المواطن/ متابعات
في مبادرة شجاعة وانسانية تكفلت مؤسسة فجر الأمل الخيرية بتوفير مياه لحمامات الادارة العامة للإعلام في محافظة تعز .الادارة التي ترزح تحت حصار تعسفي جائر منذ نصف عام
قد يكون معلوم للجميع أن تعز مدينة محاصرة لكن من غير المعروف أن في وسط هذه المدينة جزيرة صغيرة لا تقل مأساة عن وضع المدينة
الادارة العامة للإعلام في المحافظة او النافذة الوحيدة المؤسسة والمنتجة للإعلام الرسمي بعد نحو ثلاث سنوات من الحرب التي اطاحت بمؤسسات الدولة
بفعالية لافتة وفي وقت وجيز تمكنت هذه الادارة من اعادة الاعتبار للعمل الاعلامي المسئول وأسست لخطاب رسمي يمثل الجميع ويحظى بثقة واحترام الجمهور بمختلف اطيافه وشرائحه
ولأنها كذلك اعتبرها البعض خارج السيطرة ليتم تفعيل لوبي ديوان عام المحافظة لمعاقبة هذه الادارة التي تمثل الوجه المشرق للمحافظة برمتها وعنوان السلطة المحلية ومكوناتها التنفيذية
ترفض هذه الادارة الرسمية التابعة لديوان عام المحافظة الانحياز لطرف سياسي بعينه ويرفض اللوبي المتحكم بسير الامور في المحافظة السماح لهذه الادارة بأن تتنفس
خمسة اشهر يعيشها طاقم هذه الادارة الحيوية حتى الان دون مستحقات ودون مصاريف تشغيل رغم كونها تمتلك موازنة معتمدة الا ان اجراءات الصرف امر اخر ماوسع دائرة الضرر لتصل حد معاقبة اسر الموظفين والعاملين بالتجويع القسري
يطبق هذا الحصار الخانق على كل شيء في الادارة اجور الموظفين والعاملين وايجار المقر وخدمة الانترنت والاتصال والتنقل بل وحتى مياه الحمامات
مسافة شهر كامل لم يتمكن موظفو هذه الادارة من استخدام حمامات مقر عملهم بسبب غياب الماء الذي يرفض لوبي الديوان صرف ثمنه البخس
وفي الوقت الذي ظلت قيادة الادارة حريصة على جمال وايجابية الصورة فإن البيئة غير الصحية التي تسبب بها جفاف الحمامات تمكنت من نقل بعض ملامح المعاناة خارج حدود السيطرة
الجميع من كل الاطياف صحفيون وادباء وفنانون واعلاميون ومثقفون يزورون مقر الادارة “الواجهة” ويتساءلون. فيما تعمل قيادتها على تهدئة الموقف ورفض الحديث عما يجري حفاظا على سلامة الصورة العامة غير انه وازاء حصار متعمد وغير مبرر بلغ حد حرمان مواطنين يمنيين من حقهم في قضاء الحاجة سيكون من الصعب على أي قلم حر ان يصمت.
من الصعب أن تصمت ازاء ما يحدث لزملاء مهنة يتمتعون باحترام وتقدير الراي العام ويتمثلون القيم المهنية ويعشقون العمل المؤسسي والدولة المدنية بهذا القدر العظيم والمشرف ويقدمون خطابا راقيا يجمل وجه المحافظة وسلطتها المحلية .يحاصر هؤلاء فقط لكونهم يرفضون الانجرار الى المهاترات والتضليل وحروب الشائعات السيارة في عديد وسائل اعلام محلية.