المواطن / الشرق الأوسط
دفعت ميليشيات الحوثي الانقلابية بتعزيزات عسكرية جديدة نحو مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة (غرب)، في الوقت الذي تواصل فيه التصعيد من انتهاكاتها وعملياتها العسكرية في مختلف مناطق ومديريات المحافظة الساحلية، وسجلت السلطات المحلية إصابة مواطن برصاص ميليشيات الانقلاب في قرية السقف بمنطقة الجبلية في مديرية التحيتا، جنوب الحديدة، في الوقت الذي تجددت فيه معارك البيضاء ونهم، وإعلان الجيش الوطني عثور الفرق الهندسية التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة، الخميس، على لغم بحري حراري زرعته ميليشيا الحوثي، في مياه البحر الأحمر، بمحافظة الحديدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تجددت فيه المعارك بمديرية نهم، شرق صنعاء، التي تركزت في جبهات الميمنة والميسرة بالمديرية ذاتها، عقب هجوم شنته قوات الجيش على مواقع الانقلابيين وتدمير مدفعية الجيش تعزيزات لميليشيات الحوثي في المداوير وغرب مفرق قطبين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية، وفقاً لما أكده مصدر عسكري رسمي، وذلك بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين الجيش والانقلابيين في جبهة الملاجم، شرق البيضاء، بوسط اليمن، وذلك عقب تصدي قوات الجيش لهجوم الانقلابيين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.
وقال مصدر طبي، نقل عنه المركز الإعلامي لقوات العمالقة الحكومية، إن «ميليشيات الحوثي أطلقت النار على المواطنين بشكل مباشر في منطقة السقف بمديرية التحيتا، جنوب الحديدة، وأصابت مواطناً يدعى داود سليمان الأحدب البالغ من العمر 55 عاماً إصابة بليغة في اليد اليمنى أثناء وجوده بالقرب من قاربه». وأضاف أنه «تم إسعاف المواطن المصاب إلى المستشفى الميداني في مديرية الخوخة لتلقي الإسعافات الأولية ليتم تحويله إلى مستشفى أطباء بلا حدود في المخا لاستكمال العلاج».
وأكدت «العمالقة» أن «ميليشيات الحوثي ذراع إيران في اليمن، حشدت مسلحيها نحو مناطق شرق مديرية الدريهمي، دفعت بمئات المسلحين الحوثيين مدججين بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، واستهدفت مواقع القوات المشتركة شرق المديرية، مستخدمة الأسلحة الرشاشة المتوسطة عيار 14.5 وسلاح الدوشكا عيار 12.7 بشكل مكثف، علاوة على قيام مسلحي الميليشيات بعمليات قنص متقطعة استهدفت المواقع».
واستهدفت ميليشيات الحوثي، الجمعة، منازل المواطنين جنوب مركز مدينة التحيتا، بقذائف الهاون وبشكل هستيري، وفقاً لما أكدته مصادر محلية قالت إن «قذائف مدفعية الهاون الثقيل التي أطلقتها الميليشيات سقطت على منزل أحد المواطنين، وألحقت به أضراراً بالغة»، وإن «حالة من الخوف والرعب سادت الأهالي في المنزل وسكان الحي جراء القصف الهمجي الذي شنته الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران».
يأتي ذلك في ظل اتهامات للأمم المتحدة إزاء الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي، وفقاً لـ«العمالقة»، التي قالت إنه «شجع الميليشيات على التمادي وارتكاب مزيد منها بقصف واستهداف الأحياء السكنية في التحيتا جنوب الحديدة بالساحل الغربي لليمن».
وكان المركز الإعلامي لقوات العمالقة، نشر، قبل يومين، فيديو يوضح فيه استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية وخروقاتها وتصعيدها العسكري في الحديدة، حيث أظهر الفيديو «قيام ميليشيات الحوثي باستحداث وحفر الأنفاق والخنادق في منطقة كيلو 16، المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة، في المناطق الواقعة تحت مراقبة نقاط الارتباط التي تشرف عليها للجنة الرقابة الأممية، حيث قامت الميليشيات بحفر أنفاق امتدت لمسافات طويلة داخل مزارع المواطنين، وصولاً إلى المنازل والمؤسسات العامة والخاصة وفي الطرقات الرئيسية وبمحاذاتها، وعدد من الخنادق واستحداث متارس جديدة تمركزت فيها».
وأكدت «العمالقة» أن «ميليشيات الحوثي رفعت من وتيرة تصعيدها الخطير في المناطق التي تقع تحت مراقبة نقاط الارتباط بأطراف مدينة محافظة الحديدة، ضاربة بكل المعاهدات والاتفاقيات عرض الحائط، وفي سعي منها للقضاء على عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الحديدة».
وفي السياق، عثرت الفرق الهندسية التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة، الخميس، على لغم بحري حراري زرعته ميليشيا الحوثي المتمردة، في مياه البحر الأحمر، بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، حيث تواصل الميليشيات الانقلابية انتهاكاتها وتصعيدها في مختلف مناطق ومديريات المحافظة الساحلية، علاوة على استحداثهم أنفاقاً وخنادق في المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة، وصولاً إلى منازل المواطنين، في الوقت الذي ضبط فيه مكتب الجمارك بمحافظة الجوف (شمال) الخميس، شاحنتين على متنهما وقود طائرات مسيّرة كانتا في طريقهما إلى ميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران.
ومن جانبه، أكد قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن يحيى صلاح، أن «القوات المسلحة أصبحت أكثر قدرة على استكمال معركة التحرير وإنهاء التمرد الحوثي على الدولة واستعادة كل شبر في البلاد». وقال، وفقاً لما نقل عنه موقع الجيش، إن «الوحدات والتشكيلات العسكرية في المنطقة محافظة على جميع مواقعها التي تنتشر فيها وتتصدى لكل محاولات العدو (الميليشيا الحوثية) في التقدم أو إحداث ثغرات، إضافة إلى أنهم يتحلون بمعنويات عالية ويؤمنون بقدراتهم وعدالة قضيتهم».
وذكر أن «المنطقة الخامسة سيطرت على مساحة كبيرة من الأرض تجاوزت من ميدي (شرق) إلى حرض بحدود 30 كيلومتراً، حتى تخوم مدينة حرض بمحافظة حجة (شمال غرب)، كما سيطرت على مديرية حيران بالكامل (شمال)، ووصلت إلى مثلث عاهم، واستطاعت أن تشل من قدرات العدو في الدفاع والهجوم، مستعيدة عدداً من الدبابات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة من يد الميليشيا التي نهبتها من مخازن الجيش».
إلى ذلك، كشف موقع الجيش ارتكاب ميليشيات الانقلاب في محافظة ذمار، المعقل الثاني للميليشيات الحوثية بعد صعدة، 4685 جريمة وانتهاكاً، خلال عامي 2018 و2019، شملت القتل والإصابة والإعدام الميداني والاغتيالات، فضلاً عن الاختطافات والإخفاء القسري، وحالات التعذيب في السجون والمعتقلات، والنزوح والتهجير القسري، وتجنيد الأطفال والزج بهم في الجبهات الأمامية، إضافة إلى رصد الجرائم والانتهاكات بحق الممتلكات الخاصة والعامة من تفجير وإحراق ومداهمة ونهب لمنازل المواطنين وممتلكاتهم والمنشآت والمرافق العامة، كما وثقت الصحيفة بعضاً من شهادات الضحايا أو أقاربهم، وبأسماء مستعارة خوفاً على سلامتهم وسلامة أقاربهم.