، لقد اصطفت مع الطبقة المسيطرة إذن، ووافقت على اختيارها كذلك.
لقد دفنت الثورات وبات الربيع الذي بشرت به خريفًا تكيل عليه الشتائم، ولا شك في أن فهم ما جرى على أنه ربيع ربما كان يقود إلى هذه النتيجة، حيث إن في ذلك استعارة لما حدث في بلدان أوروبا الشرقية وروسيا، حيث كانت الديمقراطية هي الضرورة، لهذا كان هو “حلمها” أن تتحقق الديمقراطية فقط وبالتحديد متجاهلة مطالب الشعب، الشعب الذي صنع الثورة، ولا زال مستمرًا، إن وصول الإسلاميين إلى الحكم جعلها تقبل تأخير الديمقراطية لعقود ريثما يفرز الوضع ما يتجاوز هؤلاء، وينتج ديمقراطية “حسب المقاس”.
لكن الأمر لا يتعلق بـ”ربيع” بل بثورات بكل معنى الكلمة، قامت ليس انطلاقًا من الأوهام حول الديمقراطية بل من حالة الجوع والتهميش التي يعيشها قطاع كبير من الشعب، لهذا ليس من الممكن اعتبار أنها انتهت، أو يمكن أن تنتهي دون تحقيق كل المطالب التي حركت الشعبـ نحن في حراك مستمر رغمًا عن عنف النظم، ويأس النخب، فالشعب المفقر ليس لديه ترف السكون واليأس.
الكفر بالثورات العربية:
وبعد الفرح الشديد بنشوب الثورات في تونس ومصر خصوصًا، وتخيل واقع عربي جديد انطلاقًا من تصورات لم تكن نتاج فهم الواقع، والتي كانت تنتج عن اليأس من أن “يتحرك الشعب”، انقلب الأمر إلى اعتبار أن ما جرى “مؤامرة” أو أن الثورات قادت إلى وضع أسوأ، هذا الأمر نشأ بعد نجاح الإسلاميين في الانتخابات في تونس ومصر، حيث بدا أن الإسلام السياسي أخذ في السيطرة الشاملة.
البعض قال بفشل الثورات، وآخرون انطلقوا من أن ما جرى كان مخططًا “إمبرياليًا أميركيًا”، حيث دفعت أميركا الشعوب للثورة من أجل تغيير النظم، نظمها التابعة لها، وكأن الثورات كانت الخيار الوحيد لتغيير هذه النظم، بالتالي يُعزى نجاح الإسلاميين إلى “الدور الأميركي”، وأنا لست ممن يتجاهل الدور الأميركي في التوافق على إشراك الإسلاميين في السلطة، لكن كل نظرة واقعية للوضع قبل الثورات كانت تؤشر بأن هؤلاء هم “قوة المعارضة الأقوى”، بالتالي كان طبيعيًا أن يكونوا في السلطة بعيد الثورات وفي سياق ترتيب انتخابات سريعة ومتحيزة لهم، وفي ظل غياب أي بديل آخر، لا ليبرالي ولا يساري، خصوصًا أن الثورات لم تسقط النظام بل أزاحت رأسه عبر دور من قوى فيه كانت تعمل على الالتفاف على الثورة (تنفيس الثورة بتوهم انتصار، وإعادة ترتيب السلطة على أساس المصالح ذاتها).
السؤال الأساسي هنا هو: كيف أًصبح هؤلاء هم قوة المعارضة الأساسية لكي يستطيعوا أن “يقطفوا ثمار الثورة”؟ لا شك في أن انهيار القوى القومية واليسارية، ومجمل التجربة القومية والاشتراكية كان يفتح الباب لـ”ملء الفراغ” الذي تحقق عبر تضخيم أدوار، قامت به “الإمبريالية” لأسباب واضحة، لكن الذي يجب أن لا يجري القفز عنه هو أن كل “الممانعين والمقاومين” الذين يدافعون الآن عن وحشية السلطة في سورية، ويتحدثون عن “المؤامرة الإمبريالية”، وعن “صنع الثورات”، والذين كانوا جزءًا من عملية الإنهيار تلك، قد عملوا على تضخيم الإسلاميين، وعلى “تبييض صفحتهم” لكأنهم صاروا الثوريين والديمقراطيين (لا ننسى أن بن لادن صار جيفارا بأوهامهم).
