المواطن/ كتابات ـ محمد عبدالإله
لا يزال الوضع في #جنوب اليمن مستقراً بهشاشة، رغم إتفاق مسؤولين إماراتيين، وسعوديين بأن لا تتدحرج الأمور هناك نحو مواجهة أكثر خطورة.
لكن مالم يتوقعه المسؤولون الإماراتيون قبل غيرهم قد حصل منذ سيطرة القوات الحكومية على محافظتي شبوة، وأبين، وصولاً إلى مشارف مدينة عدن، إلى أن هددت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بحرب لا هوادة فيها، وأبدت استعدادها الجدي للمواجهة.
تتهم قوات المجلس الانتقالي مسلحين قبليين، منضويين تحت الشرعية بمحاولة تكرار حرب صيف 94 ضد الجنوب، والشرعية تنفي ذلك، وتقول إن ردها جا بعد الهجوم الذي تعرضت له قواتها منتصف الشهر الماضي، وتتعهد باستعادة جميع المعسكرات التي تطردت منها.
ثم تصعد السعودية من مواقفها، وتصف ماحدث في عدن انقلاباً، وتتعهد بموصلة دعم الشرعية ضد المقاومة، والأحزمة الجنوبية، وليس سياق تهدئة، رغم تأكيد الجميع أنهم لا يريدون حرًبا.
ماذا إن نفدت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، تهديداتها بالرد، خصوصاً بعد انسحابها من قصر “معاشيق” وتقديمها جل المبررات الدبلوماسية الممكنة، وأكدت إنها مع شرعية هادي، وإنها تحارب مجاميع غير شرعية المتسترين داخل الشرعية. عبر تأكيدها ببيانات أنها سوف تحرر جميع المحافظات الجنوبية منها.
تبدو الإمارات متمايزةً بوضوح على المسارين السياسي والعسكري بدعم قوات المجلس الانتقالي، وتبدو السعودية أكثر وضوحاً في دعم القوات الحكومية. وتدخل قطر بدورها على خلفية الأزمة بين أبو ظبي ـ والرياض.
قطر إذن، تقترب من الرواية السعودية لإدارة هذه الأزمة في جنوب اليمن.
منذ بدء الأزمة الأخيرة يدفع قرارالمجلس الانتقالي إلى الصمود في وجه تداعيات الهجمة في مكانه، وإنهم قرروا أيضاً الرد على أي خطوة وصفوها بـ” الاستفزازية” ضدهم.
يهتز جنوب اليمن شيئاً فشيئاً تهياً من مشهد مقبل خطر، يعيد إلى الآذهان شياً من حرب تسعنيات القرن الماضي.
مشهد يتجاوز حافة الهاوية، ويتجاوز تضارب الروايات حول حدثً ما، تتجاوز ذلك، إلى اشتباك محتمل إذا نفذت السعودية وقطر تصوراتهما في عدن.