المصدر: لندن – كمال قبيسي
بعروض مسرحية وموسيقية تحتفل فرنسا بدءا من اليوم الأحد وطوال معظم العام الجاري، بمرور 130 سنة على افتتاح أشهر برج في العالم، هو “إيفل” الذي أبصر النور في 31 مارس 1889 بباريس، ليكون أحد المعالم البارزة لمعرض عالمي أقاموه فيها ذلك العام لمناسبة الذكرى المئوية لاندلاع الثورة الفرنسية.
والمعلومات لافتة للانتباه عن البرج الحامل اسم مصممه Alexandre Gustave Eiffel الراحل في 1923 بعمر 91 سنة، وهو مهندس معماري فرنسي، مكتظة سيرته بإنجازات شهيرة، طبقا لما قرأت “العربية.نت” فيها، كإكماله تصميم الهيكل المعدني لتمثال الحرية الذي أهدته فرنسا في 1886 للولايات المتحدة ونصبوه في نيويورك، والسبب أن من كان يعمل على التصميم، أي مواطنه المهندس Eugène Viollet-le-Duc توفي في 1879 قبل أن ينهي معظمه، فكلفوا غوستاف ايفل بالمهمة.
أكثر من 250 مليون زائر
ومع أن القصد من البرج الذي بدأ بناؤه في 28 يناير 1887 واستغرق عامين وشهرين و5 أيام، لم يكن لجعله معلما سياحيا، إلا أنه تحول مع الزمن إلى أكبر جاذب سياحي، إلى درجة أن من زاروه وتجولوا فيه بلغوا منذ افتتاحه حتى العام الماضي أكثر من 250 مليونا، بحسب الوارد في موقعه المتضمن أن عدد زواره السنويين حاليا هم 7 ملايين، يجعلونه المكان الأكثر إقبالا عليه لقاء أجر مدفوع.
السبب أن ما في “إيفل” من ميزات كانت ولا تزال مبهرة، أهمها أن ارتفاعه البالغ 324 مترا جعله أطول مبنى بالعالم طوال 4 عقود، إلى أن انتزع اللقب مبنى ظهر في الطرف الآخر من العالم، هو “كرايسلر” الذي شيدوه في 1929 بارتفاع 451 مترا في منهاتن بنيويورك.
في البرج البالغ وزنه 10 أطنان، والمكون من 18.038 قطعة حديد، وزنها وحدها 7 أطنان و300 كيلوغرام، مليونان و500 ألف برغي ومسمار، إلى جانب 20 ألف مصباح كهربائي، فيما تبلغ مساحة قاعدته المرتكز عليها 15 ألفا و625 مترا مربعا. كما فيه سلالم مكونة من 1665 درجة، بعضها للصعود حتى طابقه الثانى فقط، أما الصعود إلى قمته، فيتم حاليا بمصاعد تقوم بأكثر من 100 رحلة يوميا، أي واحدة كل 8 دقائق تقريبا، وبتذكرة قيمتها 25 دولارا.
الرجل الذي باع البرج لتاجر خردة
وأشهر من حاول بلوغ قمة البرج عبر مصعد وحيد كان فيه، هو “فوهرر” النازية أدولف هتلر، ففي 1940 زار البرج بعد احتلال الجيش الألماني لباريس في الحرب العالمية الثانية، وقرر صعوده مع بعض جنوده، لكنه وجد أن الفرنسيين قطعوا أسلاك المصعد الكهربائي، لإرغامه على الصعود المتعب عبر درجات السلم الطويل، فتراجع عن نيته ورضي باحتلال فرنسا من دون أن يتمكن من احتلال برجها الأشهر.
ومن القصص الطريفة عن البرج وزواره، أن أميركية اسمها Erika LaBrie قامت في 2007 بإعلان زواجها منه، من طرف واحد طبعا، وأصرت على تغيير اسمها إلى “أريكا لاتور إيفل” وكان لها ما أرادت. كما حاول محتال نمساوي مجري الأصل، اسمه Victor Lustig بيع البرج مرتين، نجح في 1925 بالأولى مع تاجر الخردة المعدنية André Poisson وقبض منه 50 ألف دولار، وفي الثانية حاول مع آخرين، لكنه شعر بأن أحدا منهم كان على اتصال مع الشرطة، فلاذ بالفرار إلى الولايات المتحدة، وفيها توفي في 1947 ضحية لحمى احتدمت عليه ولم تمهله الوقت الكثير.