تقرير: أبرار مصطفى
توقف مشروع مياه شباط كلائبة العام 1982م الامر الذي سبب الكثير من الضرر للسكان في تلك المنطقة خاصة النساء والاطفال ليتحول الناس الى جلب الماء من مناطق بعيدة.
كانت مديونية المشروع ارتفعت وتراكمت ولم تتمكن الادارة حينها من ايجاد الحلول الناجعة بحسب المدير السابق للمشروع.
وضع عام
تمثل تعز المحافظة الاعلى كثافة سكانية بين محافظات اليمن وتعاني من شحة المخزون المائي في مناطق واسعة منها بسبب بيئتها الصخرية وشحة الامطار وغياب المصائد المائية.
وفي حين يلجأ البعض الى حفر الابار الارتوازية واليدوية للحصول على الماء، لكن تواصل تنامي عدد السكان وارتفاع منسوب النازحين الى المحافظة من المحافظات الاخرى ساهم في رفع عشوائية الحفر وتجاوز المعايير من حيث المسافة بين بير واخر الامر الذي زاد من استهلاك المخزون الشحيح بدل ترشيده ما تسبب في توليد عدد من النزاعات المسلحة في الارياف.
مناخيا تعيش المنطقة حالة امطار موسمية شحيحة الى جانب عدم وجود حاضنات مياه ملائمة الامر الذي يساهم في اهدار حصيلة مياه الامطار وعدم الاستفادة منها فوق الارض اوفي تعزيز المخزون الجوفي.
تدخلات
العام 2018 تدخلت منظمة البحث عن ارضية مشتركة بالتعاون مع مؤسسة الود التنموية لحل المشكلة، حيث تم الجلوس مع المستفيدين من المشروع وعمل حوارات مجتمعية لمناقشة المشكلة والخروج بعدد من الحلول المقترحة من قبل المجتمع.
تمثلت الحلول المعتمدة في تشكيل لجنة مؤقتة لادارة المشروع وتكليف محاسب قانوني من قبل مديرية المعافر ومحاسب من قبل مدير المشروع السابق، لدراسة مديونية المشروع، كما شكلت لجنة رقابة من المواطنين انفسهم على سير المشروع وطريقة عمله، ليبدأ المشروع معاودة الضخ والعمل من جديد.
في مدينة تعز ومع استمرار النزاعات المسلحة والحصار القائم على المدينة وسيطرة انصار الله على حقول المياه الاربعة الموجودة على الجانب الاخر من المدينة توقف ضخ المياه الى القسم الجنوبي من المدينة كجزء من حالة الحصار.
في المدينة يقول المهندس عبده علي نائب مدير مؤسسة المياه للشؤون الفنية: “كانت من اهم اسباب توقف المياه انعدام الديزل تماما، ما ادى الى توقف الابار تماماً ومع محاولات التعويض باستخدام الواح الطاقة الشمسية تبين انها لاتفي بالغرض حيث تعمل مدة 6 ساعات فقط خلال اليوم”.
ويضيف ” لاتوجد لدينا موازنة تشغيلية لتشغل الابار وصينتها لتلافي اية مشاكل “تمثلت محاولات البحث عن حلول في تقديم مطالب لعدد من المنظمات التي عملت بدورها على توفير منظومات طاقة شمسية نجحت في معالجة 5% من الاحتياج بسبب محدودية ساعات العمل بحسب المؤسسة.
ثمة تدخل اخر جاء من المجلس النرويجي الذي قام بتنفيذ ترميمات للآبار الموجودة في منطقة الضباب الحقل القديم لتغذية المدينة نتج عنه امكانية ضخ بمعدل 20 لتر في الثانية ما تساهم في اضافة نسبة 20٪من الاحتياج. بحسب ذات المهندس.
خلال عامين وبتكلفة تقدر بـ 10مليون دولار يتم العمل ايضا لحفر 9 ابار اضافية في الحقل القديم في حين تعمل المؤسسة ايضا على انشاء خزانات بدلا من التوزيع عبر الضخ المباشر، لكن الحلول تظل جزئية والحاجة للماء لا تنتظر.
مصادر المياه
المهندس وثيق الاغبري مدير الانتاج في مؤسسة المياه يوضح من جانبه بالقول:” تعاني مدينة تعز من انقطاع المياه منذ بداية الحرب العام 2015 في الوقت الذي كانت تعيش فيه شحة منذ التسعينات”.
تعتمد مدينة تعز على حقول اربعة ( الحقل الشرقي الحيمة حبير الحوبان ، الحقل الشمالي حوجلة وعامرة، والحقل الغربي حقل الضباب، والحقل الاسعافي وسط المدينة).
كانت تنتج الحقول الاربعة بين 15-18 الف متر مكعب يوميا، وهي كمية غير كافية نظرا لارتفاع عدد السكان التي تقدر حاجتها بـ 35الف لتر مكعب يوميا .
وبحسب الاغبري فإن الحقل المتبقي هو الحقل الواقع وسط المدينة فقط حاليا، وينتج نحو 2000متر مكعب يومياً ككمية اسعافية.
ويضيف “اجرينا دراسات خلال العام 2021 لتعزيز مصادر المياه داخل حوض المدينة وزدنا الطاقة الإنتاجية الى 4000 الف متر مكعب يوميا بدلا من 2000 ويجري الان حفر عشر آبار جديدة وسط المدينة.
المهندس رضوان عبدالملك مشرف في شركة انماء لحلول الطاقات والمقاولات، يفيد من جانبه “نعمل حاليا في ترميم وربط خمس ابار بدعم من المنظمة النرويجية ( عطية، النسيرية، الشجرة، الحسينية، الشجرة) وبدلا من الضخ المباشرنربطها جميعا بالخزان الرئيسي حتى يكون الضخ مركزيا”
وتقع مدينة تعز جنوب غربي ويبلغ سكانها 2٬229٬912وتعتمد على الأمطار الموسمية كمصدر رئيس للمياه، ويقوم ابناؤها في كثير من المناطق الريفية ببناء خزانات أرضية جوار المنازل لتخزين المياه واستخدامها في فصل الشتاء غير الماطر