المواطن ـ تعز – خاص: حسان ياسر
في محاولة لسحق قضايا وحقوق المقهورين ،وفي ظل تقاعس أمني سابق،تعرضت ساحة الحقوق والحريات في محافظة تعز للحريق في الساعات الأولى من فجر اليوم وللمرة الثاتية على التوالي.
وتحدث نائب رئيس اللجنة التنظيمية في ساحة الحقوق والحريات جميل عبدالرحمن العبسي أن نقطة الانطلاق للمطالبة بحقوق أهالي المدينة تحترق للمرة الثانية على التوالي نتيجة تقاعس الأجهزة الأمنية في اداء مهامها في كشف المتورطين بعملية احراقها قبل أشهر.
وقال العبسي انه سبق للمحافظ الدكتور امين محمود ان وجه بتشكيل لجنة للتحقيق خلال عملية احراق الساحة سابقآ،مشيرآ إلى أن قائد الشرطة العسكرية العميد جمال الشميري توعد حينها بكشف الجناة والقبض عليهم ولم يحدث أي شيء بعد ذلك.
واستغرب العبسي من عملية احراق الساحة بالرغم من كونها تقع مقابل بنك التضامن الذي يحوي كاميرات مراقبة على مدار 24 ساعة،مطالبآ الأجهزة الأمنية التحرك بجدية لكشف الجناة ومحاسبتهم.
رئيس لجنة الحشد في الساحة حسان الياسري قال إن ما تعرضت له ساحة الحقوق والحريات من إحراق للمره الثانية هو أمر متوقع ولا غرابة فيه ..
واوضح الياسري ان الساحة وبقيادتها المخلصة لأبناء تعز وقضاياهم لأكثر من عام ونصف استطاعت أن تكسب ثقة الغالبية من سكان المدينه وحملت على كاهلها مشاكل المقهورين والمظلومين بدءاً من المطالبة بمرتبات الموظفين والتي أوصلت معاناتهم لجميع المعنيين في الداخل والخارج..
وأضاف ليس هذا فقط ما نعمل من اجله، بل ناقشت الساحة عددآ من القضايا واوصلت رسائل مهمة للجهات المختصة،بشأن قضايا القتل للمواطنين والتجار ونهب اموالهم واخرها قضية الطفل رياض الزهراوي الذي دافع عن نفسه من الإغتصاب والشهيد محمد غالب العسالي الذي دافع عن منزل الطفل.
وحسب قول الياسري فإن ساحة الحقوق والحريات استطاعت أن تعري عددآ من الشخصيات والكيانات الذين يتشدقون كذباً، بحرصهم على مصلحة المواطنين،فيما هم في الأساس من يحمون المجرمين ويتسترون عليهم.
واكد الياسري أن ساحة الحقوق والحريات لن تتوقف عن نضالها وإنتزاع حقوق من وثقوا بها مهما كلفها الأمر.
مسؤول الحقوق والحريات في الساحة فيصل العسالي قال ان الحادثة جاءت بعد صلاة الفجر مباشرة،ولم يكن يتواجد سوى شخص يقوم بمهمة حراسة الساحة،إذ كان حينها نائمآ وتفاجأ بتصاعد السنة النيران حوله، مشيرآ إلى انه بعد اشتعال الحريق حظر طقم عسكري من قيادة المحور واقتاد الحارس إلى الحجز.
وطالب العسالي بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة كون الساحة حقوقية ومختصة بمتابعة حقوق للموضفين.
من جانبه قال رئيس اللجنة الإعلامية في ساحة الحقوق والحريات توفيق آغا أن حادثة احراق الساحة يعد عملآ ممنهجآ، كون العملية جاءت في الساعات الأولى من الفجر داخل منطقة مغلقة من قبل الحراسات العسكرية .
وأوضح آغا أن الهدف من ذلك هو إسكات صوت الساحة نتيجة قيامها بدور كبير في تبني قضايا حقوقية تم معالجة الكثير منها .
واضاف ان الحادثة جاءت بعد تلقي عدة مضايقات خلال الاسبوع الماضي تمثلت بقيام جنود بانتشال مفروشات بالقوة من داخل الساحة، إضافة إلى مضايقات من اشخاص يتظاهرون بالجنون يرجح انهم يعملون لدى جهات عسكرية داخل المحافظة.
عيسى مهيوب أحد المرتادون على
الساحة قال ان حادثة احراق الساحة تعد اعتداء على حقوق الناس والمساس بحريتهم وكرامتهم ،كونها نقطة التقاء الجميع للمطالبة بالحقوق.
وأضاف أن من ارتكب هذه الحادثة يعمل ضد الإنسانية وينبغي محاسبته،كون الساحة تعمل من أجل المصلحة العامة للجميع دون استثناء أحد.
وقال بيان صادر عن اللجنة التتظيمية لساحة الحقوق والحريات أنه خلال الساعة الثالثة من فجر يوم الاثنين 23يوليو 2018 اشعلت النيران في مخيم ساحة الحقوق والحريات للمرة الثانية على التوالي،وذلك في موقعها الكائن جوار مكتب التربية والتعليم في شارع جمال بمحافظة تعز .
ووصف البيان الحادثة بالفعل الجبان الغادر، مشيرآ إلى أن ذلك لن يثني اللجنة التنظيمية عن مواصلة نضالها السلمي للدفاع عن الحقوق والحريات في ظل هذه الاوضاع الاستثنائية التي تعيشها مدينة تعز.
وأوضح البيان أن ساحة الحقوق والحريات بدأت تمارس نشاطاتها قبل حوالي عامين،في ظل ظروف بالغة التعقيد تعيشها مدينة تعز من حرب وحصار،وبروز ظاهرة الفلتان الامني في المدينة وانعدام مؤسسات الدولة وتفشي العنف في كل الارجاء.
وأضاف أن ساحة الحقوق والخريات تعد متنفس للحرية ومنبر للمطالبة بالحقوق الانسانية التي ضمنتها القوانين المحلية والمواثيق والمعاهدات الدولية ، والتعبير عنها بالوسائل السلمية ،الأمر الذي ثقال أنه ازعج اعداء الحرية ونهابي الحقوق ومصادري الحريات فأحرقوها للمرة الثانية.
واستنكر البيان ما وصفه بالصمت القبوري للأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والانسانية في محافظة تعز وغيرها.
وعولت اللجنة التنظيمية لساحة الحقوق والحريات في بيانها على السلطة المحلية لمحافظة تعز ممثلة بالدكتور / امين احمد محمود محافظ المحافظة ان يولي واقعتي احراق الساحة جل اهتماماته وان يشرف بنفسه على متابعة سير التحقيقات واطلاع الراي العام على نتائجها .
واختتم البيان تأكيده على ان ساحة الحقوق والحريات ستواصل نضالها السلمي ،مهما كانت وسائل ورسائل العنف الموجهة ضدها.
ويبقى اللافت في الحادثة أن موقع ساحة الحقوق والحريات ملاصقآ لمكتب التربية والتعليم الذي لا يزال مقر قيادة كتيبة الاحتياط بقيادة نجل قائد محور تعز،وعلى يمين الساحة البنك المركزي وأمامها بنك التضامن الإسلامي وهذه المنطقة مغلقة من قبل الحراسات العسكرية وخصوصآ من بعد الساعة العاشرة مساءآ.