المواطن/ خاص
بعد اعلان تشكيلها وفق “اتفاق الرياض” الذي رعته المملكة العربية السعودية لانهاء الصراع بين الحكومة الشرعية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، شهدت الساحة السياسية اليمنية والدولية تباينًا كبيرًا في وجهات النظر حول تشكيلة الحكومة اليمنية الجديدة ومدى النجاح الذي يمكنها تحقيقه، في ظل انهيار تام لمؤسسات الدولة وتدهور مريع في الوضع المعيشي للسكان.
وتراهن الحكومة الجديدة على الدعم السعودي المأمول، عقب تنفيذ اتفاق الرياض الذي رعته، لمواجهة التحديات الصعبة التي تنتظرها، وقال رئيس الحكومة د. معين عبد الملك، في تغريدة على “تويتر”: “ثقتنا عالية بالدعم الأخوي الصادق من أشقائنا في المملكة العربية السعودية ودول تحالف دعم الشرعية” مشيرًا إلى أن الحكومة المعلنة أمام مسؤوليات تاريخية ومهام عاجلة وشاقة تستدعي العمل الجاد والحازم والرؤية الوطنية الواسعة والبرنامج السياسي والاقتصادي الواضح والسليم والإرادة الصلبة لاستكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار وبناء المؤسسات وتنمية الموارد ومواجهة الفساد وتحسين الخدمات.
الوزير الثلاثي
سخر نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي من اعطاء الوزير معمر الارياني ثلاث وزارات حكومية هي الاعلام والثقافة والسياحة، رغم فشله الذريع في قيادة وزارة الاعلام خلال السنوات الماضية.
وشكك النشطاء من نية الشرعية في انتشال الوضع في البلد ومغادرة مربع الفشل مع تكرار تلك الوجوه التي لم تغير من الأمر شيء في تجربتها السابقة.
وقال الناشطون أن اسناد ثلاث حقائب وزارية للأرياني لا يعني إلا أن هذه الحكومة لم تشكل لإنقاذ البلد وإنما لتبرير استمرار العبث والتغطية عليه.
حكومة بلا نصف السكان
من أبرز ردود الفعل على التشكيلة الحكومية الجديدة هو الخطاب المدين لعدم تمثيل النساء فيها، خاصة مع كون النساء يزدن عن 52% من السكان في اليمن.
وقال الدكتور محمد علي السقاف استاذ القانون الدولي أن التشكيلة الحكومية تقوم على المناصفة في المقاعد بين الشمال والجنوب وبما يتماشى مع مخرجات الحوار لكنها تجاهلت المخرجات ذاتها فيما يخص النساء.
ومن جهتها قالت الباحثة والكاتبة الصحفية ميساء شجاع الدين في منشور لها على “فيسبوك”: “بالتأكيد غياب المرأة من التشكيلة الوزارية للمرة الأولى منذ عشرين عامًا يعد تراجعًا بكل المقاييس، خصوصًا بعد الظهور المتميز والملفت للمرأة اليمنية اثناء انتفاضة عام 2011م”.
وأضافت: “الإشكالية هنا أن هذا الاستبعاد أثبت أن للنساء اليمنيات غيابًا وقدرة تأثير منعدمة على كل القوى السياسية المشاركة في الحكومة، بما فيها القوة السياسية الصاعدة (المجلس الانتقالي الجنوبي) الذي يتغنى ليل نهار بإرث اليمن الجنوبي المتقدم في مجال المرأة”.
محاصصة لا تكنوقراط
ونشر د. محمد السقاف عبر صفحته بالفيسبوك مقالًا يتضمن ملاحظات على التشكيلة الحكومية المعلنة أمس الجمعة، لافتًا إلى إن التشكيلة تمثل حكومة أحزاب سياسية ومحاصصة وليست حكومة تكنوقراط كما تم الترويج له، وأضاف “غياب المستقلين وهم يمثلون اكثر من 90% من سكان البلاد”.
وتابع: “حقق الرئيس هادي ما أراد بتنفيذ الاتفاق الأمني أولا ليتبعه بعد ذلك الاعلان عن الحكومة، كما حقق المجلس الانتقالي وبعض المكونات الجنوبية الأخرى الاعتراف بها بجانب الشرعية المعترف بها دوليًا”.
شراكة وطنية
وقال الدكتور محمد المخلافي إن تشكيل حكومة الشراكة الوطنية أعاد لليمنيين الروح إلى الوطن السليب، واستطرد: “أنا هنا لن أكتفي بالتعبير عن آمالي، وإنما سأعبر بعيدًا عن التشاؤم عن مخاوفي أيضًا على هذا الإنجاز من الفشل الذي لن يأتي من الغير فقط، بل قد يأتي من المؤتلفين أنفسهم”.
وأكد المخلافي: “اعاد الائتلاف الحكومي الروح الوطنية، بغض النظر عن عدم إشراك بعض الأحزاب أو ضعف شراكة أحزاب أخرى، لأن الائتلاف قام بين أحزاب ومكونات سياسية تجمع بين المنتمين إليها الرابطة الوطنية السياسية والانتماء إلى الهوية الوطنية الجامعة”.
ترحيب دولي وأممي
في سياق متصل، عبّرت كل من مصر و السعودية والبحرين والاردن والصين أمس عن ترحيبهم بتنفيذ الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لاتفاق الرياض.
ومن جانبه، رحّب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث أمس بالتطورات الإيجابية في تنفيذ اتفاق الرياض، بما في ذلك تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال غريفيث في تصريح نقلته “فرانس برس”: “إنّ هذه خطوة محورية نحو حل سياسي دائم في اليمن، ومهمّة لتعزيز الاستقرار، وتحسين مؤسسات الدولة، ورفع مستوى الشراكة السياسية”.