المواطن/ كتابات ـ سام البحيري
لقد كثرت حالات الطلاق في المجتمع رغم كل الحب الذي كان يقال ويسمع به الناس هل يعني ذلك أن الحب الذي يعلن في مواقع التواصل، يكون أقل مصداقية في الواقع؟ أم أن استهلاك فترة ما قبل الزواج باللقاءات والحديث والسهر الطويل والفضفضة تستنفذ كل ماهو مدخر لما بعد الزواج؟
أو أن الكلام العذب من قبل الطرفين كان بغية للتملك فقط ليظهر بعد ذلك في مرحلة الزواج حقيقة البهرج الخداع والمنمق الذي افضى إلى الانفصال بينهما؟
هل كل قُبلة قبل الزواج تورث عقدة لما بعده لا يمكن فكها..!
لعله كذلك فتأخير القُبلات إلى ما بعد الزواج يعمل العكس، فكل قبلة واعتذار وصمت أمام ما يحدث من تصرفات تثير الحساسية بين الطرفين تعمل على فك عقدة من العقد حتى تنتهي بالتفاهم.
قبل الزواج ترسم كل الخطط والأهداف في خيال تام، فيبالغ الشاب كيف ستكون حياته ويخفي الجزء الذي تكرهه الأنثى أو لا تتقبله حتى إذا ما حصل الزواج بينهما، تتفاجئ أنه كان يكذب عليها ..!
فتقبل موضوع الكذب أخطر بكثير من توقع الحال والواقع كما هو عليه دون مسبقات الغش والتدليس،
وكذا الاحتيال الحاصل من الأنثى والتمظهر بأكثرٍ من مظهر وبجهد جهيد لتقنع حبيبها أنها المناسبة بكل المقاييس التي تتمتع بها المرأة الصالحة، حتى إذا ما تم الزواج بينهما وكل كلام العشق الذي لاينسى بتاتاً، إذا ما جاء يسقطه الزوج على الواقع وجده بعيداً كل البعد ومن هنا تبدأ محنة التنافر المتسلسل المبني على جذور هشة.
جميل أن يتزوج الرجل والمرأة عن حب، والأجمل بالحب هو العفة فالحب الأجمل والأنقى ما عفت سرائره.
نلاحظ أن علاقات الزواج قديماً وإن لم تك مبنية على الحب، وإن كان اختيار الأهل، وإن كانت عروسة جاهزة زفت إلى عريسها أنها أكثر عمراً ودواماً من العلاقات القادمة من رحم الوتس آب والاتصالات الساخنة في الثلث الأخير من الليل.
المساحة التي تفتحها الأنثى لرجل غريب، هي نفس المساحة التي يقل بها حجم الثقة عنده تماماً
وكلما كانت مساحة التحفظ والاحتراز كبيرة كلما كان حجم ثقة الرجل بها أكبر.
الأنثى التي تأتي سهلة كرسائل جمعة مباركة، تكون مملة للغاية وسريع التذمر منها..!!
عصية عن الملل تلك التي لها شفرات خاصة ورموز عسرة لا يمكن التعامل معها ببساطة، فوحدها من تكون الأكثر أماناً لنفسها ومهابة أمام الآخرين..!
الأنثى التي تقول ” مايهمني هو ثقتي بنفسي” ولا يهمني ما يقوله الناس عني، نقول لها: الثقة بالنفس في مجتمع يحكم على الأشياء من ظاهرها لا تغني ولا تسمن من جوع، فدعي الكل يثق بك ومن ثم كوني واثقة بنفسك.
وما الذي ستخسرينه إن كنت محل ثقة أمام الجميع ؟
والرجل المتلون وقد مسخت أخلاقه، لا يهم إن قال واثق بنفسي فالمعيار هو الأخلاق ولا يحكم على أخلاقه إلا المجتمع والعامة فما جدوى ثقتك بنفسك وكل المجتمع يراك فاقد للأخلاق..؟!
من الأشياء التي ادت للطلاق المبكر بحسب المعايير التي لاحظتها لأكثر من حالة فوجدت الفقر المستشري في البلاد جعل ولاة الأمور يزوجون كل من قدم عليهم، وإن لم يك أهلاً للزواج، وإن لم يك كفواً لإعالة وتحمل مسؤولية أسرة قوامها زوجة وأطفال، بينما يكون هو الآخر في ريعان طيشه وشبابه لا يدرك مامعنى تحمل أسرة وبمجرد أن تتكالب عليه الظروف تجده يتفلت من كل المسؤليات الملقاة على عاتقة، وأول ما يباشر به هو الانفصال عن زوجته لأسباب تافهة.
