المواطن / متابعات
وقائع مدوية وصادمة في شهادة مفصلة، عقب إهانة واحتجاز مراقبين أمميين قبل طردهم من مطار صنعاء، وحول ما يحدث في بعثة الحديدة، وبصدد شهادة وإفادة عملية تطيح ببقية مصداقية أممية وتدين التحركات كافة باتجاه الحديدة وموانئها بالتآمر مع سبق الإصرار، دولياً وأممياً وتواطؤ جميع المنخرطين في الأجندة النافذة.
وكشفت مسئولة الاتصال بالبعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) تفاصيل واقعة امتهان وحجز وطرد مراقبين، من قبل المليشيات الحوثية، ومنعهم من دخول اليمن وإعادتهم من مطار صنعاء إلى الأردن.
كما سلطت الضوء على ظروف عمل وتواجد بعثة الحديدة على ظهر سفينة، كرهائن في قبضة إجراءات حصار واحتجاز حقيقي، ومصادرة أدوات وأجهزة حساسة وبيانات عمل وتقارير المراقبين.
وكشفت مسئولة الاتصال قيام مليشيا الحوثي بنهب معدات البعثة الأممية بعلم المبعوث الأممي مارتن غريفيث ورئيس البعثة الجنرال أبهيجيت جوها، وسط صمت وتضليل مطبق.
تزامناً، طلبت حكومتا السويد وسويسرا، سحب رعاياهما الأمميين الموجودين في صنعاء وعلى متن السفينة وفي الحديدة، نظراً للتهديدات والمضايقات التي يتعرضون لها من قبل مليشيا الحوثي، وتحميل الحوثيين مسؤولية سلامتهم، وفقاً لمتحدث.
واحتجزت المليشيات مراقبين دوليين في مطار صنعاء، ومنعتهم من الدخول، وأخضعتهم لمعاملة قاسية وظروف امتهان وإهانات، وصادرت أمتعتهم الخاصة والأجهزة الاتصالية، قبل أن تجبرهم على العودة بنفس الطائرة الأممية إلى العاصمة الأردنية، تحت التهديد بعواقب وخيمة حال العودة إلى اليمن، مرة أخرى.
ويتستر المبعوث الأممي ورئيس بعثة الحديدة، والأمم المتحدة، على الانتهاكات الخطيرة والممارسات الحوثية غير المسبوقة في حق البعثات الدولية، وهو ما ضاعف الشكوك وعززها بالشواهد حول طبيعة وخلفيات وأجندة عمل المهمة الدولية ونزاهة الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة.
إجراء- استدعاء رعايا
وأكد المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، وضاح الدبيش، الأربعاء، طلب الحكومتين السويدية والسويسرية من رعاياها العاملين في المنظمات الدولية، وكذلك المتواجدين ضمن فريق لجنة المراقبة الأممي على تنفيذ بنود اتفاق استكهولم في محافظة الحديدة، إلى مغادرة اليمن.
وقال، إن عدد الدبلوماسيين العاملين ضمن فريق الأمم المتحدة، ويحملون الجنسيتين السويدية والسويسرية يبلغ 20 شخصاً، وقد طلب منهم جميعاً مغادرة البلاد.
وبحسب الدبيش، فإنه سيتم خلال اليومين المقبلين ترتيب طائرة خاصة من شأنها إعادة الدبلوماسيين السويديين والسويسريين إلى بلدانهم.
وقال وضاح الدبيش، يوم الأربعاء، إن مسئولة الاتصال “كشفت عن حقائق يوميات الرهائن الأمميين، الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية، وسط صمت وتضليل المبعوث الأممي، عقب احتحاز ونهب وطرد وإذلال وإهانة سلطات مليشيا الحوثي في مطار صنعاء، لمسؤولة الاتصالات في البعثة الدولية لدعم اتفاقية الحديدة (أونمها)، مع اثنين من موظفي الأمم المتحدة، وتوقيفهم مدة ست ساعات، وإعادتهم إلى الأردن، ومصادرة أمتعتهم الخاصة وأجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية للبعثة”.
وقال، ما اطلعنا عليه “في رسالة مطولة من مسئولة الاتصال، والتي كانت تجمعها علاقة طيبة مع ضباط الارتباط الأقدم على متن السفينة الأممية، كانت مفاجأة وصادمة لنا، أن يصل وضع البعثة الأممية للمراقبة وإعادة الانتشار، إلى درجة لم تحدث طيلة تاريخها ومنذ تأسيس الأمم المتحدة”.
شهادة- حدث في مطار صنعاء
وأفشت مسؤولة الاتصال: بعد التأكد ومطابقة صورتها واسمها بنسخة الكشف الذي كان بحوزة أحد عناصر مليشيا الحوثي، أوقفها لأكثر من ساعة مع اثنين من زملائها، وأبلغ شخصاً آخر، بطلب إبلاغ الطائرة بالانتظار، وبعد ذلك جاء مشرف مليشيا الحوثي في المطار، التف حوله ومعه مجموعة من العناصر الحوثيين، مدججين بالأسلحة، وبطريقة همجية قام عنصر منهم بسحبها وجرها، وشتمها، وقال لها المشرف: أنتي خطر يهددنا، ولن ينفعك أحد. وأخذ حقيبتها النسائية الخاصة، وبعد تفتيشها أعادوا لها الحقيبة فارغة، بعد أن أفرغوا منها النقود تقدر بحوالى 800 دولار، ومفكرة وساعة، وأقلام ومواد تجميل نسائية بسيطة ورخصة قيادة”.
وفي صالة المطار انتظرت فيما زميلاها بعيدان عنها، حيث منعوهما من الجلوس معها، ثم “قامت بإجراء اتصال من هاتف الثريا بالجنرال الهندي أبهيجيت جوها، وأبلغته بالحادثة، رد عليها: لا أستطيع عمل أي شيء، عليك أن تتماشي معهم والانصياع لما يطلب منك من قبلهم، فهؤلاء لا أحد يحكمهم”.