نظمت السلطة المحلية بمحافظة تعز اليوم الأحد مؤتمر الفرص الاقتصادية الزراعية والسمكية الأول وذلك برعاية رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي ووزير الزراعة والثروة السمكية اللواء سالم السقطري ومحافظ محافظة تعز أ. نبيل شمسان وبالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو.
وفي كلمة السلطة المحلية، أعرب وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبدالقوي المخلافي عن امتنانه لاختيار مدينة تعز مقرًا لانعقاد هذا المؤتمر الهام حول الفرص الاقتصادية الزراعية والسمكية.
وقال إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي بعد انتهاء المؤتمر الاقتصادي الأول، الذي يُعد أهم تظاهرة علمية شهدتها اليمن، خاصة أنه انعقد في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور بسبب انقلاب المليشيات الحوثية واستهدافها لموانئ تصدير النفط.
وأشاد بالدور المحوري الذي تلعبه منظمة الفاو في دفع عجلة التنمية المستدامة من خلال مشاريع تهدف إلى تعزيز الإنتاجية الزراعية والحيوانية، مما يساهم في تحسين مستوى معيشة الأسر.
وأضاف المخلافي أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي مناسبا لإطار الخطة الاستراتيجية للمحافظة، التي أعدتها لجنة مختصة، ويمثل فرصة لدعوة منظمات المجتمع المدني لوضع خطط عمل مشتركة تهدف إلى تعزيز القدرة التكيفية للمزارعين والصيادين.
وأكد أن “التعاون والشراكة الحقيقية بين السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص هو المفتاح لتحقيق النجاح والتنمية في مختلف القطاعات بهدف تحقيق التنمية”.
ودعا المخلافي رئاسة جامعة تعز للاهتمام بافتتاح كلية للزراعة بتخصصاتها المختلفة، لتعزيز التعليم والبحث في هذا المجال الحيوي، ما يسهم في تنمية قدرات الشباب ويعزز من مساهماتهم في الاقتصاد المحلي.
بدوره أكد مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بمحافظة تعز أ. نبيل جامل، أن المؤتمر يأتي في إطار الركيزة الرابعة من خطة التنمية الاقتصادية الاجتماعية لمحافظة تعز 2024 – 2026.
وأضاف جامل: “يبحث هذا المؤتمر عن تعزيز فرص الاستثمار في القطاع الزراعي والسمكي ونسعى من خلاله للخروج برؤية لكيفية استغلال هذه الفرص بما يخدم التحول من الاستجابة الطارئة إلى التنمية المستدامة”.
وأشار مدير عام مكتب التخطيط إلى الدور الكبير المنوط بالهيئات الأممية والمنظمات الدولية والمحلية لتسليط الاهتمام على هذه القطاعات المهمة لتحقيق نهوض تنموي واستقرار تغذوي وتحسين سبل العيش الزراعية.
من جانبه قال مدير عام مكتب الزراعة والري المهندس عبدالله عثمان الدعيس، إن “هذا الحدث أهمية خاصة كونه يتزامن مع اليوم العالمي للغذاء الذي يحتفل به في 16/أكتوبر حيث يعكس هذا التزامن التحديات التي تواجهها في مجال الأمن الغذائي ويدعونا جميعا الى اتخاذ خطوة عملية لتعزيز القدرة على تحقيق الاستدامة الغذائية في مجتمعنا”.
وأضاف أن “محافظة تعز بما تمتلك من موارد طبيعية غنية وتنوع بيئي فريد، تبرز كوجهة رئيسية للإنتاج الزراعي والسمكي، فتضاريسها المتنوعة ومناخها المعتدل يتيحان للجميع فرصة حقيقية لاستثمار هذه الموارد بشكل يحقق الأمن الغذائي ويسهم في تحسين مستوى المعيشة للسكان”.
وأشاد الدعيس، بالدور الحيوي الذي تقوم به المنظمات والتي تلعب دوراً محورياً في تعزيز جهود التنمية. مؤكدا على أهمية بذل الجهود واجراء تدخلات مستقبلية عبر الأطر الرسمية والأنظمة المتبعة، وفقا لخطط التنمية الاقتصادية المبنية على دراسة الاحتياجات واستثمار الفرص المتاحة وضمان استدامة الثروات الزراعية والحيوانية والسمكية وحقوق الأجيال القادة.
وأكد كبير الخبراء الفنيين لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو السيد علي مو، ترحيب المنظمة الأممية بعقد هذا المؤتمر الذي يعد لبنة أساسية لتعزيز فرص الاستثمار في القطاع الزراعي، مشيدًا بمشاركة القطاع الخاص في المؤتمر.
وأكد مو على أهمية مثل هذه المؤتمرات ودورها المهم في تسليط الضوء على الفرص الاقتصادية في القطاع الزراعي والسمكي، خاصة وأن محافظة تعز غنية بكثير من الفرص.
وخلال المؤتمر تم استعراض خمس أوراق عمل قدمها باحثون ومتخصصون في القطاع الزراعي، تضمنت استعراضًا لأبرز الفرص الاستثمارية في القطاعات الزراعي والحيواني والسمكي، وبمشاركة فاعلة من القطاع الخاص وممثلي منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية والمكاتب التنفيذية والسلطات المحلية في المديريات، إضافة إلى خبراء زراعيين ومدراء فروع مكاتب الزراعة في المحافظات.
وتضمن المؤتمر معرضًا للمنتجات الزراعية تضمن أكثر من 8 أركان، لعرض المنتجات الزراعية التي تقوم بانتاجها رياديات من النساء الريفيات ومزارعون ومؤسسات مهتمة بالزراعة والإنتاج الزراعي والحيواني.
واستعرض المؤتمر عديد قصص نجاح في القطاع الزراعي، كما شمل جلسات عمل جماعية للخروج بتوصيات تسهم في تنمية القطاع الزراعي والحيواني والسمكي.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بتوجيه الاستثمار للقطاع الزراعي والاستغلال الأمثل للفرص الاقتصادية في القطاعات الزراعية والسمكية والحيوانية، كما أكدوا على ضرورة تحويل التوصيات التي تم صياغتها في المؤتمر إلى مصفوفة مشاريع يتم تسويقها للاستفادة من الثراء النوعي الذي تمتاز به هذه القطاعات في محافظة تعز، وبما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ونجاح خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية 2024 – 2026.