المواطن نت- صحافة
نفذت جماعة الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران عمليات تدريبات عسكرية تكتيكية تُحاكي تعرض الجماعة لهجوم بحري وبري، في ظل خشية الجماعة من تعرضها لهجوم مع تصعيدها لعمليات استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وبحسب الموقع المتخصص في الشأن العسكري والأمني ” ديفانس ” إن قوات تابعه لجماعة الحوثي نفذت سلسلة مُناورات تكتيكية في الساحل الغربي تحاكي التصدي لأربع موجات هجومية افتراضية واسعة بحراً وبراً من قوات معادية، بمشاركة متكاملة من “سفن وقطع حربية بحرية معادية تمهيداً لإبرار معادي يتسلل عبر الساحل”، وتصدي قوات الجماعة للهجمات بمحاكاة عمليات قتالية متعددة “في سياق التصدي لهجوم قوات العدو على بيئات وتضاريس مختلفة من الساحل والمدن والصحراء والجبال وفق عمليات دفاعية وهجومية تكتيكية” وفقاً لما ذكرت الجماعة.
وبحسب موقع ديفانس حاكت المناورات مشاركة “قوات التعبئة العامة” التصدي لقوات معادية “التي تحاول السيطرة على احدى القرى عبر إنزال جوي لقوات العدو المفترض”.
وفي ذات السياق أفادت مصادر محلية أن مليشيا الحوثي أجبرت سكان قرية منظر التابعة لمديرية الحوك جنوب مدينة الحديدة على إخلاء منازلهم، بالتزامن مع المناورات وترويجها لشائعات حول عملية عسكرية وشيكة في المحافظة.
وأكد موقع ديفانس المتخصص بالشأن العسكري والأمني أن هذه المناورات تأتي مع تزايد مخاوف الجماعة من التعرض لعمليات هجومية خارجية في ظل تصعيد عملياتها ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، والتحذيرات الخارجية المتكررة التي تتلقاها الجماعة، وبالتزامن مع “تسريبات غير مؤكدة” عن تحضيرات لتحرير محافظة الحديدة الواقعة تحت سيطرة الجماعة التي تستخدم الموانئ في الحديدة والصليف والجزر والسواحل في البحر الأحمر للأعمال العسكرية وخطوط تهريب لتدفقات السلاح والتقنيات والتمويلات القادمة من إيران وجهات خارجية أخرى.
كما تتزامن تدريبات الجماعة مع إعادة تموضع قوات “المقاومة الوطنية” والقوات المشتركة المتمركزة في المناطق الساحلية الغربية بمحافظتي تعز والحديدة، بقيادة العميد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي، وقيام تلك القوات المدعومة من الإمارات بإعادة ترتيب مسرح عملياتها ونطاق انتشارها، وانخراط قطاعاتها البحرية في جهود محاربة التهريب.
حافز لشد القوة والتحشيد
يعتبر الصحفي والباحث المتخصص في المجال العسكري وجماعة الحوثيين عدنان الجبرني، هذه التمرينات بأنها تأتي ضمن “حالة شد الجاهزية” لمقاتلي الجماعة وهي حالة شبه دائمة، ورسالة لجمهور مناطق سيطرة الحوثي -ضمن حالة التعبئة والتحشيد المستمرة والمرتبطة باستغلال حرب غزة على المستوى الداخلي- للإيحاء بأن الجماعة أمام خطر فعلي بشن الأمريكي والاسرائيلي عملية برية ضد أرض يمنية وتهييج عواطف ومخيلة المقاتلين بأنهم ممكن أن يواجهوا الأعداء المفضلين على الأرض. حد قوله.
ويضيف الجبرني في حديثه لـ”ديفانس لاين” بأن التمرينات هي “حافز سواء لشد القوة الحالية أو استقطاب مقاتلين جدد، خاصة بعد تراجع زخم عمليات الجماعة، وكذلك أثرها، بعد التحول في المقاربة الإيرانية والتهديدات الوجودية التي وجدت طهران نفسها أمامها بسبب أذرعها.. وبكل حال هي رسالة من الجماعة أنها جاهزة على كل المستويات”.
وتعمل الجماعة الحوثية على تطوير قدراتها الحربية وبنيتها العسكرية وإعادة تحديث تنظيمها وتكتيكاتها وتأمين مخازن محصنة لأسلحتها ومنظومة الصواريخ والطيران المسير ومراكز التصنيع الحربي، وتمكنت من بناء منشآت عسكرية جديدة منذ إعلان الهدنة الهشة مطلع العام 2022م، في إطار استعداداتها لحروب طويلة الأمد.
وكانت مصادر أمنية قد كشفت لـ”ديفانس لاين” عن قيام الحوثيين بأعمال حفر أنفاق وتحصينات وملاجئ تحت الأرض في المرتفعات الجبلية شرقي الحديدة، خلال الفترة الأخيرة خصوصاً ما بعد الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله، ذراع إيران في لبنان.