المواطن / وكالات
يتسلح أتالانتا الايطالي بقيادة مدربه جيان بييرو غاسبيريني بانطلاقته القوية في موسمه الاول في دوري أبطال أوروبا ببلوغه الادوار الاقصائية ونتائجة المميزة في الدوري المحلي، وذلك عندما يستضيف فالنسيا الاسباني في ذهاب الدور ثمن النهائي الأربعاء.
يستقبل نادي مدينة برغامو الشمالية الواقعة في جبال الألب، منافسه الاسباني على ملعب سان سيرو في مدينة ميلانو الذي يتسع لنحو ثمانين ألف شخص، أي ما يقارب أربعة أضعاف سعة ملعبه. وتفصل نحو 55 كلم بين المدينتين الواقعتين في مقاطعة لومبارديا.
يعيش أتالانتا الحلم في المسابقة القارية الأهم بعدما حل ثالثا في الدوري الإيطالي الموسم الماضي، وبلغ الأدوار الاقصائية من المشاركة الأولى.
وقال غاسبيريني “هذه هي المباراة التي انتظرناها منذ أشهر. أن نكون قادرين على اللعب أمام عدد كبير من جماهيرنا على ملعب مثل سان سيرو، إنه إنجاز جميل انتظرناه منذ فترة طويلة”.
وتابع المدرب البالغ 62 عاما “دوري الأبطال هو حلم سنحاول أن نحمله معنا الى أبعد مدى. مدينة برغامو بأكملها ستسافر الى ميلانو
بلغ أتالانتا ثمن النهائي رغم خسارته ثلاث مباريات في مجموعته الثالثة، بدءا من المواجهة الافتتاحية أمام دينامو زغرب الكرواتي برباعية نظيفة، وبعده شاختار دانيتسك الأوكراني 2-1 ومانشستر سيتي 1-5 في انكلترا.
الا ان تعادلا 1-1 امام سيتي في الجولة الرابعة في سان سيرو، أحيا آمال الفريق الملقب بـ “لا ديا” (“الإلهة”)، أتبعه بانتصارين ليحل وصيفا لسيتي ويبلغ الأدوار الاقصائية.
ويدخل مواجهة الأربعاء بعد فوز بنتيجة 2-1 أمام ضيفه روما السبت في المرحلة الرابعة والعشرين من الدوري، ما عزز مركزه الرابع بفارق ست نقاط أمام قطب العاصمة.
وقال الكرواتي ماريو باشاليتش الذي سجل هدف الفوز بعد 19 ثانية من نزوله الى أرض الملعب “أعطانا هذا الفوز الثقة للمباريات المقبلة. لقد كانت مواجهة مهمة جدا للفوز بها”.
وتعتبر النتائج التي يحققها أتالانتا إنجازا مهما لنادٍ يتمتع بميزانية متواضعة مقارنة بكبار إيطاليا مثل يوفنتوس وانتر وميلان، ويعود الفضل في ذلك لغاسبيريني الذي وصل الى برغامو في صيف 2016 قادما من جنوى.
أشرف غاسبيريني سابقا على كروتوني، باليرمو وانتر ميلان لفترة لم تتخط ثلاثة أشهر بعدما فشل في تحقيق أي فوز في المباريات الخمس الأولى في “سيري أ” عام 2011.
– “فترة استثنائية” –
سقط النادي الذي أنشئ منذ 113 عاما على يد مجموعة من تلامذة مدرسة محلية أطلقوا عليه اسم أتالانتا تيمنا بصيادة في الأساطير اليونانية، الى الدرجة الثانية في أعوام 2003، 2005 و2010.
قاده غاسبيريني الى المركز الرابع في موسمه الأول وبلغ معه الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” (حينها كان يحق للدوري الايطالي بثلاثة مقاعد بدلا من أربعة في دوري الأبطال). أنهى الموسم الماضي في المركز الثالث بقيادة لاعبه الكولومبي دوفان زاباتا الذي سجل 23 هدفا في الدوري، ليقود الفريق الى منافسات دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه.
وقال غاسبيريني “أعتقد أن هناك سلسلة من العوامل التي سنحت لهذا الفريق الآن بمطاردة الحلم. نلعب على مستوى عالٍ جيدا منذ ثلاثة أو أربعة أعوام. إنها فترة استثنائية لأتالانتا”.
يتمتع الفريق بالسجل التهديفي الأفضل هذا الموسم في الدوري برصيد 63 هدفا، أي أكثر من زملاء البرتغالي كريستيانو رونالدو في يوفنتوس المتصدر بـ17 هدفا، وثمانية أهداف أكثر من لاتسيو الثاني صاحب ثاني أفضل سجل.
لم يتأثر أتالانتا بغياب زاباتا هذا الموسم بعدما أبعدته الاصابة لثلاثة أشهر، على إثر تسجيله ستة أهداف في المباريات الست الأولى.
واعتبر غاسبيريني “أعطانا ذلك الفرصة لاختبار حلول أخرى ولم يمنح دفاع الخصم الكثير من المعولمات (عن هجومنا)” حيث عول في ظل غياب زاباتا في خط المقدمة على كل من باشاليتش والأوكراني روسلان مالينوفسكي والكولومبي لويس مورييل، الى جانب السلوفيني جوزيب إيليتشيتش، رابع هدافي الدوري هذا الموسم برصيد 14 هدفا.
وتخطى الأخير أفضل سجل له في “سيري أ” سابقا، مسجلا 14 هدفا في 20 مباراة، بما فيها “هاتريك” وثنائيتان، فيما سجل مورييل 12.
ورغم أن شباك فريقه تلقت 32 هدفا في 24 مباراة في الدوري، الا ان غاسبيريني يرى الضعف في الدفاع بمثابة حافز، موضحا “عندما نكون متأخرين بالنتيجة، نلعب بطريقة أفضل لأننا نزيل كل ما يكبح جماحنا”
وسيأمل الفريق الايطالي أن يزيد من آلام خصومه مرة أخرى، إذ رأى الاسباني جوسيب غوارديولا مدرب سيتي عقب التعادل 1-1 في سان سيرو ان “مواجهة أتالانتا تشبه زيارة طبيب الأسنان: صعبة جدا جدا”.