المواطن/ كتابات – صلاح طاهر
من الصعب أن تعيش في مجتمع يقدس العادات والتقاليد، ويحكم على الشخص من مظهره؛!
ففي مجتمعي تكمن شخصية الإنسان في مظهره فقط،
في مجتمعي حين تظهر في مظهر أنيق يناسبهم تكون ذاك الشخص الصالح، وحين تظهر بمظهر يناسبك أنت فأنت سيئ، حيث أنه قد يكون الإنسان سكيراً زانياً قاتلاً أياً كان ما يفعل فأنه حين يظهر بمظهر حسن نحكم بالصلاح؛ حين يبطن خبثه ويظهر حسنه فهو شخص رائع، وكأنهم لا يحبون سوى المنافقين؛
في مجتمعي تغزو الثقافات الغربية كل بيتٍ فيه وكل فرد؛ يستمعون لأغانيهم، يتابعون أفلامهم ومسلسلاتهم، يقلدونهم في لباسهم، في لغتهم، وفي كل شيئ،!
يودون أن يكونوا منهم، وينتظرون كل جديد منهم بشغف؛
كل هذا أمرٌ عادي لاكن أن تحاول صباغة شعرك للونٍ ما فاهذه جريمة وكأنك كفرت؛
فمثلاً، أنا وإثنان من أصدقائي اردنا أن نجرب شيءً مختلفاً، فقمنا بصباغة شعرنا للون الذهبي لمجرد المتعة والمزاح؛
فبعد ساعات من صبغه خرجنا للحي الذي نقطن فيه إذا بتلك الردود المحبطه والإنتقادات تنهال علينا، هذا على مستوى حارتنا فقط؛ لاكننا لم نستمع لهم وتجاهلنا كل كلامهم السلبي، وجعلنا الأمر طبيعي ومارسنا نشاطاتنا اليومية كما هي؛
لاكن عندما كنا نخرج لممارسة نشاطاتنا اليومية في المدينة كالتسوق والتجول في المدينة،
كانت كل الانظار تتجه إلينا، كانت نظراتهم توحي باننا كنا نمشي عُراةٌ دون ثياب؛
وكانت تنهال الإنتقادات تِلوَ الإنتقادات من صغيرٍ وكبير من كل رجُلٍ ومرأه، وربما نكون قد تعرضنا للإنتقاد من قاتل أو زانٍ يخفي هذه الجرائم في جوفه ويظهر بالمظهر المُخلق الحسن؛
كما قلت تعرضنا لكلام سيئ ونتقادات سلبية كثيره، بعضهم من قال هذا حرام وربط هذا الأمر بالدين والبعض قال أننا فاسدون لمجرد تحويل لون الشعر من الاسود للذهبي، وبعضهم قال أن صبغ الشعر هو التشبُّه باليهود والغرب، وأنه حرام، وأن هذا غزو للعادات والتقاليد والثقافة، بينما ثقافتهم غزت كل بيت وكل فرد كما ذكرت سلفاً؛
حُكِمَ علينا من مظهرنا فقط أننا فاسدون…!
مجتمعنا يقدس العادات والتقاليد،
مجتمعنا لا يأبه إن كان الشيئ حلالاً ام حراماً بل يأبه لما هو مخالف للعادات؛
مجتمعنا يعيش في تخلُفٍ مُدقِع،
إستغرب الكل من مظهر شعرنا وأتا البعض يقول لنا لما فعلتم شعركم هكذا !!
وأن هذا غير جميل و و و ….
وعندما صبغنا شعرنا للأسود وعاد كما كان
أتا أولائك الذين لم يعجبهم لونه الذهبي…
وقالو لنا …”لما صبغتموه للأسود لقد تعودنا عليكم بلونه الذهبي”
إن مجتمعي لا يعجبه العجب، وقد قال الشافعي رحِمه الله “إرضاء الناس غايه لا تدرك”
ختاماً أفعل ما تراه مناسباً دام أنه ليس في معصية الخالق؛
لأنك على أية حال لن تسلم من لسان الناس،
ولن تسلم من غيبتهم ونميمتهم فقد أصّبَحَتّْ في مجتمعي عادة.