فالخطاب “القومي اليساري” عمم انطلاقًا من “اقتناع ذاتي” بأن الإسلاميين هم الذين يقودون الصراع ضد الإمبريالية، وهم المقاومة التي ستحرر فلسطين (حركة حماس وامتداداتها)، وهم الذين سيقودون الصراع لإسقاط النظم، في الجهة المقابلة بات هؤلاء الإسلاميين “حاملي مشروع حداثة” وديمقراطيين (بعد أن طوروا خطابهم كما جرى التبرير)، لقد كان جل نشاط “القوميين واليساريين” منصبًا على التحالف مع هؤلاء، من جبهة 18 أكتوبر في تونس، إلى كل التحالفات من أجل فلسطين أو ضد التمديد والتوريث (كفاية مثلًا) في مصر، إلى فلسطين والتحلّق خلف حماس، والأردن والتبعية لجبهة العمل الإسلامي، إلى “المؤتمر القومي الإسلامي”، وبات نقد الإسلاميين “خطًا أحمر” غير مقبول من قبل كل هذه القوى.
إذن، كل هذه القوى كانت قد سلمت قيادها للإسلاميين قبل الثورات بسنوات، ومدحت ودافعت عنهم، وزوّرت في دورهم لكي يبدو كبيرًا، وتقزمت خلفهم بعيدًا عن فهم الواقع، وعن معرفة ظروف الشعب الذي تقول إنها تدافع عنه، وكل ما تلا ذلك كان “طبيعيًا”، فقد حملت الإسلاميين إلى وضع سمح لهم بأن يصبحوا هم السلطة، لكنها في هذه اللحظة ارتعدت مما حدث، فبدأت التشكيك في الثورات، وبات الأمر “مؤامرة أميركية”.
وبالتالي فإن نجاح الإسلاميين كان “طبيعيًا”، لكن سقوطهم كان حتميًا، وهذا ما أشرت إليه منذ البدء، منذ ثورة مصر الأولى.
الخوف من الفوضى:
اليأس من الربيع العربي، والكفر بالثورات العربية، ارتبطا كذلك بالخوف من الفوضى التي انتشرت في البلدان التي حدثت فيها الثورات عمومًا، فليبيا في وضع مأساوي، وسورية في وضع أسوأ، وحتى مصر وتونس تعانيان من فوضى، وهو الأمر الذي بات يطرح ضرورة الاستقرار، ويؤسس لقبول أي دكتاتور، هذا هو وضع كتل مهمة من “النخب” ومن الفئات الوسطى التي شاركت في الثورات.
لماذا الفوضى؟ لأن نظامًا بديلًا لم يتشكل بعد، ولأن مطالب الشعب التي طرحها حين انفجر في ثورته لم تتحقق، فالاستقرار يتحقق حين تتبلور سلطة بديلة مقبولة شعبيًا، بالضبط لأنها حققت مطالب الشعب، وما يجري هو إعادة إنتاج للسلطة القديمة دون تحقيق أي مطلب، أي مطلب على الإطلاق، حيث لم تكن المسألة تتعلق بإزاحة رئيس، أو إجراء انتخابات “ديمقراطية” بقدر ما كانت مسألة بطالة وجوع وفقر وتهميش وانهيار التعليم والصحة والبنية التحتية بالأساس مع وجود استبداد، ورئيس مطلق ويحكم إلى الأبد.
