المواطن/ ادب- روزا الخامري
في رسالة مؤثرة رثت الدكتور روزا جعفر الخامري استاذة القانون في جامعة عدن زوجها الصحفي والدبلوماسي اسكندر شاهر بمناسبة مرور اربعين يوما”
وفيما يلي نص الرسالة :
ايها الغالي البهي … الجميل الراقي جميل المعشر حسن الخلق انيق الكلمة والمعنى عطر الروح والجسد كريم الطبع غني النفس .. ابو التوليب ..
الوداع لا يكون الا لمن يعشق بعينيه اما من يحب بروحه وقلبه فليس هناك انفصال ابدا .. انت مني وانا منك يا حبيبنا الغالي نراك في كل شيء في انفسنا والاشياء من حولنا . .. انت الحاضر فينا ونحن الغائبين فيك واليك … مهما غابت الاجساد فهناك يوم التلاق .. جمعنا الله بك وارضاك وارضانا فالله رحيم بعبادة وسيرحمنا بمحبتنا له وهو الذي يعلم سر القلوب ونجواها فان ضاقت بلقائنا وسع الدنيا وشات الاقدار …ارتضينا ورضينا وما الموت الا انعتاق الارواح منا الى باريها…فاللهم صبرنا واعنا على حسن عبادتك كما تحب وترضا .
منذ التقيتك .. ادركت انك انت لم تكن قط شخص عادي يا مليكي كنت استثنائي بكل المقاييس بالأخلاق والثقافة والعلم والمعرفة بالتعامل كنت مثال البساطة والتسامح ورقي الاخلاق وبين انفة وعزة النفس الأخلاق كان كل شيء فيك باصله بحقيقته لا تزييف ولاتجمل في صفاتك … عاشق للصدق والصادقين والصدقيين.
أما الروح فكانت دائمة عاشقة روحانية تسافر إلى الله و تبحر ..كنت دائما القول انا ولي من اولياء الله الصالحين ومابيني وبين ربي لا يعلمه الا هو .. ” أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه ، فالحب ديني وايماني ”
ابن عربي الجملة التي تكررها دائما … ياكاتب عن وحدة الوجود وكنت تراه بقلبك النقي.. وكنت دائما القول ان عمرك قصير .. كنت تعرف وكنا نجهل واقع الحياة .
اسكندر يا نور القلب وضياه انت من صنعت لنفسك رواسي وأرسيتها في مشوار حياتك المؤلم والمتعب وكافحت بقوة للبقاء اجترحت الطريق وكنت كبيرا رغم صغر سنك مع الكبار ناضج بكبر التجربة وعمقها ومهموم بوجع وطن ومحاصر بقيود الجهل وضيق الافق والمصالح وانانية وتملك من يعتقدون أن الوطن لهم وحدهم وليس للشعب أجمعين ..كنت ترى الحق بين ولا تحيد عنه مهما كانت النتائج تتحمل العواقب لا تتراجع في المبادىء جسور في طرحك ثاقب الرؤية شديد الحماسة لقضايا وطنك كنت صرخة وكلمة حق موجعة يخافك الظالمون ويهابك الخائفون والمزيفون والخائنون.
نقشت اسمك واجترحته ورسمته علما عاليا .. مواقفك ثابته رغم كل العروض والتهديد والوعيد … قلمك حر من ذاتك وايمانك فكرك نقي شديد الاحساس مفعم بصدق الإخلاص والخلاص من الظلم والعبث بمقدرات الوطن وابنائه .. ولأنك مهموم بأوضاع وطنك بدأت بصحيفة الخطير وانت في سوريا( 1998 _ 1999م) من صحيفة ساخرة تنتقد الأوضاع أردت خلق وعي بالتغيير .
وفتحت هجمات شرسه في مقالاتك وتخطيت الخطوط الحمراء في مقالاتك حوربت في لقمة عيشك ليطلبوا إقالتك من وظيفتك في مركز الرئيس أبوجمال كمستشار إعلامي وثقافي في المركز العربي للدراسات الاستراتيجية سوريا دمشق ( 2007 _2009 م ) وحور بت وانت العاشق لسوريا وترابها.. في وشاية رخيصة وانتقلت في مشوار حياتك مكرها على اللجوء إلى أمريكا لكنك لم تهدأ بالا ولا دقيقة عن قضية وطن انت مؤمن به وبحريته وكرامته وعزته وظل سعيك للتغيير حافزا أنشأت بعدها حركة خلاص مع بعض الاصدقاء, وكنت ساعيا مؤمنا بالخلاص ولأجل الخلاص .
