تعز
طالب صحفيون وصحفيات، اليوم في تعز، بمحاسبة قتلة الصحفي الاستقصائي محمد العبسي، الذي قتل مسمومًا في ظروف غامضة بالعاصمة اليمنية صنعاء قبل ستة أعوام، إثر عمله على تحقيقات استقصائية تتعلق بالفساد وملف النفط في اليمن.
جاء ذلك في فعالية لإحياء ذكرى الجريمة الآثمة، نظمتها مؤسسة قرار للإعلام والتنمية، صباح اليوم الأحد 25 ديسمبر/كانون الاول، بالشراكة مع نقابة الصحفيين اليمنيين، وقسم الإعلام بجامعة تعز احياء للذكرى السادسة لاغتيال الصحفي الاستقصائي محمد عبده العبسي.
وفي الفعالية التي أقيمت تحت شعار محمد العبسي.. حضور الحقيقة وإفلات القتلة، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة قرار صلاح احمد غالب، ضرورة الانتصار للعدالة وحرية الكلمة ومكافحة الفساد، من خلال محاسبة مرتكبي جريمة اغتيال الصحفي العبسي ومنع إفلاتهم من العقاب.
وشرح، غالب، تفاصيل الانتهاك الذي تعرض له الصحفي العبسي، مشيرًا إلى تعدد التهديدات التي تلقاها قبل اغتياله والانتهاكات التي تلت الجريمة والمتمثلة بتجاهل نيابة مليشيا الحوثي للقضية ورفضها استكمال اجراءات التحقيق والمحاولات المستمرة لإغلاق ملف الجريمة.
من جهته قال رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة تعز د.منصور القدسي أن عملية اغتيال العبسي كانت ممنهجة ومدبرة تتورط فيها قيادات مليشيا الحوثي القائمة على استثمار النفط بطرق غير مشروعة ومجموعة من لوبي الفساد المسيطر كليا على ملف استيراد وتصدير النفط ومشتقاته.
وأوضح القدسي أن عملية اغتيال العبسي انتهاك صريح ضمن إطار مجموعة من الانتهاكات التى تمارس ضد الصحفيين اليمنيين في مختلف المناطق.
ودعا القدسي إلى محاسبة المتورطين ورفع دعوة قضائية في محاكم الحكومة الشرعية المعترف بها ومناصرة القضية بالقول والفعل، لكي لا تسقط بتقيدها ضد مجهول أو بالتقادم.
وأكدت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المحامية اشراق المقطري أن كل الانتهاكات التى تمارس ضد الصحفين وغيرهم موثقة لدى اللجنة لمقاضاة الجناة، مضيفة: “لابد من مطالبة الحكومة بتشكيل محاكم ونيابات متخصصة لقضايا الانتهاكات التى يتعرض لها المدنيين.
وتطرق الباحث عمار السوائي إلى أهمية ملفات الصحافة الاستقصائية التى عمل عليها الشهيد العبسي ودفع حياته ثمن لها، مشيرًا إلى أن الصحفي العبسي كان قد أكد أنه سينشر تحقيقات جديدة وبالوثائق في فساد النفط قبل اغتياله.
وأعلن عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين الصحفي فكري قاسم أن النقابة تدرس وترتب لاعلان جائزة الشهيد محمد العبسي للصحافة الاستقصائية، منبها الصحفيين اليمنيين إلى وضع خطة مخاطر قبل تنفيذ أي أعمال صحفية وعدم المجازفة بأرواحهم في ملفات حساسة خصوصا في ظل الحرب المستمرة.
وفي ختام الفعالية جدد الصحفيين الحاضرين مطالبتهم الحكومة الشرعية بتحريك ملف القضية قانونيا وفتح تحقيق فيها لضمان عدم إفلات قتلة الشهيد العبسي من العقاب.
وطالب الحاضرين بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للتحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة مرتكبيه، مؤكدين على ضرورة أن تتولى الحكومة المعترف بها دوليًا مسؤولية ترتيب وضع أسرة الصحفي العبسي ومتابعة القضية بشكل كامل.