ينبغي أن لا يزوج الآباء بناتهم إلا للرجل المناسب فصفة “مطلقة” لفتاة لم تبلغ العشرين من عمرها معضلة وموجعة بحق الفتاة، صحيح أن لا ضير في صفة مطلقة ولا عيب في ذلك فالطلاق أحيانا يأتي رحمة للفتاة من حياة تتكبدها وزوجا لا ترغب به..!!
لكن من اوصلها إلى هذه الحالة في مثل هذا العمر؟
وعلى المجتمع أن يرتق قليلا في نظرته وتعامله مع الفتاة المطلقة، فليست كل مطلقة صانعة لقرار الطلاق، بل كانت صنيعة وقائع جعلتها تتحرر من عبودية الأهل والزواج حين قاموا بوأدها كنساء الجاهلية لمن لا ترغب به، وكان يغتصبها بورقة كُتب عليها “عقد نكاح” وبالأصل تلك الورقة لا تمثل إلا بيع وشراء لسلعة تعامل بها ولي الأمر “البائع” مع الزوج “المشتري” ليكون نتيجة هذه الصفقة تضحية بأنثى تحلم بحياة مستقرة.
الحديث حول هذا الموضوع يحتاج أكثر من وقتٍ لمناقشته واستطلاع للرآي العام لتغيير كل الأشياء التي تؤدي إلى والأشياء التي كانت سببا في..
من ناحية أخرى ونصحية للمرأة وقد اصبحت زوجة أن تحترم زوجها وتحترم قداسة أهلها، وأن بناء العلاقات مع الرجال وإن كانت على محمل الهزلية أو الجد أو ما شابه ذلك، أو التواصل الذي لا يتقبله الأهل ولا الزواج وتعلم أن هذه الأمور ستوصلها إلى سلب الاحترام والثقة من قبل الأهل إن كانت تمارسها خلسة وظهر ذلك، أو تمارسها علنية وتتجاوز الحد والسقف الذي يمنحه الأهل وأن هذا التصرف سيكون سسبباً للانفصال عن الزوج إن كان التواصل والحديث غير مسموحا لديه.
صحيح أن هناك مجتمعات وأصناف من الرجال يسمحون بهذا للفتيات ولا يشددون الخناق عليها، لكن يجب أن تكون الفتاة بحجم الثقة والأمانة التي منحت لها..!
وكذا الشاب في علاقتها مع كل الفتيات وقد منحته احداهن حب قلبها، ومع ذلك تكتشفه أنه لا يقدر هذه الأمانة، فحتما تصل الأمور إلى ما لايحمد عقباه وإلى انتزاع الثقة.
لقد كثرت حالات الطلاق في الآونة الأخيرة وينبغي أن يتنبه لها الجميع حتى لا يتكرر الخطأ ويعمل الجميع على معالجتها.
الحبيب الذي كان ولم يقدم على الزواج، واصبحتِ الآن متزوجة لا داعي للتواصل واستمرار العلاقة التي سيكون نهايتها الطلاق، بسبب خيانة العلاقة الزوجية، فخذلان الحبيب الذي لم يتقدم للزواج أو حال بينكم الأهل والقدر، لن يرمم جرح القلب والمشاعر اتصالا وتواصلا
فالهجر الجميل أولى من وضع الملح على جرح دميل.
الحبيبة التي لم تستطع أن تتزوجها لأي سبب من الأسباب، واصبحت الآن زوجة لرجل أخر
بشرف الرجولة والشوارب الممتدة دعها تهتم بتربية أطفالها، ولا ترجع توسوس إليها بحبك فكلنا ضعفاء أمام الحب، وإن كنت ممن يخلص في الحب ولاينوي الانتقام منها لأنها تزوجت، فدعها تتأقلم مع زوجها وأطفالها وسيجعل الله بينهم مودة ورحمة.
الأشياء التي يفتقرها الرجل ولا تجدها الزوجة، لن تعوضها مساءات الرسائل الوتسية، ولا المكالمات الهاتفية فما يمكث في القرب هو من ينفع، وأما الكلام وإن اختلفت أساليبه فسيذهب جفاء كالزبد تماما.
الليالي الطويلة التي تبحث عن أنثى لتشبع بها نزواتك الليلة، لا داعي لها فإن فعلت زوجتك ذلك فلن تستحملها ليلة واحدة..!!
فكيف تريدها أن تتحمل لك اذيتك، وأنت تريدها خالصة من دون أن تقع في الخطأ..؟؟!
الغربة والهجر للزوجة سبباً من أسباب الإهمال، فالزوجة تتحمل عسر الحال لكنها لا تتحمل العذاب والهجر والإهمال، فعلى المغترب أن يحدد فترة للاغتراب ويعود لأهل بيته، ويتقي الله في نفسه فالنقود لا تواسي القلب.
بالأخير
عن الحب وصدق العلاقات قع رجال ولا تعبث بقلب فتاة وتخبرها بالأخير أن والدتك من اختارت لك زوجة.
سام البحيري