المواطن/ كتابات ـ عيبان محمد السامعي
إثر صعود الفاشست إلى سدة الحكم في إيطاليا عام 1922م، دشن (موسوليني) زعيم الحزب الفاشستي عهده بحظر الأحزاب السياسية، ومنع الصحف من الصدور، والقيام بحملة اعتقالات واسعة للسياسيين وقادة الرأي العام، وأحكم السيطرة على المؤسسات الثقافية والتعليمية، بلون واحد فقط.
امتلأت ساحات وميادين إيطاليا بصور وتماثيل موسوليني وتحول معها إلى زعيم فوق النقد والقانون كـ(نصف إله)! وأقيمت – حينها – محاكمات صورية لمئات من زعماء الأحزاب والحركات السياسية والاجتماعية الإيطالية، ومن أشهر أولئك الذين حوكموا وأكثرهم تأثيرا: المفكر الثوري (أنطونيو غرامشي).
ففي جلسة محاكمته الصورية، صرخ القاضي: ينبغي أن يجمد هذا العقل لعشرين سنة قادمة!.. كانت هذه العبارة المدوية تعبيرا عن حجم الضغينة التي تكنها الفاشية لغرامشي، نظرا لدوره الخلاق في مناهضة الفاشية، وقد دعا إلى بناء كتلة تاريخية من مختلف الأحزاب والحركات السياسية والنقابات لمواجهة النظام الفاشي.
سنجد في الظروف التي حكمت إيطاليا قبل 95 عاماً تشابهاً كبيراً مع الظروف القائمة في اليمن منذ انقلاب 21 سبتمبر 2014م.
فكم عدد الصحف التي أغلقت؟؟ والمواقع الاخبارية الالكترونية التي حُجبت وحُظرت؟؟ وكم عدد المعتقلين من الصحفيين والمثقفين وكُتّاب الرأي؟؟
وكيف اقيمت محاكمات صورية لهؤلاء المعتقلين والمختطفين.. وما تعرضوا له من تعذيب واخفاء قسري؟؟؟
ثم.. كيف عملت الحركة الحوثية على السيطرة على المؤسسات التعليمية.. ونشر ثقافتها الطائفية المأزومة في أوساط النشء وتلاميذ المدارس.. ؟؟
وكيف عمدت الحركة الحوثية على السيطرة على المجال العام وإلغاء الحياة السياسية وممارسة القمع وفرض سلطتها الأحادية الشمولية بالحديد والنار..؟؟
وكيف قامت بإغراق المدن والمناطق التي ترزح تحت سيطرتها الغاشمة الغشومة بلونها وبشعاراتها الظلامية الكالحة.. وكيف شيدّت مقابر للموتى ولضحايا التاريخ.. وكيف حوّلت الموت كقيمة اعتبارية تتباهى بها في مقابل الحط من قيمة الحياة وإزدرائها..؟؟