الورد الانسانُ مُحمَّد طربوش الشَّرجبي… الساعة 03:56 مساءاً – 2017/04/10 مُبكِّرا ًاختط لنفسِه طريقَ الثورةِ الشاقَّ المليءَ -ليسَ بالأشواكِ فحسب -بل بالمخاطرِ المُتعددة. كان مع َالرعيلِ الأولِ الذي هبَّ للدفاعِ عن ثورةِ سبتمبر 1962م. ولاحقاً ثورةِ الرابعَ عشرَ من أكتوبر 1963م المجيدتين. تخرَّج منَ الكليةِ العسكرية ِبجمهوريةِ مصر العربية، وبعدَ تخرجِه تعرّض للاعتقالِ نتيجة َالأحداث ِالتي تلتْ قيامَ ثورةِ سبتمبر. عسكرياً عرفه رفاقُه وزملاؤه بمهنيتِه العالية، وكان آخرَ منصبٍ يشغلُه مستشارٌ لوزير ِالدفاع بعدَ قيامُ الوحدةِ المُباركةِ في مايو 1990م. التحق بالحركةِ الوطنيةِ اليمنيةِ مُبكّرا ًحتى صار عضواً في اللجنةِ المركزيةِ للحزبِ الاشتراكيّ اليمني. عاش مُناضلا ًمن أجلِ قضايا الشَّعبِ اليمني في التحرُّر ِوالانعتاقِ من نظامِ الإمامةِ في الشّمال ِومنَ الاستعمارِ في الجنوب، ناضل من أجلِ تحقيقِ العدالةِ الاجتماعيةِ والديمقراطيةِ والوحدة. عرفناه مُناضلا ًزاهداً، دمث َالأخلاقِ وحكيماً في قراراته في مواقع ِالمسؤوليةِ التي شغلها في أكثرَ من مكانٍ وزمان. المُناضلُ مُحمَّد طربوش الشّرجبي عايشناه عن قُرب ٍمنذُ مطلع ِثمانينيات القرنِ الماضي في المناطقِ الوسطى عرفته الجبالُ والأوديةُ هناك كما عرفناه نحنُ قائداً مُتميزً بالشجاعةِ والهُدوء ِحتى في أصعبِ الظروف لا تفارقُ الابتسامةُ مُحيَّاه في وجه ِرفاقِه في القيادة ِأو أمام َرفاقِه منَ المرؤوسين. يصعبُ الحديثُ عنه؛ لأننا عشنا معَه كثيراً، وأظنُّ وليسَ كلُّ الظنِ إثماً أن عدد َالذينَ يعرفونه في المناطق ِالوسطى أكثرُ من أيِّ منطقةٍ أخرى، لا سيما في ثمانينيات القرن ُالماضي. أنا منَ الجيلِ الذي جاء بعدَه وتخرجتُ منَ الكليةِ العسكريةِ في عدن، وعملتُ معَه في سنواتِ الكفاح ِفي المناطقِ الوسطى وعشنا معاً في عدن من بعدِها حتى قيامِ الوحدة. ما زلتُ أتذكرُ لقاءً سريعاً جمعَني به في صنعاء بعدَ حربِ صيفِ العام 1994، كان حزيناً طبعا ًدونَ أن تفارقَه الابتسامةُ، وكأنه وُلد ليبتسمَ، حينَ سألتُه عنِ الأوضاعِ كيف ستكونُ، ردَّ عليَّ مثلما سرقوا الثورةَ والثروةَ من قبلُ، ها همْ يسرقون َالوحدةَ والديمقراطيةَ. كان حزيناً نتيجة َما تعرضتْ له الوحدةُ والديمقراطيةُ جراء َأحداثِ صيفِ العام 1994م، كما كان حزيناً منَ الحربِ المتفجّرةِ منذ ُسنتين ِنتيجة َالفشل ِفي تطبيق ِمُخرجاتِ الحِوار ِالوطني. المُناضلُ مُحمَّد طربوش الشرجبي، كان رجلاً بحجمِ الوطنِ بكاملِ إمتدادِه ، وسيظلُّ نبراساً لرفاقِه والأجيال ِالقادمة. رحل عنا من دون ِوداعٍ الى عالم ِالخُلودِ .رحمةُ اللهِ عليه، وإلى جنةِ الخُلد ِبأذن الله.