المواطن/ فرنس 24
يمنّي كل من باريس سان جرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني النفس برفع كأس دوري الأبطال الأوربي عندما يلتقيان في المباراة النهائية الأحد بالعاصمة البرتغالية لشبونة. وستكون آمال فريق العاصمة الفرنسية معقودة على نجمه البرازيلي نيمار الذي كان غيابه عاملا أساسيا في فشل الفريق في متابعة رحلته في البطولة في الموسمين السابقين. أما العملاق البافاري فسيسعى لتدارك أخطاء الدفاع التي ظهرت في لقائه في نصف النهائي ضد ليون.
يعقد باريس سان جرمان الفرنسي آماله في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على مهاجمه نيمار، الذي وصل إلى ملعب “بارك دي برانس” في صفقة قياسية من برشلونة الإسباني عام 2017 في سبيل إحراز هذا اللقب الغائب عن خزائن بطل الدوري الفرنسي. وإذا حافظ البرازيلي على تألقه الذي أظهره في الآونة الأخيرة فقد يقود فريقه إلى اللقب القاري الأول في تاريخه على حساب بايرن ميونيخ بطل ألمانيا في نهائي الأحد.
عن 28 عاما، يطمح نيمار لرفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين للمرة الثانية في مسيرته، بعد خمسة أعوام على لقبه الأول مع برشلونة.
وإذا نجح في لعب دور محوري لقيادة سان جرمان إلى لقب أول بعدما بلغ النادي المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه، في وقت يغيب فيه بطل المسابقة خمس مرات البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد خروج فريقه يوفنتوس الإيطالي من ثمن النهائي، والأرجنتيني ليونيل ميسي الذي خرج مع فريقه برشلونة مهزوما من ربع النهائي بخسارة 2-8 أمام بايرن ميونيخ، ستكون الفرصة متاحة أمام البرازيلي لإظهار أنه أفضل لاعب في العالم هذا الموسم حتى ولو أنه لن يكافأ بجائزة الكرة الذهبية مع نهايته.
قد يكون ذلك توقيتا مثاليا أيضا لموقع البث التدفقي “نتفليكس” الذي يعمل على وثائقي لموسم نيمار مع بطل فرنسا، وفق ما أفادت تقارير صحافية برازيلية.
وفي حال لمع نجم نيمار في النهائي في العاصمة البرتغالية لشبونة، فقد يبرر رغبة سان جرمان المملوك لقطر بالحصول على خدماته بصفقة قياسية عام 2017 من برشلونة بلغت 222 مليون يورو، ولا سيما بعد نحس لازمه في المسابقة القارية في أول موسمين إضافة إلى اضطرابات بشأن رغبته في الرحيل عن نادي العاصمة الفرنسية إلى برشلونة.
شخص محوري
الآن بات نيمار شخصا محوريا ونقطة ارتكاز في سان جرمان إذ يبدو سعيدا، ولا سيما إلى جانب الموهبة الرائعة كيليان مبابي.
ويقول الدولي الفرنسي (21 عاما) الفائز بكأس العالم 2018 في روسيا مع منتخب بلاده “نمضي أوقاتا ممتعة سويا خارج الملعب. لقد أصبحنا صديقين سريعا”.
وتابع “نحترم بعضنا البعض ونستمتع سويا. كما بتنا نركز أقل على أنفسنا الآن وأكثر قلقا على اللاعبين الآخرين من حولنا، لأننا ندرك أننا بحاجة إلى الجميع كي نتمكن من الفوز. لا يمكننا نحن الاثنان تحقيق ذلك بمفردنا”.
وسجل نيمار في المبارتين أمام بوروسيا دورتموند الألماني في ثمن النهائي وبكى بعد التأهل، كما قدم مباراة كبيرة أمام أتالانتا الإيطالي في ربع النهائي واختير رجل المباراة على الرغم من أنه لم يسجل إذ تأهل باريس بشق النفس بهدفين في الدقيقة 90 وآخر في الوقت البدل عن ضائع (2-1)، كما لعب مباراة كبيرة أمام لايبزيغ الألماني في نصف النهائي.