ولا شك في أن نشوب الثورات، وخصوصًا استمرارها سنوات، يفرض موضوعيًا ضعف السلطة، لأن قوة السلطة لا تقوم على امتلاكها أدوات القمع وضخامة هذه الأدوات فقط، بل تقوم على استقرار الوضع بركون الشعب إلى “الهدوء”، ولهذا حال تحرك الشعب تتشكل قوتنا تتصارعان، فتظهر حدود قوة السلطة، التي تبدأ في التراجع، خصوصًا أن حراك الشعب ينعكس خلخلة في بنية السلطة ذاتها، فهي تتشكل من أفراد من الشعب، تنقسم وفق الانقسام الطبقي في المجتمع، وهو الأمر الذي يفرض تآكلًا في قوة السلطة، ميزان القوى الجديد هذا يفرض الفوضى في حال غياب البديل الذي يستطيع أستلام السلطة وحل مشكلات الشعب مباشرة.
غياب البديل هذا هو المدخل لفرض وصف ما يجري بأنه ثورات، وبالتالي برفض “الفوضى” والخوف منها، لكن تشكيل البديل هذا هو من مهمة “النخب” التي تنعى الثورات، أو ترفضها لأنها لا تقاد من قبل “حزب ثوري”، “النخب” هنا تحمّل الشعب مسؤولية ما كان يجب أن تقوم به هي، وباتت تطلب من الشعب المفقر أن ينتظر الزمن الذي تستطيع هي فيه تشكيل هذا الحزب، بعد أن “تسمح السلطة بذلك” (بتحقيق الديمقراطية وسيادة قيم الديمقراطية الغربية، لكي لا تعاني من القمع، فتنشء بديل السلطة دون اعتراض السلطة، وهذه مسخرة)، الشعب هو آخر من يثور لأنه لا يثور إلا حين يصل حدًا لا يعود يستطيع العيش فيه، “لا يعود يحتمل الوضع الذي هو فيه”، بالتالي لا يعود يمتلك ترف الانتظار، فكيف يطالب بأن ينتظر أكثر؟ فقط لأن “النخب” تأخرت في إنجاز مهمتها، أو أصلًا لم تكن تفكر في مهمتها “التاريخية”، بل ظلت تفكر في مصالحها الضيقة كفئات وسطى.
إذن لا شك في ضرورة “الحزب”، البديل الذي يجب أن يفرضه الشعب سلطة جديدة لكي تحقق مطالبه (بالتالي لا يقبل أن يأتي “الحل” من داخل السلطة ذاتها)، ولقد نهضت الثورات وهو غائب، بالتالي فلا يفيد الخوف من الفوضى، أو الاستعانة بدكتاتور لكي يفرض الاستقرار، فكلاهما يزيد في الفوضى، لأن الاستعانة بدكتاتور لا يحل مشكلات الشعب سوف يبقى الصراع قائمًا، ولسوف تضعف الدولة أكثر، والخوف سوف يبقى، حتى تشكيل البديل الذي يعيد تنظيم الثورة لكي تنتصر، فالفوضى هي نتيجة نقص تنظم الشعب في مواجهة سلطات مستبدة وعنيفة، وهذه هي مهمة “النخب”، أي الفئات التي تستطيع التنظم وتطوير الوعي ووضع الإستراتيجيات التي تجعل الثورات تنتصر.
بالتالي ما الثورات؟
إن كل الأحلام التي انبنت على الثورات لم تتأسس على ماهي الثورات ذاتها، فما بنى الأحلام هو هذا الفيض الشعبي الهائل الذي ملأ الشوارع دون تحضير مسبق، ودون توقع أصلًا، أو فهم بأنه يمكن أن يحدث، لهذا يظل النظر قلقًا، ويبقى موقف النخب “مزاجيًا” يتأثر في صعود أو هبوط الحراك دون معرفة ما هي النهاية.
ترتفع الأحلام مع حركة الشعب، وتنخفض حين يتراجع الشعب أملًا في أن يقود التغيير الذي أحدثه إلى تحقيق مطالبه، ثم ينهض الشعب من جديد لأن أيًا من مطالبه لم يتحقق فيرتفع الأمل من جديد لدى النخب، هذا ما حدث خلال سنوات سابقة، لكن هذه النخب تعبت فباتت تعتقد أنه يمكن أن يستقر الوضع برئيس قوي، لتنجرف مؤيدة أول مستبد يظهر في الصورة، ولتندفع خلفه انطلاقًا من أنه المنقذ والمخلّص.
