المواطن/ ثقافة – د. عبدالعزيز المقالح
ماتيسر من رعشة الخوف
حين قالوا : رحلت عن الأرض
أمسكت من هلعي بالفراغ
ظننت الفراغ أخي
والدخان زميلي
وصليت حتى أتى النوم
كيما أراك
وأسمع صوتك
أقرأ ـ في غفوتي ـ ما تيسر
من رعشة الخوف
أغسل دمعي برائحة الياسمين .
( )
هل رأيتم جبالاً تموت
سماء تغور إلى قاعها
وفضاء يضيق بألوانه
وسحاباته
وقناديله
وحقولاً تغادر وديانها
وفراشاتها ؟
هل رأيتم نهار اكتوى صاحبي
بالرصاص
وفي دمه كان حلم البلاد ـ ولا عاصم اليوم ـ
كنا جميعاً من المغرقين ؟
( )
من ترى قتل الورد
أزهق روح الجدائق
أفتى بموت الينابيع ؟
من فتح الظلمات بنار مسدسه
وأعاد ارتعاش الظنون
وخيط الوساوس ؟
من أيقظ الأثم
واجترح الصمت والدم
في ساحة الكلمات ؟
ومن أرهب الضوء والسنبلات
أحل دماء المؤمنين ؟
( )
ذات يوم حلمت بنهر
إذا لمسته الأصابع
أو شربت ماءه أعين الحاقدين
استعادت براءتها
ونقاء سريرتها
أين نحن من النهر ؟
في أي قلب أخبئ أحلامك المورقات
وأكشف عن ظمئي
وعلى الأرض ( قابيل ) يقتلنا
ويطارد أرواحنا
بامتداد الزمان اللعين .
( )
آه يا صاحبي
لم أجيء لوداعك
أو لمديح خصالك
لكنني جئت أبكي المحبة والشعر
لما رحلت تخثرت الكلمات
تبدل ماء الحروف ، وفاض دماً ،
وكعادته ـ حين يحزن ـ
أخفى انكساراته الشعر
وأرى عيون قصائده
في جفون الملائكة النائحي
في رثاء جارالله عُمر … د. عبدالعزيز المقالح
*