المواطن/ كتابات – فهمي محمد
للعلم فإني اتعجب هنا بملىء تفكيري ولا اتساءل عن ما يجري في تعز الحالمة ، كما أن تعجبي هذا يحمل الكثير من الشفقة والحزن على حال هؤلاء المواطنين البسطاء الذين أصبحوا يعيشون رهن المحبسيين داخل هذه المدينة الثائرة بالفطرة وبالمجاز احيان كثيرة .
الأول هو محبس الحصار المتخشب منذو اربع سنوات على اسوار المدينة والقادم بكل سماجته من خلف التاريخ والحضارة الانسانية بكل القيم العصبوية والنرجسية المتعالية على يد هؤلائك الماضويون في حاضرنا والقابعون على تخوم المدينة بكثير من التحدي المخزي لأسطورة الجيش الوطني ، والثاني هو محبس الفشل السياسي والإداري والأمني والخدماتي الذي اخشا أن يتحول بفعل الصراع السياسي ، وبتقديس الخطيئة والأخطاء إلى حالة مزمنة ومقبولة في واقعنا السياسي والمؤسساتي ( الذي مازال محتاج الف ثورة وثورة ) بل وملازمة لهؤلاء الذين يدعون أنهم يتقاطعون بالمطلق مع اولائك الماضويون في حاضرنا ، مع ان هذه القطيعة تكذب حالها وتسقط حين يتم مواجهة الكلمة الناقدة للأخطاء بغضب شديد وبتهمة تضع صاحبها في خانة هذا أو ذاك ، بمعنى آخر اذلم تكن معي فأنت ضدي بل ضد الدولة والجيش في تعز !!! .
فوق هذا وذاك نجد أنفسنا نحن الموطنيين البسطاء في هذه المدينه ضحايا وعاجزين عن فهم ما يدور من حولنا ، والسبب في ذلك أن الفعل السياسي لهؤلاء القادة السياسيين غالباً ما يعمل على تمزيق الصورة في ذهننا اعلاميا وسياسيا بشيء من المعقول واللامعقول ، وبأدوات مقبولة وغير مقبولة أخلاقية وغير أخلاقية ثم يحاول بعد ذلك تجميعها حين يريد بقطع متناقضة وبمشاهد تبدو متهافته ، أو عصية عن الفهم في احسن الأحوال على البسطاء أمثالنا والذين غالبا ما نكون ضحايا لهذا الخطاب البرجماتي .
على سبيل المثال من سنتين واكثر يقدم ابو العباس في تعز أنه راعي الإرهاب وبأنه رجل الإمارات المحتمي بها ، والمنفذ لأجندتها ومخططاتها ومشاريعها الإجرامية في تعز واليمن بشكل عام، لاسيما ضد الدولة والجيش الوطني الخاضع لهيمنتك السياسية ،
وعلى هذا الأساس تُقاد وتتكرر الحملات الأمنية ضده رجل الإرهاب المدعوم امارتياً ، دون أن يتم كشف الغطاء السياسي عنه من قبل سلطة الشرعية ، وفي نفس الوقت نشاهدك بعد هذا الضخ الإعلامي والسياسي تتظاهر وترفع صور الحكام في الامارات على اكتاف جماهيرك !!!
قد يقال إن منطق السياسة يفرض ذلك أحياناً بل غالباً وقد نفهم ذلك إذا ما تم الاستغناء عن البعد الأخلاقي والمبدئي في السياسة ، لكن هذا المنطق السياسي الذي يجعلك متقلب ومتعدد الأطوار بشكل لا متناهي ، اليس جديراً في نظرك أن يمنحني في المقابل الحق في نقد اخطائك دون أن تسئ الضن بي وبموقفي السياسي وحتى بوطنيتي ؟ .