محمد الراجحي
المواطن _ رأي
دخل الاصلاح بتفاهمات حقيقية مع الحوثيين برعاية قطرية منذ فترة، لاحظ التفاهم بينهم في اقتسام السيطرة على الأرض اليمنية بكل المحافظات هذا بصفته انقلابي وهذاك بصفته شرعية، وكل طرف فيهم يساعد الآخر في اتمام بسط نفوذه وسيطرته في المحافظات التي يتواجد فيها بشكل أكبر من الآخر، ابتداء من نهم ومأرب مروراً بالجوف وإب وتعز والحديدة والبيضاء و….. الخ، فيضمنوا عدم قيام قوى أخرى غيرهم بمشاركتهم السيطرة الميدانية، فنلاحظ المناطق التي يسيطر عليها الحوثي بشكل كامل مثل صنعاء والحديدة وعمران وحجة و.. لا يقاتله فيها الإصلاح والمناطق المسيطر عليها من قبل الإصلاح بشكل كامل لايقاتله فيها الحوثيين مثل مأرب والجوف وإب وبعض مناطق الجنوب وقريباً تعز بعد اتمام الاصلاح السيطرة عليها من شركاءه في الشرعية والمقاومة. نستطيع أيضاً القول التقاسم بينهم على اساس توزيع الأقاليم الستة .
بهذا الاتفاق مكن الحوثي الإصلاح من ضمان حماية وجوده ونفوذه في البلد من الإمارات والسعودية التي تقودان حرب استئصال على تنظيم الإخوان في المنطقة، كذلك مكن الإصلاح الحوثيين من التخلص من صالح والمؤتمر ومن حماية وجودهم من السعودية عدوتهم الطائفية ومن الإمارات حليفة صالح ومؤتمره.
تصريحات توكل كرمان وعبدالله العديني وزيد الشامي و….عدد اخر من القيادات الإصلاحية بضرورة التحالف مع الحوثيين كموقف وطني مشرف في مواجهة ماصاروا ينعتونه ب(العدوان) يقصدون به التحالف الخليجي بقيادة السعودية في اليمن، رسالة محمد علي الحوثي لأمير قطر بضرورة دعمهم مالياً واشادته بمواقف وكرم امير قطر والدعوات المتكررة لمحمد البخيتي ومحمد عبدالسلام و… والمغازلات المتكررة من قبل عدد من قيادات الحوثي بما فيهم عبدالملك الحوثي نفسه للإصلاح بطي صفحة الماضي وفتح صفحات جديدة في العلاقة بينهم ، إضافة الى التغير المتصاعد في العداء والتحريض والتناول الإعلامي للاخر حد الوصول الى اإشادة بالطرف الآخر (عدو الأمس حليف اليوم) في الوسائل الإعلامية المختلفة لكلا الطرفين (بلقيس وسهيل والمسيرة واللحظة والهوية و…) بل وفي وسائل الإعلام الإقليمية للدول الداعمة لكل طرف (الجزيرة – الميادين – العالم ) حتى وصل الأمر الى قيام دولة قطر المحتضنة للإصلاح (إخوان اليمن) بتمويل الحوثيين بمالغ مالية كبيرة لإنشاء قنوات إعلامية في صنعاء وتدريبها لكوادر الحوثيين الإعلاميين لإدارة هذه القنوات، كل ذلك ماهو إلا إعلان تدريجي متأخر عن التنفيذ من كل طرف لاتباعه بحقيقة هذا التحالف الجديد والاتفاق الجاري بينهما تجنباً لأي معارضة جماهيرية من قبل قواعد الطرفين له مستقبلاً ، في ضل التطرف السابق في تحشيد كل طرف لأنصاره ضد الآخر .
سيلجأ الإصلاح للانخراط في ثورة الجياع كي يحتموا بهذه الثورة من دول التحالف ومن بقية القوى ضمن الشرعية في الداخل اليمني مثل الانتقالي الجنوبي وشق المؤتمر المسنود من التحالف بقيادة طارق صالح ومن تقارب الاشتراكي والناصري في تعز وإب ، وسيعملوا باسم ثورة الجياع على اسقاط ماتبقى من نظام الشرعية والتخلص منه كما فعلوا مع ثورة التغيير 2011م ، ليظهروا بعدها مع الحوثيين القوتين الوحيدتين المتواجدة فعلياً على الأرض وسلطة كل طرف منهم سلطات امر واقع فرضها الوضع، ليس امام المجتمع الدولي من أجل ايقاف الحرب الطويلة في اليمن وانقاذ المدنيين واوضاعهم المأساوية إلا الإعتراف بهما وصياغة حوار بينهما يحدد شكل مستقبل اليمن واليمنيين.
كذلك سيفعل الحوثي في الشمال لذاتها الأسباب.
لذا لابد من التصدي الحازم لمشروع الاصلاح والحوثي منذ البداية من قبل شباب ثورة الاحتجاج عبر الرفض الحازم لتواجدهم ضمن الثورة باعتبار الأول مكون سياسي له نصيب الأسد في سلطة وحكم الشرعية المحتج شعبياً عليها في مناطق سيطرتها، وباعتبار الآخر الحوثي متفرد كسلطة أمر واقع في مناطق الشمال المسيطر عليها. ومواجهتهم وكشفهم وتوثيق ممارساتهم اعلامياً واذاعتها بشكل كثيف ضمن حملات منظمة واسعة ان اصروا على السيطرة على قيادة ثورة الجياع وخط سيرها وخطابها العام.
ييجب أن لا نكرر اخطاء ثورة فبراير 2011م مع كل الطرفين فلا نسمح لهم بقيادة ثورتنا ومستقبلنا لصالح مشاريعهم واطماعهم كما فعلوا بنا حينها.