تواجه البرازيل -وهي أكبر دولة مصدرة للحوم الأبقار والدواجن في العالم- تبعات فضيحة اللحوم الفاسدة
، حيث تم تعليق استيراد منتجاتها في الصين وتشيلي وفرض قيود عليها في الاتحاد الاوربي
واعترف بأن بلاده ستكون “أمام كارثة” في حال أغلق الجميع أبوابهم في وجه اللحوم البرازيلية بينما يشهد أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية انكماشا تاريخيا.
وقد أعلنت الدول العربية المستوردة للحوم البرازيلية تشديد إجراءاتها الرقابية عقب الكشف عن الفضيحة.
وصرح مسؤول مصري بأن مصر تستورد نحو 20% من احتياجاتها من اللحوم سنويا من البرازيل.
وقررت وزارة الزراعة المصرية إيقاف الموافقات الاستيرادية لشحنات اللحوم القادمة من البرازيل مؤقتا لحين التأكد من طريقة ذبح الماشية والدواجن في المجازر البرازيلية.
الخسائر المحتملة
وقال مكتب التحليلات الاقتصادية “كابيتال إيكونوميكس” إن الفضيحة التي تورطت فيها شركتان برازيليتان متعددتا الجنسية في قطاع الصناعات الغذائية “يمكن أن تضر بالتعافي الاقتصادي في البلاد”.
وأوضح أن البرازيل “تواجه خسارة محتملة في صادراتها بقيمة 3.5 مليارات دولار، أي ما يعادل 0.2% من الناتج المحلي الاجمالي “.
وجاءت أكبر ضربة تجارية من العملاق الصيني، فالصين هي الثانية بين الدول التي تشتري لحوم البرازيل في العالم. وقال مصدر إن السلطات الصينية حظرت مؤقتا واردات اللحوم البرازيلية اعتبارا من 19 مارس/آذار الجاري “كإجراء احترازي”.
وقالت وزارة الزراعة البرازيلية إن “الصين لن تفرغ شحنات اللحوم المستوردة من البرازيل إلى أن تحصل على معلومات“، وأشارت إلى مؤتمر بالدائرة المغلقة سيعقده وزير الزراعة البرازيلي مع السلطات الصينية لتوضيح الأمور.
وعلقت تشيلي -وهي سادس دولة مستوردة للحوم البرازيلية- عمليات الاستيراد أيضا. وجاء الرد البرازيلي على تشيلي مختلفا عن أسواق أخرى، إذ هدد الوزير البرازيلي ماغي بإجراءات انتقامية قائلا “نحن أيضا من كبار المستوردين من تشيلي، إذا كان علي القيام برد أقوى لحماية السوق البرازيلية فسأفعل ذلك”.
قيود أوروبية
من جانب آخر، صرح الناطق باسم المفوضية الاوربية إنريكو بريفيو بأن الاتحاد الأوروبي طلب من البرازيل أن “تسحب فورا كل المؤسسات المتورطة في عملية الغش” من لائحة الشركات التي يسمح لها بالتصدير.
ويشتبه بأن المخالفات ارتكبت من جانب 21 مستودعا للتبريد، بينها أربعة لديها تصاريح تصدير إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال بريفيو إن “المفوضية تتابع عن كثب مع الدول الأعضاء ونلتزم درجة أكبر من الحذر في الفحوص الإلزامية للمواصفات على واردات المنتجات ذات المنشأ الحيواني القادمة من البرازيل”.
وحتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أي مخالفة تتعلق بمنتجات واردة إلى الاتحاد الأوروبي أو تم تسويقها فيه.
وعلقت كوريا الجنوبية أمس الاثنين توزيع لحوم الدجاج المستوردة من البرازيل لحين التحقق من جودتها. واستؤنف توزيع هذه اللحوم اليوم الثلاثاء بعدما تأكدت السلطات من أنه لم يتم استيراد أي لحوم فاسدة.