لكن واقع الثورات يسير في منحى آخر، هل هناك وضوح بمعنى أن ينفلت الشعب؟ أن يتمرد؟ أن يخرج عن سكينته لكي يقلب كل الواقع القائم؟ وإلى أين يمك أن يقود ذلك؟
لأن الشعب ليس من العناصر التي تحسب، لأنه كم بلا فاعلية وفق منظور النخب، لا ينظر إلى معنى أن يتمرد، وأن يثور، وأن يتحول إلى قوة هائلة تهز السلطة، وتشل كل بنيتها، ولا يجري الانتباه إلى مطالبه، أو معرفة أنه ليس من الممكن أن يعود إلى الاستقرار إلا بعد أن تتحقق هذه المطالب، فالشعب “يحب السكينة”، ولا يرغب في التمرد، أو “المعصية”، لكن لحظة بسيطة تدفعه لأن ينقلب إلى آخر، هي تلك اللحظة التي يشعر فيها أنه بات مهمشًا وغير قادر على العيش، نتيجة البطالة المرتفعة والفقر الشديد والعجز عن التعليم والمداواة، حين يشعر أن الحياة والموت متساويان، حينها لا يعود للخوف معنى، أو للسلطة قيمة، أو للتقاليد أي موقع.
هنا يعود تحركه لحظيًا أو يمكن أن ييأس أو يملّ أو يصل إلى حالة اليأس، فليس لديه هذا الترف لكي ييأس أو يملّ، وهو الأمر الذي يعني أنه حين يكسر حاجز الخوف، ويتحرك دفاعًا عن وجوده، لا يستقر قبل أن يحقق التغيير الذي يأتي بمطالبه، هذا يعني أن كل سلطة تصل بعد ثورة ولا تحقق مطالب الشعب ستسقط، وأن كل ميل للعودة إلى الاستقرار لن ينجح حتى وإن جرى استخدام كل أشكال العنف، وأن الاستقرار الذي تطال به النخب “المتعبة” يتحقق فقط بتحقيق مطالب الشعب، أولًا وبشكل مباشر، وليس بعد زمن، الاستقرار يأتي مع سلطة طبقية جديدة، ونمط اقتصادي جديد، بعد أن باتت الطبقة المسيطرة ونمطها الاقتصادي السبب في التهميش والبطالة والفقر الشديد، وباتت فئات منها ليست معنية بتحقيق “المطالب الأولية” التي يرحها الشعب، وبعد أن انتهى دور الفئات الوسطى التي لعبت دورًا في التغيير أواسط القرن العشرين بعد أن عجز البديل (الذي كان قائمًا) عن أن يطرح ذاته بديلًا رغم امتلاكه القدرة (وهنا الحركة الشيوعية تحديدًا).
بالتالي يمكن للفئات الوسطى أن تتعب، ويمكن لليسار الذي يتشكل من هذه الفئات أن يميل لقبول الاستقرار، والقليل الذي تقدمه السلطة القائمة، لكن الشعب ليس بمقدوره ذلك، لو كان في مقدوره لما غامر في التمرد وصنع الثورة.
لا أحد يراهن على الاستقرار قبل تحقيق مطالب الشعب، أو يراهن على توقف الثورة بعد أن تفجرت قبل أن يحقق الشعب مطالبه، تمرد الشعب ليس حالة عابرة، ولا هو سياق عادي، أو حركة يمكن أن تحدث في أي وقت، إنما هو لحظة، لكنها تفرض تحقيق التغيير بالضرورة، بغض النظر عن الزمن الذي يمكن أن يتحقق فيه ذلك، لكن الواضح هو أن الثورة مستمرة إلى تتحقق مطالب الشعب.
كيف؟ وبأي وسائل؟ وممن؟
هذه هي الاسئلة “الوجودية” المطروحة الآن، والتي علينا أن نجيب عليها دون تردد.