وليد محمد سيف.
لا يزال اهالى قرية سهيل، في عزلة ذبحان بتعز، يكابدون للحصول على المياه منذ ما يزيد عن الثلاثة أشهر، بعد حرمانهم من مياه مشروع العزلة، في ظل صمت وجهاء ومشايخ المنطقة ودونما أدنى مراعاة لحالتهم الانسانية .
ذبحان التي انبعثت منها الشرارة الأولى للحركة التعاونية في اليمن، وكانت جمعيتها من اوائل الجمعيات، التي بفضلها أصبحت المنطقة، أنموذجا للتعاون والتكافل الاجتماعي في اليمن، تعيش اليوم واقعا مأساويا، جراء تغييب قيم التعاون والتكافل في تناقض صارخ مع تاريخها التعاوني المشرف.
ورغم أن هذه العزلة، تمتلك وجاهات اجتماعية و (مشايخ) ، ربما أكثر من عدد سكانها، إلا أن جميعهم، يقفون مكتوفي الايدي أمام ايقاف الظلم والتعسف الذي يطال أهلهم في قرية سهيل، لا لشيء سوى حالة المزاجية والتسلط، الغالبة على القائمين على مشروع مياه العزلة.
قرية سهيل كبقية عزل ذبحان هي جزء من جغرافيتها، مثلما هي امتداد أصيل لتكوينها الاجتماعي، وتحتويهم جميعا اواصر النسب والمصاهرة، و استمرار حالة اللامبالاة لوجهاء المنطقة، أمام منظر النساء والاطفال وكبار السن في هذه القرية الوادعة وهم يكابدون للذهاب مسافات بعيدة للحصول على المياه، هو أمر مدعاة للأسف والحيرة معا.
لا يزال الامل كبيرا ان يتحرك وجهاء ومشائخ المنطقة لايقاف نزعات الاستقواء والتسلط والعنجهية التي تُمارس على أهالي قرية سهيل، والذي لا يجب ان يكون قلة عددهم، مسوغاً لاستمرار اضطهادهم وقطع المياه عنهم، والا فإن الأمر يستلزم تدخلا مباشرا من المجلس المحلي للمديرية ومديرها، والذي يُعد المسؤول الاول عن المديرية وما يجري فيها من عبث وإهدار لحقوق الناس وكرامتهم.