المواطن/ كتابات ـ صبري عثمان
يحاول المجيدي في رده القاطع لاختزال نضالات الأبطال كحركة موس أو مشرط تحدد تفاصيل الرجولة، فكلما قاومت الشوارب واصبحت كثة كلما كان تأثيراتها ومهابتها أقوى في الصمود وتحريك الجموع الجماهيرية والشعبية، هكذا على الأقل يحاول صحفي مغمور بين الشوارب واللحى الكثة ان يتنقل عابثا في نصوص السرد الأدبي ومحاولة تحميلها انساق متصادمة لحالة الوعى الثقافي والسياسي لحالتنا اليمنية.
فذهب يستحضر في رده حالة الغياب أو الانقطاع الذي فُرض قسرا لا اختيارا على رموز عسكرية وإعلامية من ابطال الاشتراكي، وان كان يختزلها في شخصية هيثم قاسم طاهر وخالد سلمان، كرواد واعلام في استعادة كتلتنا الثورية التأريخية وبحسب ما يتاح لجهودهما التي أصبحت واقع خارج حدود العمليات التنظيمية منذ ائتلاف جماعة الشوارب واللحى الكثة وإعلان نفسها كحالة متصافحة مع الزمان الديمقراطي.
غير انه جرت مياة كثيرة، أظهرت ليس فقط حالة التغييب لا الغياب لرموز الحركة الوطنية كما يدعي المجيدي المنزوع الشوارب كي تسهل مهمته ضمن الادغال والحرجات الكثيفة الغموض أيضا والمتقمص لجماليات السرد.
في حين يقرر نفسه كحلاق لمساجين الرأي والكلمة الحره في مضمار النسق المتعالي والمتطاول ليس فقط على الرموز الدلالية لحركة الرفض والتي يصورها مجرد تعابير انشائية لخالد سلمان، هكذا يتصور المجيدي متدفئ بالإهتراء والاجتزاء لتاريخ الابطال.
كون حالة الاغتراب الثقافي المفارق للجغرافيا واعادة شحنها لتعود ليس اكثر من تصور قد ينتهزها صحفي في لحظة زمن ويحاول ان يعطي منها تبريرا هزليا يختزل حركة الزمن كحالة قابلة للقص واللصق وفقا لسرد مقالي تستعرض مقارنات الدخول والخرج، الظهور والغيبة على المشهد دون قدرة لامكانات السرد الصحفي الحر، كوقوف بين دلالات السرد رموزه واتساقه، كحالة تشفي او هرب من تكشفات تطال ربما المجيدي في لحظات تعريه امام مشاهد الحياة اليومية كملتبس وفي جريمة اغتيال الحمادي.
هذا على الأقل ما لا يدعو للغرابة عندما يحاول ازاحة قضية تغرق كل تفاصيلة وتجعل منه اضحوكة تحاول النطق والتبرير ولفت الأنظار على قضية حركة ثورية وطنية يستخف فيها جماهيره ومتابعيه، فيختزلها في شخصيات، فيخفي مساره ضمن كتله كانت عوامل موضوعية في واد دولة الوحده،
فيتحول هنا من حالة الجلاد، الموس الحالق للحقيقة المتنقل بين حالة الزهو والانتصار ضمن عصابة 7/7 الى حالة الضحية المحلوق، المقهور لما بعد فبراير، والسبب فقط هو حالة الفقد ليس فقط لحالة صحفي يغط نومه وبياته بين اللحى والشوارب الكثة المتلونة بياضها وسوادها وحناتها المشبعة بروائح مسك الالحاد والقبور عند البسطاء والمخدوعين، وبالطيب والحمامات الاسطنبولية المبخرة عند المجيدي، ليقيم رحلاته غير المغتربه عن الظاهرة الحميديه والزندانية واليدومية والعدينية، كونها تعيش الق كثاثتها المزمنة التي لايشق لها غبار في تشكل جذور الغربة والاغتراب لرموز الحركة الوطنية،
فعندما تجري مياة كثيرة ولم تطال ما كانت تحلم به بالاستفراد بالسلطة والثروة على كل ربوع الوطن، انتابتها لحظات صعبه بالفعل لعوامل الفقد لهذا الحلم المتجاوز لخصوصية يمن، ليستأسرها تغولها المهجوس بمنابت الشوارب واللحى الكثة الصانعة للدين والدنيا، وتهجير الاموال وغسلها عبر شبكات فوق وطنية،
فتصور في نهاية المطاف من ثورية الأبطال حركة مغتربة موظفة في يد من صنعت عداوتها، وبيد من يبادلها الاستحواذ والنهج،
فيكون المجيدي هنا دلوها الذاتي الغارف من رمال الماضي لطمر فعلت الحاظر،
على المجيدي المثول امام وجه العدالة أولا ثم يعتلي صهوة النص الادبي والسرد الثقافي والأيدولوجي اذا شاء.
دم الحمادي قضيتنا جميعا.