المواطن / تقرير _ أمجد اليوسفي
يستمر كورونا في سلب ألالآف من أرواح البشر في مناطق عديدة من العالم، ويوسع نطاقاته يوماً بعد آخر، فمنذ إعلان السلطات الصحية الصينية تحديد نوع الفيروس الذي يطلق عليه اسم «كوفيد١٩» في ال7 من يناير لم تتوقف المستشفيات عن استقبال المصابين بهذا الفايروس رغم الإجراءات التي تتخذها جميع دول العالم لمواجهة وإيقاف هذا الوباء القاتل.
فقد بلغ إجمالي المصابين في العالم الى اكثر من 1.1مليون شخصاً حول العالم، كان النصيب الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية حيث بلغ عدد المصابين فيها إلى أكثر من 310 ألف شخص،
وكان لإيطاليا النصيب الأكبر من الوفيات فقد توفي أكثر من 15 ألف شخصاً من أصل أربعة وستون ألف حالة وهو ما يعادل 5.4% من مجموع الوفيات في العالم، وعلى الجانب الإيجابي شُفي من الفيروس أكثر من 230 ألف شخص أي ما نسبته 20.5% من المصابين.
وفي كل أرجاء العالم، تتوالى البيانات الحكومية حول الإصابات والوفيات الجديدة، وتواصل الدول فرض الإجراءات الصحية والأمنية الصارمة؛ في محاولة لاحتواء الفيروس القاتل، الذي ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
الجزائر الأولى عربياً واليمن تنجو:
شهد العالم العربي السبت تسجيل أكثر من ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا، معظمها في منطقة الخليج العربي، في حين ارتفع عدد الوفيات في المنطقة إلى أكثر من 250.
وأفادت وزارة الصحة الجزائرية السبت المنصرم بتسجيل 25 وفاة جديدة جراء الإصابة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 130 شخصاً لتسجل الجزائر العدد الأكبر عربياً من حيث عدد الوفيات.
وعلى مستوى الدول العربية أيضاً، كانت اليمن الدولة الوحيدة التى لم تسجل أى إصابات بهذا الفيروس، وسط تحذيرات دولية بأن الحالات قد تظهر هناك بصورة مفاجئة،
فقد أعرب رئيس فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية، عبد النصير أبوبكر، لشبكة CNN فى تصريحات سابقة، عن قلقه من نقص حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد المبلغ عنها فى سوريا واليمن، مضيفًا قد نتوقع “انفجاراً فى الحالات”.
اليمن من مطب إلى آخر
يعيش سكان اليمن حالة من الخوف والترقب، من خطر انتشار فيروس كورونا، وسط استعدادات وتجهيزات لمواجهة الفيروس، فلم يكن الفيروس هو الكارثة فقط فارتفاع الأسعار واحتكار البضائع الغذائية والصحية من قبل التجار كانت كارثة أكبر، فقد قال المواطن ماهر المقطري: ” أن عدم وجود الرقابة من قبل السلطات كان السبب الأكبر في ارتفاع الأسعار واحتكار التجار للبضائع”.
وتابع أن التجار عللوا سبب إرتفاع الأسعار لصعوبة النقل بين المحافظات وخاصة تلك البضائع التي تنقل من الجانب المسيطر عليه من قبل جماعة الحوثي إلى الجانب المسيطر عليه من قبل الشرعية، وفرض رسوم وإتاوات كبيرة عليها.
وأضاف ” نعاني من صعوبة في شراء مايكفينا لشهر من المواد الغذائية الأساسية بسبب ارتفاع الأسعار وفي ظل أوامر حكومية بالبقاء في المنزل دون معالجة هذا الوضع، أصبح خوفنا كبيراً على أنفسنا وأطفالنا، وعلى أبناء اليمن بشكل عام فمن لم يمت بالحرب مات جوعا وربما يتطور موت بكورونا، تعددت الأسماء والموت واحد”
وتعيش اليمن وضعا وبائيا مؤسفا حيث النفايات تغرق شوارع أغلب المحافظات ، بالإضافة إلى أن الشوارع طافحة بالمجاري، في ظل تقاعس الحكومة الشرعية والمليشيا في آداء مهامهما الأساسية.
الخدمات الصحية عجز وتجارة:
تقول المواطنة هبة السروري إن السلطات الصحية والمحلية في اليمن سابقاً عجزت عن مواجهة وباء الكوليرا وحمى الضنك وعدد من الأوبئة، فكيف ستستطيع أن تقدم خدماتها الآن وستواجه جائحة كورونا.
ومواكبة مع تشديد الإجراءات والتدابير الوقائية لمواجهة كورونا، ارتفعت اسعار المسلتزمات الطبية منها الكمامات بنسب كبيرة مما أدى إلى انعدام شبه كلي من أغلب الصيدليات.
وعلل عامل في إحدى الصيدليات أن إرتفاع الأسعار بسبب النقل الغير مباشر من وزارة الصحة، حيث أن الأدوية لا تأتي من مخازن وزارة الصحة مباشرة وإنما عبر شركات وأشخاص.
وتشهد اليمن وضعا مأساويا وتدهورا في الصحة والعملة والغذاء منذ نشوب الحرب التي كان سببها انقلاب مليشيا الحوثي على حكومة عبدربه منصور هادي وسيطرتها على العاصمة صنعاء مطلع العام ٢٠١٥م.