أحمد طه المعبقي
المواطن:تحليلات
أحمد حرمل ضمير وعقل القضية الجنوبية ؛ ووأحد من الذين استطاعوا إيصال صوت القضية الجنوبية ، وعدالتها إلى جميع المحافل الدولية ، ويعد من أبرز قادة الحراك السلمي ومن أهم الشخصيات القيادية داخل الحزب الإشتراكي اليمني، جمعني به لقاء واحد فقط عام 2011م في أحد خيام ساحة الحرية بتعز ، وفي أحدى الندوات التي نضمها شباب الثورة السلمبة.(حول القضية الجنوبية) .استطاع حرمل تقديم القضية الجنوبية كقضية عادلة باعتبارها من أهم القضايا الوطنية ومعالجتها تعتبر هي الخطوة الأولى لثورة تغيير حقيقي سينعكس على كل اليمنيين .
باعتبار القضية الجنوبية ليست قضية جغرافية فحسب بل قضية إنسان يحمل مشروع دولة النظام والقانون ، واعادة الاعتبار للجنوب والقضية الجنوبية هو اعادة الاعتبار لمشروع الدولة والتخلي عن المشاربع الصغيرة .. هكذا فهمت من الندوة ؛ التي القاءها الرفيق حرمل . ، و على ما اتذكر كان طرحه للقضية الجنوبية باسلوب مقنع وعقلاني استطاع يقنع الكثير من الحاضرين الذين كانوا عندهم تحسس من طرح القضية الجنوبية نتيجة التشوية الذي حصل لها من قبل بعض الاشخاص داخل الحراك .. من يومها شعرت بعظمة هذا الرجل كونه يمثل سفير للقضية الجنوبية وضميرها وعقلها الذي يدرك تفاصليها ويستطيع ترجمتها ويعكس سلوك صاحب القضية العادلة
ماجعلني أعود بذاكرتي إلى الوراء واتذكر رجل عظيم أمثال أحمد حرمل الكلمة التي القاها الرفيق حرمل بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس الحزب الإشتراكي اليمني والذكرى 55 لثورة 14 أكتوبر.
لا استطيع أن أنكر بإن الكلمة التي القاها الرفيق حرمل بالنسبة لي أعظم كلمة ألقيت طيلة الثلاثه عقود من الزمن من قبل رجل من رجال الساسة في اليمن .
نستطيع القول بإن كلمة حرمل بمثابة فلسفة ثورة ، أوبالأصح الشرارة الأولى لثورة فكرية وأخلاقية لاتختلف عن الثورة الفكرية والاخلاقية الذي نادى بها رواد النهضة الأروبية كون تضمنت الكلمة الدعوة إلى استعادة القيم وتجربة الحزب الاشتراكي والحركة الوطنية التقدمية والعمل على تنمية هذه القيم الحضارية لتأسيس الدولة.
وكما وصف حرمل الوضع الحالي الذي نعيشه بإنه وضع اللا ثورة و اللا دولة ، وضع اللا وحدة واللاانفصال ، وضع اللا آمن واللا استقرار ، وضع اللانظام واللا قانون ، وضع اللامدنية واللا سلام .
لذا وضع حرمل النقاط على الحروف عندما أعتبر استعادة الدولة باستعادة منظومة القيم والأخلاق من خلال بناء العقل الانساني كبديل عن الجهل والارهاب ..و تنمية السلوك كبديل للعبث والفوضى ..و تنمية القيم كبديل للإتتهازية واللصوصية .. وتنمية الوطنية كبديل عن القبيلة والعشيرة والارتزاق والخيانة.. وتنمية الاسرة كبديل لانهاء انهيار المجتمع وحالة التفكك والتناحر..و تنمية الضميركبديل عن التوحش وأنعدام الإنسانية ..و الحفاظ على النسيج المجتمعي كبديل عن الضعف والتشظي والانقسام .
كما تضمنت الكلمة العديد من الرواسب المجتمعي. وتوصيف لحالة التوهان الذي يعيشه اليمنيين .. وقصور المرجعيات الثلاثة والعمل على سد هذه الثغرات و النواقص التي أغفلت القضية الجنوبية وتبني مبادرة جديدة تتعاضى مع القضية الجنوبية وفقا للمعطيات الجديدة وباعتبار القضية الجنوبية أساس الأزمة اليمنية ومعالجتها يضمن سلام دائم .
كما دعا حرمل إلى تعزيز قيم التعايش والوئام وأحترام قيم التنوع والتعدد وأحترام قيمة الحوار كونها لاتقل عن قيمة النضال.
على العموم. هذا المقال لم يتناول قراءة للكلمة التي القاها الرفيق حرمل بقدر ماهي اشادة ودعوة لكل الكتاب والساسة والمهتمين بقضايا اليمن للوقف وقفة جادة أمام كلمة حرمل كونها تمثل برنامج ثورة . وتصحيح للوضع المختل
وانقاذ مايجب انقاذه.