وسيأمل سان جرمان في أن يكون قد خبأ نيمار هدفه المقبل للمباراة النهائية هو الذي سجل 70 هدفا في 84 مباراة معه في جميع المسابقات منذ وصوله في 2017.
وقال مواطنه المدافع والقائد تياغو سيلفا “آمل في أن يساعده الله للتسجيل الأحد ويساعدنا على الفوز”.
مشاكل الدفاع البافاري
على الجانب الآخر، حذر اللاعب التاريخي في بايرن ميونيخ الألماني لوثار ماتيوس من اعتماد فريقه السابق الدفاع المتقدم، عندما يواجه سان جرمان.
فبعد تدميره برشلونة الإسباني 8-2 في ربع النهائي، عانى بايرن في بداية مباراته مع ليون الفرنسي الأربعاء قبل أن يفوز عليه بسهولة 3-صفر في نصف النهائي.
وقال قائد المنتخب الألماني السابق “عانى بايرن ضد ليون أكثر من مباراة برشلونة. إذا لعبوا هكذا الأحد، لن يفوزوا بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم أو يرتقوا إلى مستوى الفريق المرشح للتتويج”.
وتابع “باريس يمتلك نوعية أفضل من برشلونة وليون، لديهم ما يكفي من اللاعبين القادرين على تمرير الكرة في المساحات الأساسية”.
وكان ليون قد أهدر عدة فرص سانحة مطلع مباراته مع بايرن، معتمدا على تمريرات سريعة لضرب دفاع بطل ألمانيا في آخر ثماني سنوات.
وأهدر القائد الهولندي ممفيس ديباي أولا ثم ارتدت كرة المهاجم الكاميروني كارل توكو إيكامبي من القائم الأيسر من مسافة قريبة في أول ربع ساعة، قبل أن يحسم المهاجم سيرج غنابري الشوط بهدفين نظيفين.
وبرأسية الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي في نهاية المباراة، رفع بايرن رصيده إلى 21 مباراة دون خسارة.
وبرأسية الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي في نهاية المباراة، رفع بايرن رصيده إلى 21 مباراة دون خسارة.
وتابع الفريق البافاري أداءه الهجومي القوي، مسجلا 42 هدفا في 10 مباريات أوروبية، 15 منها لليفاندوفسكي متصدر ترتيب هدافي دوري الأبطال مقابل تسعة للمتألق غنابري.
مساحة للاستغلال
لكن دفاع بايرن عانى في بعض الأحيان، ما رفع مستوى الشكوك حيال ما يمكن أن يقدمه أمام نجوم من طراز نيمار ومبابي ودي ماريا.
وأضاف ماتيوس “يملكون (بايرن) دوما النوعية في هجومهم، لكن في الخلف عليهم التمتع ببعض الاستقرار… ربما ضد باريس لن يدافعوا على خط متقدم، لأن باريس سيستفيد من سرعة نيمار ومبابي”.
واتفق هانزي فليك، مدرب بايرن، مع تحليل ماتيوس معبرا عن ارتياحه بعد تأهله إلى النهائي “كنا محظوظين للصمود في الفترة الأولى من المباراة. يجب أن نبحث ما إذا كان علينا تنظيم الدفاع بشكل مختلف. تكمن قوتنا العظمى بالضغط على الخصم، وأعتقد أننا سننجح ضد باريس أيضا”.
ويرى قلب دفاع بايرن النمساوي دافيد ألابا أن ضغط فريقه يؤدي إلى ارتكاب أخطاء من الفريق الخصم في منطقته، لكنه يؤدي إلى بعض المخاطر “بالطبع نخوض أسلوبا يحمل معه مخاطرة كبيرة لأننا نتقدم كثيرا (في الملعب)”.
وأضاف “لا يمكنك أن تدافع على كل كرة، سنشاهد المباراة (ضد ليون) ونقوم بتحليلاتنا”.
وسيعيش دفاع بايرن ميونيخ ضغطا كبيرا للتعامل مع إيقاع الباريسيين، خصوصا ألابا وجيروم بواتنغ الذي خرج مصابا من مباراة ليون