كنت الناطق الرسمي للحركة وأنشأت موقع المرصاد وكنت لهم بالمرصاد من المهجر تزلزل كلماتك ومقالاتك ويسمعك الكثيرين ويتأثرون بك ويؤيدون فكرك تدق أبوابهم بكلماتك… مقالاتك باسمك وأسماء مستعارة وعمودك في صحيفة اليقين…. كان عن يقين اليمن .. وجاء الربيع العربي وكنت متحمسا للثورة متفائل بالتغيير ومساراته مؤمنا بشباب الثورة وعزيمة ابناء اليمن ..
تحمل هم وطن غيبتك عنه المسافات المطردة وقد خلقت في طريقها امهات الفتن واغلقت بنات الافكار … الفتن التي تجددت ولم تنته..
ياعاشق حرية الاوطان وحرية الكلمة .. كنت تجترح طريقك وحدك بايمانك وفكرك وقلمك متميزآ انت بوجدانك ومبادئك وحسك .
لديك ملكة إبداع وأسلوب رشيق ودقيق وطريقة اختزال في توصيف الوقائع وشديد الحرص في عملك تملك نزاهة الصحفي المهني ودقة معلم اللغة والنحو . .. كتاباتك تترجم إبداع فكرك وتألق روحك، لا يمل منها القارىء ولا المستمع تقلق وتؤرق من يخاف الحق والتغيير .. .كان لكتاب (مسألة الأقليات وسبل تخفيف التوترات الدينية في الشرق ا لا وسط ) الصادر بدمشق 20009م في طبعته الأولى والطبعة الثانية في 2010م استشرافا لحروب المنطقة لما لها من انعكاسات خطيرة على الجانب السياسي والاجتماعي وما يعكسه في حالة عدم احتوائهم واستيعابهم من كوارث على المجتمع ومنطقة الشرق الأوسط . وبداية ناقوس الخطر لحروب المنطقة دليل على عمق وشدة الازمة واستشرافها دليل على حنكة ومقدرة واستيعاب متيقض ومقدرة عالية لقدرات شاب في بداية حياته العملية .
يا عاشق السلم والسلام
ومحب التبسم تتوجع على وطن وابنائه الهموم والانين والمأسي الصارخة والصامته تتكدر دوما من الحروب الدائرة ..يحذوك الحلم ككل اليمنيين بارض ووطن أمن .
كنت موقنا بالتغيير وانت تكتب في صحيفة اليقين ولذا كان كتابك تحت الطبع (ظنون مضنية ،، ملامح من يقين اليمن ) .
أما في عملك كمستشار إعلامي في سفارة اليمن بتونس فقد كنت مشرفا بكل انجازاتك ونشاطاتك وتمثيلك وحضورك لما يخدم مواقف الوطن وبسعيك بتغيير الرأي العام في بلد الاعتماد لما يخدم توجهات الحكومة الشرعية ومواقفها …
رحمة الله تغشاك يا حبيبنا واسكنك الجنة ومقام الشهداء والصديقين .
وانت كنت مثال لكل جميل في الحياة جميل بصبرك واحتمال المك جميل في حياتك مليئ بالعطاء والخير والحب لكل الناس كنت شديد الوفاء للاصدقاء صاحب كلمة وعزيمة ..قد لا تعبر عن مكنونك لهم لكنك المحب والوفي دوما .كنت ممتلئ بالعلم والمعرفة واثق من نفسك وقدراتك جميل الروح فعلا .. اختارك الله وفجعنا جميعا .. والكلام لا يفيك حقك ولا مقامك ياغالي والعبارات تخوننا والقلم يخجل امام اسلوبك وكتاباتك والصمت ابلغ من الكلام في كثير من العبارات فاعذرنا ان قصرنا بحقك فليس لدينا قلمك وملكتك .
وحسبنا انا عشنا معك اجمل واروع الايام واللحظات رغم قصرها لكنها حياة كاملة نستقي منها ونستلهم ونكمل بها مشوار العمر حتى نلقاك