المواطن/ كتابات – وسام محمد
في ذكرى فبراير يبدو الأمر وكأن الثورة اندلعت ضد علي عبدالله صالح كشخص. حتى بدون الحديث عن منظومته ونظامه وسياساته, ويبدو الأمر وكأن لا علاقة للثورة بالحوثي وبسؤال اللحظة الراهنة: كيفية مجابهته والانتصار عليه وبالمجمل الانتصار لمسار الثورة.
كل الحديث المتعلق بالثورة, عندما يشير للحوثي, يكون ذلك في معرض التميز بين دخوله لساحة الثورة وهو مجردا من السلاح ودخوله صنعاء مسلحا ومنقلبا.
ثمة تدجين ممنهج, واختلال في سلم الأولويات. أصبحت الحرب التي يتكبد اليمنيين ويلاتها شأن الأخرين. ليس شأننا وليس شأن الثورة التي يفترض انها مستمرة عندما نظل نردد ذلك دون ان نعرف كيف هي مستمرة بينما هي لا تمتلك اجابة واحدة على كل تلك الأسئلة التي يطرحها واقع اليوم.
هناك من اصبحت معركته مع الفساد. وهناك من يخوض حربه ضد التعينات, وهناك من يتحدث عن الامن, عن اختلالات بناء الجيش, عن المنظمات والاغاثة, وعن جرائم التحالف واخطائه. لكن كل هذا لا معنى له ما لم يكن ضمن رؤية شاملة تضع الحوثي في صدارة الأعداء وتخبرنا كيف يمكننا القضاء عليه.
طالما كان الحوثي ومعه صالح على راس ثورة مضادة, هدفها الأساس محو أي أثر للثورة وتأسيس واقع بديل معمد بالدم والغطرسة, اذن فالثورة هي المعنية بالأمر قبل غيرها. وحينها سيكون لكل حديث عن أي قضية اخرى جدواه وصدقه.
أما الاستغراق فيما هو ثانوي, دون استشعار الحاجة ولو من قبيل لادعاء على الاقل ان ذلك يأتي من اجل ما هو أساسي, فهذا يشير إلى أمر واحد مفاده ان هذه الادعاءات الثورجية ما هي إلا إنعكاس لما تريده القوى المهيمنة (داخلية وخارجية) والتي لم تعد تواجه الحوثي او تآخذه على محمل الجد, أما بسبب تعاستها وإما لأن لديها حساباتها الصغيرة.
أما التصالح مع هذا الوضع فهو تصالح مع اخطر عملية سرقة للثورة والتفاف عليها, وذلك بافراغها من محتواها وتحويلها الى حفلة دونكيشوتية.