تعز _ خاص
عقدت، أمس الأحد، في مقر منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة تعز حلقة نقاشية نظمتها دائرة الفكر والثقافة بالمنظمة ناقشت فيها مسودة الرؤية المقدمة من الرفيق الدكتور محمد قحطان أستاذ الاقتصاد بجامعة تعز رئيس القطاع الأكاديمي بشأن النهوض بالوضع التنموي العام في المحافظة من خلال الاستفادة المثلى من ميناء المخا ومقومات مديريات الساحل الغربي.
وافتتحت الحلقة النقاشية التي حضرها عدد من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، والكوادر الحزبية والشبابية بكلمة قدمها الدكتور ياسر الصلوي سكرتير دائرة الفكر والثقافة في منظمة الحزب بتعز تحدث فيها عن الأهمية الاقتصادية والجيوسياسية لميناء المخاء ومديريات الساحل الغربي وما شهدته من تطورات خلال الأعوام الماضية والأحداث الراهنة وقال: بأنه يجب التعامل مع الواقع الذي تشهده المحافظة والمشكلات التي تعانيها من خلال دراسات ورؤى علمية تشخص المشكلات بدلا من تناولها والتعامل معها بصورة عشوائية، كما أثنى على الجهد العلمي الذي بذله الدكتور محمد قحطان في إعداده لهذه الرؤية للاستفادة من ميناء المخاء والموارد المتاحة في مديريات الساحل.
تلا ذلك استعراض الدكتور محمد قحطان الرؤية التي أعدها مشيراً إلى عدد من القضايا الممكنة التي يمكن الاشتغال عليها في الوقت الراهن للنهوض بالواقع المعيشي والوضع العام في المحافظة عموما وعلى مناطق الساحل الغربي وأبنائها خصوصا من خلال الحد من معوقات التواصل وتسهيل الحركة والتنقل بين مديريات المحافظة مؤكدا في الوقت ذاته على أن الرؤية التي قدمها تنطلق من التأكيد على أهمية الشريط الساحلي لمحافظة تعز والدور التنموي الذي يمكن أن يلعبه في خدمة المحافظة وتطويرها.
وأشار الدكتور قحطان إلى وجود خلل في التوزيع الديمغرافي لسكان محافظة تعز، مؤكدا على أن مديريات الساحل تشكل 55% من إجمالي مساحة المحافظة ويقطنها 13% فقط من سكان المحافظة بينما تتركز الكتلة السكانية الأكبر التي تصل إلى نسبة 87% من السكان في مساحة لا تتعدى 45% من إجمالي مساحة المحافظة.
وأضاف قائلا : أن هذه المساحة الكبيرة في هذه المديريات – لو قورنت بالمساحة الأقل منها في المرتفعات الجبلية – تتوافر فيها موارد اقتصادية كبيرة وواعدة، وكنا نتمنى من وقت مبكر أن يتم الانتباه لهذا الخلل، مؤكدا على أهمية ميناء المخاء كمنفذ بحري يربط المحافظة بالعالم الخارجي، لا سيما في ظروف الحصار الحالي التي تعاني منه المحافظة، مشيرا إلى إمكانية استثمار الشريط الساحلي في نواحي مختلفة حيث تتوافر فيه خصائص فريدة تجعل السياحة الترفيهية فيه جذابة لكل دول المنطقة وليس اليمن فقط ، بالإضافة إلى وجود الزراعة بسبب توافر المياه وغير ذلك من الخصائص والمقومات.
وأشار إلى أهمية أن تقوم منظمة الحزب في المحافظة بطرح وقيادة مبادرات تهدف إلى بلورة أنشطة تصب في اتجاه النهوض بالحياة العامة والتنمية والمحافظة، ومن ذلك مبادرة للاستفادة من إمكانيات مديريات الشريط الساحلي للمحافظة.
من جانبه تحدث عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الأستاذ عبدالحكيم شرف عن أهمية الشريط الساحلي لتعز كونه يمتلك أهمية استراتيجية ويعد البوابة الغربية للمحافظة، مؤكدا على أهمية استثماره حيث سيكون له مردود إيجابي إلى جانب إيرادات الميناء، بالإضافة إلى وجود أسماك تعد الأغلى في العالم.
إلى ذلك أشار محمد عبدالرحمن صبر مدير عام ميناء المخاء إلى أن الميناء حظي باهتمام كبير خلال الفترة 2012-2013م من قبل السلطات المحلية، واستعرض محمد صبر عدد من الخطوات والإجراءات التي من المهم الأخذ بها لتحسين الحياة العامة في المحافظة بالاستفادة من ميناء المخا ومقومات مديريات الشريط الساحلي.
كما تحدث محمد الصاروخ عضو اللجنة المركزية الذي أكد على ضرورة العمل من أجل استنهاض الطاقات المجتمعية بما يخدم المحافظة والتنمية فيها.
من جهته أكد سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي في تعز الأستاذ/ باسم الحاج على أهمية إثراء النقاش حول المحددات العامة لمسودة المبادرة التي يمكن لمنظمة الحزب أن تطلقها وتحديد الأولويات الممكنة في سياق أحداث نقلات تنموية تخفف من معاناة الناس الحالية في المحافظة.
مؤكدًا أنه فور الانتهاء من إعداد المبادرة بصورتها النهائية ستجري منظمة الحزب في تعز حوارات مع كل الفعاليات السياسية والمدنية والجهات الرسمية حول مضامين المبادرة وكيفية الانتقال بها إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع.
وقد أكدت مجمل المداخلات المطروحة خلال هذه الحلقة النقاشية على أهمية مقاربة المشكلات العامة التي تواجهها محافظة تعز من جميع النواحي، وعلى أهمية الانطلاق في مثل هذه المقاربات من حاجات المواطنين في المحافظة وتطلعتم لحياة أمنة ومستقرة، وقد خرجت الحلقة النقاشية بجملة من التوصيات والنقاط التي سيتم العمل عليها مستقبلا.