المواطن/ كتابات ـ أحمد طه المعبقي
عبدالجبار سعد الفيلسوف والمفكر والعالم بالتراث العربي والاسلامي ، أبحر في علم اللغة العربية . واهتم بقراءة الفلسفة ، ولوكان أهتم بالتأليف لكان أشهر عالم ومفكر عربي في التاريخ الحديث والمعاصر … و تكاد تكون شخصية ابن سعد مشابهة جدا الى حد التطابق مع شخصية الفيلسوف حسين مروه ، وماتركه حسين مروه يعتبر أهم مخزون معرفي وثقافي في تاريخ الحركة اليسارية والتراث العربي الأسلامي .
وكما قال أحد مفكري العصر “بان الشبه قائم بين طبائع العظماء وأن اختلفت ألسنتهم وألوانهم لأن بذور السمو تنشأ بين شمائهم وهم أطفال ثم تقوى مع اشتداد أعوادهم فهي خصائص يزود الله بها من شاء من خلقه ليقوم في الحياة بعمل كبير أو يؤدي رسالة رائعة”.
عموما ، القراءة العميقة للفلسفة الماركسية والفلسفات الاخرى مكنت ابن سعد من قراءة تراثه الاسلامي بشكل علمي ، والربط بين التراث الاسلامي بنزعاته المادية والروحية ، وبين النظام العالمي الجديد (الإشتراكي والراسمالي ) ، باعتبار النظامين تجليات تعكس حقيقة الصراع الطبقي بصوره المتعددة قديما وحديثا .
وقف ابن سعد مدافعا عن الماركسية واعتبرها نظام اقتصادي لاتعارض الاديان ، بل اعتبر جوهر الماركسية والاديان واحدة اساسها الحب والعدل ، وحب الإنسان لأخيه الإنسان وحماية الإنسان من الاستغلال وتحريره من العبودية .
رأى ابن سعد بان الاشتراكية والصوفية ملازمان لبعض لمنع الاستغلال والاحتكار ، فالاشتراكية نظام اقتصادي ضامن لمنع توحش الرسمالية والحد من توسع رقعة الفقر وتعمق الفجوة بين الاغنياء والفقراء .
كما اعتبر ابن سعد الصوفية قيمة أخلاقية روحية تهذب الفرد وتعزز عنده قيمة الحب الإنساني .
نستطيع القول بأن صوفية ابن سعد ليست تجربة شخصية فحسب بل هي فلسفة قومية مناهضة للامبريالية العالمية وهي روح الإشتراكية واكثر من ذلك .
كمانستطيع القول ايضا بان صوفية ابن سعد لاتعارض العلم ولاتناقضة لان لكل منهما مجالة ومهنته فهي لاتنافر بين العقل والحدس بل هما عندها متكاملا.
رحم الله المفكر والإنسان عبدالجبار سعد وبرحيله فقدت اليمن خير أبناءها وفقدت الحركة الوطنية مرجعية فكرية في بلاد ينعدم فيها المفكرين والفلاسفة .